العدد الثاني الإفتتاحية
الافتتاحية / الإفتتاحية
10/26/2020
هيئة التحرير
تشكل عملية التكامل بين التخصصات في العلم الحديث محوراً أساسياً ومركزياً في دفع عجلة البحث العلمي نحو تحقيق نتائج بحثية واعدة تعالج المشكلات بجوانبها كلها، وعدم اغفال أي جانب، وهو الأمر الذي جعل من الدراسات البينية InterDesciplinary Scienrces فلسفة حديثة من فلسفات التعليم والبحث العلمي، تتمثل في ربط التخصصات لتحقيق مكاسب أكبر للحركة العلمية من جهة، وللمجتمعات من جهة أخرى؛ لتقديم حلول نافعة قابلة للتطبيق، وهو ما دفع منصة أريد للعلماء، والخبراء، والباحثين الناطقين بالعربية، إلى تبني تشجيع الدراسات البينية ودفعها نحو التطبيق؛عن طريق ندوات وورش متواصلة، تنشر هذه الفلسفة المتقدمة في التعليم والبحث العلمي، وترسخها.
إنَّ مؤسسات العالمية عديدة تسعى لتطوير كوادرها البحثية؛ عن طريق تفعيل الدراسات البينية، والمجاميع البحثية Research Groups وهو ما يجعل هذه المؤسسات تقدم خدمات جليلة للانسانية جمعاء، ولعل تجربة جامعة الملايا الماليزية، من بين التجارب التي يُشار إليها بالاحترام فهي من ضمن أفضل 100 جامعة، في العالم، في تفعيل المجاميع البحثية والدراسات البينية، وهذا التركيز على المسائل العملية هو الذي يجذب العلماء، ومن نافلة القول، أن نؤكد هنا، أن الدراسات البينية حالها حال أي نشاط بحثي آخر في العلوم تواجهها مجموعة معوقات تمر بها جامعاتنا والجامعات العالمية أيضاً، ولعل في مقدمتها قلة الاتصال والتواصل العلمي بين العلماء لحضور مؤتمرات وملتقيات علمية في تخصصات متنوعة، وهذا ماتقوم به منصة أريد منذ العام 2017 حيث اطلقت المحفل العلمي الدولي وهو وِعاءٌ عِلميٌّ خاصٌّ بأعضاء المنصةِ، يستوعبُ ما يمكنهم القيام به من أنشطٍة وفعالياتٍ علميةٍ، وثقافيةٍ، وفكريةٍ، وتواصليةٍ، تُحقِّقُ الفائدةَ للحركة العلمية. وسيكون المحفل العلمي الدولي السابع، في شهر نوفمبر القادم، فرصة لحث الباحثين على تبني الدراسات البينية ومعالجة المشكلات العالمية بروح الفريق الواحد.
ومن المعوقات، أيضاً، قلة الخبرة في مجال البحوث البينية؛ حيث لا يوجد التدريب الكافي في الجامعات لا لطلبة الدراسات العليا ولا للكادر البحثي، فضلا عن معوق افتقاد الرؤيـة الدقيقـة، والمناسبة لكيفيـة بنـاء الدراسـات البينية في الجامعـات؛ نتيجة لضعـف العلاقة بين الجامعـات وسـوق العمل، وعدم وجود الوقت الكافي، ورغبة عضو هيئة التدريس العمل منفرداً؛ وذلك بغرض نشر أبحاث لغرض الترقية كسباً للوقت. وبعض الجامعات لا تعترف بتداخل التخصصات في البحث الواحد.
ولعل مشكلة كيفية تشكيل وتكوين فرق بحثية للعمل في الدراسات البينية، يُعدُّ من أكثر الصعوبات تعقيدا في نشر ثقافة البحوث البينية، وهو ما تحاول اريد أن تشجع عليه في المجاميع البحثية، لا سيما عن طريق المنصة ونشر التجارب الناجحة في مجال البحوث البينية، واطلاع أفراد المجتمع ومؤسساته عليها.
واخيرا يمكننا القول إن الدراسات البينية مرحلة من مراحل تطور العلم تلت مرحلتي الموسوعية والتخصصية ، واذا كانت اريد تسعى لتكون الرائدة في دفع الباحث الناطق بالعربية الى تبني البحوث البينية وتشجيع المؤسسات الاكاديمية العربية كذلك ؛فإنها تؤكد من جديد عزمها على تحقيق رسالتها ورؤيتها في بناء مجتمع بحثي بمحتوى عربي ينافس اقرانه في المجتمعات الغربية المتقدمة وسيكون فاتحة نشر ثقافة البحوث البينية والمجاميع البحثية المشتركة وتتبعها خطوات اخرى متنوعة هي ندوة الدراسات البينية التي عقدت نهاية شهر حزيران والكتاب الذي سيجمع البحوث التي القيت فيها تحت عنوان ( مدخل الى الدراسات البينية ) بداية رحلة الألف ميل نحو هذا الهدف النبيل.
العدد الثاني منصة أريد ، InterDesciplinary Scienrces ، الحركة العلمية ،
مواضيع ذات صلة