مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


من الذى ما ساء قط ومن له الحسنى فقط (2)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


30/11/2022 القراءات: 1178  


نسأل الله العظيم أن يوقظ قلوبنا ويملأها بالغيرة والنصيحة وأن يصلح قلوبنا وأولادنا وأحوالنا وجميع المسلمين .
وإذا خلا المجتمع من التواصي بالحق والصبر والتناصح أو ضعف مظهر العمل به فقد انتهت الأمة أسوء حالاتا من الفوضي وفساد الأخلاق والتقاطع والتدابر والعدوان وفشو الشرور من المنافقين والنمامين والكذابين وأعوانهم .
وانظر كيف تكون الحال فيما إذا عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التواصي بالحق والتواصي بالصبر وأهملت النصيحة .
وكيف يجترئ الفساق على المعاصي ويصلون فيها إلى ما تضج له السموات والأرض وما فيهما من أنواع الشرور .
وإن شئت فزر أي جهة من جهات العالم تري ما يتقطع له قلبك حسرات انظر آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين الصلاة كيف تركها الكثير من الناس.
وانظر إلى الزكاة التي لو أخرجت لم يبق فقير وانظر صيام رمضان كيف لم يبال به كثير من الناس .
وانظر كيف تهاون الناس بالربا والغش وسائر المحرمات كل هذا نتيجة اهمال التواصي بالحق والتواصي بالصبر وإهمال النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
لأن التساهل بهذه الأمور يفتح للنفوس الخبيثة أبواب المعاصى فتنفذ إلى ما تشتهي من خبائث وترى موقع ذلك سهلا على الناس فتندفع إلي كل ما يحلو لها مهما كان عريقا في باب الرذيلة آمنة من تغير وجه أو انقباض قلب لما تفعل .
وإذا تنتعش الرذيلة وتشتد وتزداد ويقوي أهلها وهم الفسقة لأن أهل الجهر بالفاحشة يكونون قدوة سيئة لغيرهم . والنفوس من طبيعتها التقليد والمحاكاة لما ترى وتسمع خصوصا إذا كان ما تراه أو تسمعه لذة واطلاقا .
وإذا كثر جيش الرذيلة في قوة قل جيش الفضيلة في ضعف ، ولا تستبعد أن يتغلب جيش الرذيلة فيبيد جيش الفضيلة أو يجعله في حكم المباد وإن كان لا يزال باق منه أفراد .
و إذا كان غضب الله جل وعلا على عباده فعاقبهم في الدنيا قبل الآخرة ولا ينجو من بطش الله وعذابه إلا من كان في جانب دينه يتألم له ويغضب على مخالفيه آمرا لهم وناهيا مهما ناله في سبيل ذلك من إيذاء .
علمنا ذلك ربنا بقوله ﴿ فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ﴾ ، ﴿ وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ .




قال تعالى ﴿ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ﴾ وقال في الآية الأخري ﴿ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ﴾
إذا عاقبة التساهل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شقاء الدنيا بما ينزل من آلام لمعاصيهم التي يقترفونها آمنين من زجر عليها وملام وشقاء الآخرة بما أعد ربنا للعصاة من عذاب .
اللهم افتح لدعائنا باب القبول والإجابة وارزقنا صدق التوبة وحسن الانابة ويسرنا لليسرى وجنبنا العسرى وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


من الذى ما ساء قط ومن له الحسنى فقط (2)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع