لما أشرقت شمس الإسلام على يثرب ، وشرفت بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها ؛ ظهرت لها فضائل جليلة، خلعت اسمها القديم "يثرب" ، واكتست باسمها القرآني "المدينة"، وتحلت بعض معالمها بصفات إيمانية جعلتها حبيبة إلى قلوب المؤمنين كجبل أحد ، ووادي العقيق، وبقيع الغرقد ومن أعظم تلك المعالم فضلاً قطعة من أرض المربد الذي سارت إليه ناقة رسول الله الله المأمورة بأمر الله ، وبركت في ناحية منه ، فأمر ر سول الله صلى الله عليه وسلم ب شرائه، وخطه مسجداً نبو ياً جامعاً ، صارمق صد المسلمين إلى يوم الدين، وصارت تلك القطعة جزءاً متميزاً من المسجد، بني على حدها الشرقي بيت ضم الرسول صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً، ووضع على حدها الغربي المنبر النبوي الشريف، وأخبرنا - وهو الصادق الذي لا ينطق عن الهوى - أنها روضة من رياض الجنة.