مدونة الدكتور محمد محمود كالو


كل مذبحة وأنتم بخير! أ. د. محمد محمود كالو

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


03/07/2023 القراءات: 257  


كل مذبحة وأنتم بخير!

في الآونة الأخيرة، دأب عدد من الكُتَّاب الليبراليين، بالطعن في شعائر الإسلام، وثوابته ورموزه، بمزاعم وحجج أوهى من خيوط العنكبوت، ومنهم الكاتبة المصرية (فاطمة ناعوت)، إذ تقول: أن نسك (الأضحية) هو أهول مذبحة يرتكبها الإنسان كل عام منذ 10 قرون، وتصف الأضحية بـ"المهزلة البشعة" فتضيف:
«كل مذبحة وأنتم بخير، بعد قليل تُساق ملايين من الكائنات للمذبحة التاريخية التي يرتكبها الإنسان منذ أزيد من عشرة قرون، ويتوالى تكرارها كل عام وهو سعيد بذلك. مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، ورغم أن الكابوس مرّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمناً لهذا الكابوس القدسي.
افرحوا بذبحكم أيها الجسورون الذين لا تبالوا بمنظر الدماء، ولا تنتظرونى معكم فهنيئاً لكم الشواء والثريد، أما أنا فسأكتفي بطبق من السلطة وقطع الخبز وزيت الزيتون، وأعطي المال لمن يوّد أن يتناول لحم الضأن، وكل مذبحة وأنتم طيبين وسكاكينكم حادة وقوية».

وهناك الروائي الجزائري المدعو (أمين الزاوي)، الذي نشر مقالًا تهكميًا، في إحدى الصحف الناطقة بالفرنسية، انتقد فيه شعيرة الأضحية، واعتبرها "سلوكًا رجعيًا".

وفى الكويت أيضاً، سخر الكاتب (أنور الرشيد) من شعيرة الأضحية وقام بلمز خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، حيث صور شعيرة الأضحية بـ“المغثة” وعيد الحزن، واستهزأ برؤية النبي إبراهيم عليه السلام.

وفى ليبيا قال الكاتب (محمود شمام) متهكماً وساخراً من ذبح الأضاحى وطريقة أكل أجزائها، ثم يقول: هل تتقرب إلى الله بعد هذه المجزرة؟

في كل عام تواكبها تصريحات على هذه الشاكلة لمثقفين وكتّاب عرب، لتصوّر هذه الشعيرة على أنها قسوة جماعية ضد الحيوانات البريئة، تتعارض مع المشاعر الإنسانية.

ولا نجد أحداً من هؤلاء المارقين، الذين يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، يتحدث عن مجزرة (عيد الشكر) التي يلتهم فيها الأمريكان أكثر من 45 مليون ديك رومي، ولا يتأففون من استهلاك آلاف الأطنان من لحوم البقر والغنم، لكنهم يهاجون شعائر الإسلام كما هو دأبهم.

أيها الرويبضة: لا تناقضوا أنفسكم فما يُذبح يومياً في أشهر المطاعم العالمية يفوق أعداد الأضاحي التي تذبح بكثير، فهذه مطاعم (ماكدونالدز) التي تقدم الطعام لحوالي 68 مليون مستهلك يومياً حول العالم، ناهيك عن سلسلة مطاعم (كنتاكي) التي تذبح ملايين من الدجاج يومياً، لتغطي حاجة ما يزيد عن عشرين ألف فرع في مختلف دول العالم.

علماً أن الذبح لم تنفرد به الشريعة الإسلامية، فهو موجود في الشرائع السماوية الأخرى، فعند اليهود أكثر من مناسبة تقدم فيها القرابين بذبح الحيوانات كطقوس (الكاباروت) يوم الغفران، ويهدفون منه إلى تكفير الخطايا.

وحتى الهندوس في نيبال، ينظمون مهرجان «غادهيماي ميلا«، والتي تذبح فيه مئات الآلاف من الجواميس والماعز تقرباً لإله القوة.
ولكن لا تخدش مشاعر هؤلاء تلك المذابح التي تجري في شتى بقاع العالم للمسلمين الضعفاء؛ اللهم إلا إذا كان الأمر يتعلق بشعائر إسلامية، حيث يوسع المسلمون بالأضاحي على الفقراء والمساكين والمحتاجين، فإلى الله تعالى المشتكى!


كل مذبحة، كل عام، وأنتم بخير، الأضحية، القرابين، الشعائر


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


«أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ»