مدونة الدكتور/ مازن جهاد إسماعيل الشوبكى


إعادة بناء الحياة: التعليم والصحة في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب

الدكتور/ مازن جهاد إسماعيل الشوبكى | Mazen J. Al Shobaki


28/08/2024 القراءات: 193  


في أعقاب حرب الإبادة المدمرة على قطاع غزة، تتجه الأنظار نحو جهود استئناف التعليم وتشغيل المرافق الصحية كخطوة أساسية لإعادة الحياة إلى طبيعتها، وهذا يتطلب تحديًا كبيرًا في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها القطاع، حيث تأتي الأولوية لإعادة إعمار المدارس والمستشفيات، وتأهيل الكوادر التعليمية والصحية لتقديم خدماتها للمجتمع، كما أن إعادة تشغيل هذه المؤسسات يشكل رمزًا للأمل والصمود، وفرصة لتجديد الطاقات واستثمارها في بناء مستقبل أفضل لأجيال غزة القادمة، والسؤال الذ يطرح نفسه وبقوة: كيف يمكن للمجتمع المحلي والدولي أن يساهم في هذه العملية الحيوية؟ وكيف يمكن تجاوز التحديات لتحقيق عودة آمنة وكاملة للتعليم والخدمات الصحية في غزة؟
وللإجابة علي الكثير من التساؤلات نحب أن نؤكد بأنه يجب ان يكون هناك دورًا حيويًا لعلم الإدارة في تقديم رؤي وخطط لاستئناف التعليم واستكمال تشغيل المرافق الصحية في قطاع غزة فور انتهاء الحرب من خلال البدء بإعداد وتصميم عدد من الآليات والإجراءات والإستراتيجيات المدروسة التي قد تساهم في التعافي من نتائج حرب الإبادة والتي طالت كل مرافق الحياة خاصه قطاعي التعليم والصحة في قطاع غزة، وفيما يلي نقدم إليكم بعض الطرق التي يمكن من خلالها للإدارة المساهمة في هذا السياق:
1. تقييم الأضرار ووضع خطة إعادة الإعمار: بمجرد انتهاء الحرب، ينبغي إجراء تقييم سريع وشامل للأضرار التي لحقت بالمدارس والمرافق الصحية، حيث يمكن أن تضع الإدارة فرق تقييم تتألف من مهندسين ومديرين وممثلين عن الوزارات المعنية المختلفة لتحديد حجم الأضرار والاحتياجات الفورية.
وبناءً على التقييم السابق، يجب وضع خطة إعادة الإعمار على تأخذ في الاعتبار الأولويات العاجلة مثل وصيانة وإعادة الإعمار المدارس والمرافق الصحية الأساسية، مع وضع جدول زمني واضح وميزانية محددة.
2. إدارة الموارد وتخصيصها بكفاءة: يجب على الإدارة توجيه الموارد المالية والبشرية نحو القطاعات الأكثر تضررًا. حيث يمكن استخدام طرق الإدارة المالية مثل الميزانيات الطارئة لتوجيه الأموال بكفاءة، كما يجب التنسيق مع المنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية مما يساهم في الحصول على الدعم المالي والفني لإعادة تشغيل الخدمات التعليمية والصحية.
3. إعادة تشغيل النظام التعليمي: توظيف كوادر تعليمية وصحية مؤقتة لتعويض النقص في الموارد البشرية التي تعطلت نتيجة الإصابة أو استشهادهم جراء الحرب، كما يجب الاعتماد على التكنولوجيا والتعليم عن بُعد كحل مؤقت في حال تعذر إعادة الإعمار المدارس بشكل سريع، مع ضرورة إعداد برامج دراسية مكثفة لتعويض الطلاب عن الفترات الضائعة من التعليم.
4. تحسين استجابة المرافق الصحية: إعادة توزيع الأطباء والممرضين باستخدام نظام إدارة الموارد البشرية لتوزيع الكوادر الطبية حيث تكون الحاجة ملحة، وضرورة الاخذ بعين الاعتبار تفعيل وإنشاء وحدات إدارة أزمات داخل المرافق الصحية للتعامل مع الحالات الطارئة والكوارث المستقبلية.
5. تحفيز المجتمع المحلي: يجب إشراك المجتمع المحلي من خلال إشراك القادة المحليين والجمعيات الأهلية، كما يمكن تعبئة الدعم الشعبي والمشاركة في جهود إعادة الإعمار والتعافي، مع الاشارة الي أهمية تنظيم حملات توعية للتأكيد على أهمية التعليم والصحة في مرحلة ما بعد الحرب.
6. ضمان الاستدامة وبناء القدرات: البدء في بناء قدرات العاملين من خلال تدريب العاملين في مجالي التعليم والصحة على التعامل مع الأزمات وكيفية استعادة الخدمات بسرعة، ووضع خطط طويلة الأمد لضمان استدامة الخدمات وتجنب التأثيرات السلبية لأي صراعات مستقبلية.
باستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكن لعلم الإدارة المساهمة وممارسة دورًا فعالًا في تسريع عملية استئناف التعليم وتشغيل المرافق الصحية في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.


التعليم،، الصحة، حرب الإبادة، قطاع غزة،


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع