مدونة داليا محمد شافع


التحول الرقمي وممارسة الخدمة الاجتماعية

داليا محمد شافع | Dalia mohamed shafee


20/05/2023 القراءات: 1158  


نظراً للاستخدام المتزايد للتكنولوجيا الرقمية السريعة التغيّر في مكان العمل، فقد برزت حاجاتٌ
لمهارات جديدة لقد ساهم استخدام هذه التكنولوجيا في تحويل التعلّم وتطوير المهارات إلى عمليةٍ تستمر مدى الحياة.
والعالم كله يتجه إلي التحول الرقمي في شتي المجالات وفي كل المنظمات والمؤسسات وقد أرتبط التحول الرقمي بالاستخدام المكثف لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جهة ومن جهة أخري أرتبط بزيادة الإنتاجية والقدرة علي المنافسة وذلك من أجل الاستجابة لمتغيرات البيئة والسوق العالميين.
للخدمة الاجتماعية تاريخ طويل في العمل مع التكنولوجيا والرقمنة، فالمتابع للتطور التاريخي للخدمة الاجتماعية يجد أنه في فبراير 1970م ظهرت أول مقالة علمية عُنيت باستجابة الخدمة الاجتماعية للاهتمام بالتكنولوجيا، ومنذ بداية السبعينيات وحتي نهاية القرن العشرين كانت الخدمة الاجتماعية منشغلة تماماً بكيفية استخدام التكنولوجيا في تدريس وممارسة الخدمة الاجتماعية, حيث ظهرت المقالة الأولى فيما يتعلق بأهمية التكنولوجيا في الخدمة الاجتماعية للمؤلف((Fuller Theron K والتي نشرت في مجلة (Families in society) وقد دعت هذه المقالة إلى إدخال التكنولوجيا والرقمنة في ممارسة الخدمة الاجتماعية، وشددت على ضرورة الإسراع في استخدام الإخصائيين الاجتماعيين في حياتهم المهنية لاتخاذ قرارات فعَالة مع العملاء في رعايتهم الاجتماعية لمنع ازدواجية الخدمات وزيادة عدد الحالات التي يتعامل معها الإخصائي الاجتماعي.
وأصدرت الجمعية القومية للإخصائيين الاجتماعيينNASW بالتعاون مع مجلس تعليم الخدمة الاجتماعية CSWE بالولايات المتحدة الامريكية في منتصف عام 2017م ما عُرف (بتقرير التكنولوجيا في الخدمة الاجتماعية ) والذي يتطرق لأهمية استخدام مؤسسات الخدمة الاجتماعية بتوظيف التقنيات الرقمية في تعليم وممارسة الخدمة الاجتماعية وأوصي التقرير بضرورة إعداد مزيد من الدراسات والبحوث العلمية المعنية والمهتمة بتأثير التكنولوجيا المعاصر في تعليم وممارسة الخدمة الاجتماعية .
كما أدي التطور الهائل والكبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلي تحول جذري في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية, حيث ساهم هذا التطور علي تشجيع الممارسين في إعادة التفكير في ممارسة الخدمة الاجتماعية في العصر الرقمي، ومع تزايد اعتماد العالم علي التكنولوجيا، أصبح التحدي الكبير لمهنة الخدمة الاجتماعية هو كيفية الاستفادة من التقدم التكنولوجي والاستفادة من التقدم الرقمي في مواجهة وعلاج مشكلات العملاء.
ومواجهة هذا التحدي يحتاج إلي تقديم خدمات أكثر جودة ودقة في الوقت، تلك الخدمات التي سوف يستفيد منها متلقي خدمات الرعاية الاجتماعية من العملاء في تحسين التشخيص والتقدير لمشكلاتهم وزيادة فعالية التدخلات المهنية معهم.
كما أن مهنة الخدمة الاجتماعية عندما تنمي وتطور استخدامها لتكنولوجيا المعلومات في ممارستها المهنية سوف يتحسن مستوي الممارسة المهنية وبالتالي يعود علي متلقي الخدمة أو العملاء ويساهم في حل المشكلات الخاصة بهم.
وتتيح الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية الرقمية الفرصة في تطوير مستوي الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية وتوفير الخدمات لأكبر عدد من العملاء وتوفير الوقت والجهد والتكلفة لتقديم الخدمات الاجتماعية, وتقديم الخدمات المهنية إلي المناطق التي لا يتم الحصول فيها علي العلاج بسهولة، او يصعب الاتصال بأخصائي اجتماعي بشكل مباشر خاصة العملاء الذين يعيشون في مناطق ريفية أو نائية ، أو العملاء الذين يصعب عليهم تلقي خدمة نتيجة لوجود مرض، أو الشباب الذي يواجهون خوف من المقابلة.
وتساعد هذه النوعية من الممارسة علي إعادة تشكيل العلاقة المهنية بين الاخصائي الاجتماعي والعميل ودعم التفكير الجيد حول أدوار الاخصائي الاجتماعي في العصر الرقمي
كما تساعد هذه النوعية من الممارسة على تفعيل العلاج الجماعي بين العملاء، فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة قوية للاستفادة من الحشد الجماعي للوصول لأكبر عدد من المستفيدين، كما وفرت المجتمعات الافتراضية ومنصات الشبكات الاجتماعية فرصاً جيدة لتكوين الجماعات والمشاركة في حل المشكلات ويظهر ذلك بصورة واضحة في المجال المدرسي ومجال رعاية الشباب ومجال الإدمان.
أيضا قد يحتاج العميل إلي البقاء علي قوائم الانتظار فترة طويلة لحين تعيين أخصائي اجتماعي للنظر في مشكلته لضيق الوقت الذي يواجه الأخصائي في المجال الطبي للتدخل في الوقت المناسب ومتابعة الحالة تحت إشراف المؤسسة الطبية التابع لها, لكن عن طريق استخدام الاخصائيين الاجتماعيين للبرامج التفاعلية على الكمبيوتر أو شبكات الانترنت أو الممارسة المستندة على تطبيقات الهواتف الذكية أتاح ذلك للعملاء الحصول علي الخدمات التي يحتاجونها في الوقت الذي يناسبهم .
وفرض التحول الرقمي علي المؤسسات ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة لتكون أكثر مرونة في العمل وقدرة علي التجديد والابتكار وبهذه السمات تتمكن من مواكبه العصر وموائمة الاحتياجات المتجددة بشكل أسرع لتحقيق النتائج المرجوة من أعمالها بنجاح.


التحول الرقمي الخدمة الاجتماعية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع