مدونة د. محمد سلامة الغنيمي


الوظيفة عبودية للفرد وضعف للمجتمع

د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim


20/12/2022 القراءات: 494  


الوظيفة تستر لكنها لا تثري، كما أنها تقزم العقل وتكبحه، العقل يقوى بالتعقل ويضعف بالإهمال، حيث أن تكرار نفس العمل والمهام كل يوم يخنق الروح ويؤذي النفس ويضعف الجسد ويلغي العقل، ولهذا كانت الوظائف قديما من مهام العبيد؛ لأنها أعمال تنافي الحرية وتقتضي التبعية.
وهذه الخصائص الموسومة بها الوظيفة جعلت منها مصدر للرتابة والملل ومبعث على الخمول والكسل، ولذلك جعلت منتهى أمل وشغف كل كسول خامل لا همة له.
أما العمل الحر ففيه متعة تبعث الروح وتؤنس النفس وتفتح آفاق العقل وتقوي البدن، ومنطلق الثروة ومبعث الهمة، لكنها تقتضي الحرية والشجاعة والثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرار.
الوظيفة تقوض الثروات في يد أرباب الأعمال وتعمق الطبقية في المجتمع وتحرم الجموع من فرص الترقي الاجتماعي والاقتصادي.
والوظيفة من عوامل شيوع الاستهلاك التفاخري على الانتاج والاحتياجات، وهنا تنشأ الأزمات الاقتصادية للفرد والمجتمع.
الوظيفة بخصائصها تصبح مصدر لكثير من الأخلاق الذميمة والأمراض الاجتماعية، مثل؛ الشح، والنفاق، والخنوع، والرياء، وهموم الاستغناء عن الموظف... والبيئة الوظيفية مرعى خصب للنمامين والمنافقين وأصحاب الحسابات الضيقة.
وأخيرا: سبب شغف الشباب بالوظيفة وسعيهم إليها هو طول السلم التعليمي، حيث ينتهي السلم التعليمي عندما يكون الشاب قد بلغ 22 عام، فلا يجد أمامه وقت يكفيه للمخاطرة في البحث عن عمل حر قد ينجح وقد يفشل.
#الغنيمي
#رؤية_للنهوض_الحضاري
#رؤية_لإصلاح_التعليم


الوظيفة المجتمع، نهضة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع