مدونة وسام نعمت ابراهيم السعدي


التعريف بمشروع اسفير للعمل الإنساني

د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi


02/06/2023 القراءات: 321  


التعريف بمشروع اسفير
كما اشرنا سابقاً، مشروع "اسفير" هو مبادرة طوعية تجمع مجموعة كبيرة من الوكالات الإنسانية حول هدف مشترك يتجلى في تحسين جودة المساعدة الإنسانية وتعزيز مساءلة الجهات الفاعلة أمام مُنشِئيها والمانحين والسكان المتضررين.
وقد أنشئ مشروع اسفير سنة 1997 كمنظمة إنسانية لا تقوم على العضوية تخضع لإدارة مجلس يتكون من ممثلين عن شبكة عالمية من الوكالات الإنسانية الدولية العاملة في الميادين الإنسانية المختلفة ليصبح اليوم مجتمعا عالمياً منظماً نابضا بالحياة والعمل والأداء الإنساني الطوعي ليضم عاملين في مجال الاستجابة الإنسانية من جميع أنحاء العالم.
ويرتكز مشروع "اسفير" على دليل بعنوان الميثاق الإنساني والمعايير الدنيا في مجال الاستجابة الإنسانية مجموعة من المبادئ المشتركة والمعايير الدنيا العالمية التي تحظى بأكبر قدر من الشهرة والاعتراف الدولي من قِبل العاملين في مجال الاستجابة الإنسانية.
ويعمل مشروع اسفير في اطار ما نصطلح على تسميته بالقانون الدولي للكوارث وسعى من أجل الوصول الى إيجاد عالم يعترف بحق كافة السكان المتضررين من الكوارث وعلى اختلاف أنواعها واشكالها ومخاطرها ويهدف الى إعادة بناء حياتهم وسبل كسبهم للعيش بطرق تحترم آراءهم وتعزز كرامتهم وتحافظ على أمنهم الإنساني وتلبي متطلبات حمايتهم من المخاطر المختلفة الناشئة عن تلك الكوارث.
وهكذا بدأ مشروع “اسفير” عام 1997 على يد مجموعة من المتخصصين في المجال الإنساني ممن كانت لديهم الإرادة الحقيقية والرغبة في خدمة مجالات العمل الاغاثي بهدف تحسين جودة العمل الإنساني عند التصدي للكوارث وذلك إدراكاً للمخاطر الجسيمة والاضرار الكبيرة والتحديات الأساسية الناشئة عن تلك الكوارث. ومع وضعهم هذا الهدف نصب أعينهم، وضعوا ميثاقاً إنسانياً حاكماً يتضمن ابرز المحددات الأساسية للعمل الإنساني ومؤشراً لاهم الخطوات والإجراءات التي يجب اتباعها بهذا الخصوص، وحددوا مجموعة من المعايير الإنسانية لتطبيقها في حالات الاستجابة الإنسانية. وقد تأسس المشروع في البداية على يد منظمات غير حكومية بالمشاركة مع حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر باعتبار الأخيرة تمثل اهم منظمة دولية إنسانية تعمل في ظل الظروف الاستثنائية من كوارث ونزاعات مسلحة دولية وغير ذات الطابع الدولي، وقد أصبحت معايير اسفير أداة مرجعية أساسية للمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية والمتطوعين ووكالات الأمم المتحدة والحكومات والمانحين والقطاع الخاص وغيرها. اليوم يعد اسفير مجتمعًا عالميًا يجمع الممارسين معًا ويُمكِنّهم من أجل تحسين الجودة والمساءلة في مجال المساعدات الإنسانية. وتعد المطبوعة الرئيسية لاسفير، دليل اسفير، إحدى أكثر مجموعات المبادئ المشتركة والمعايير الدنيا العالمية شهرة على نطاق واسع واعترافاً دولياً بها في مجال الاستجابة الإنسانية، ونالت هذه المعايير هذه الأهمية الدولية نتيجة لإجماع الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بالعمل الإنساني على أهميتها وضرورة الالتزام بها من قبل الجميع.
لقد كان الهدف الأساسي لمشروع اسفير هو وضع ميثاق إنساني وما يرتبط به من مجموعة من المعايير الدنيا في مسعى لإيجاد منظومة من القواعد القانونية المقبولة والتي نالت اهتمام المجتمع الدولي والتي تكون مهمة للغاية لغرض الوصول الى استجابة افضل، هذا العمل لا يمكن ان يتحقق الا بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الرائدة والحكومات المانحة ووكالات الأمم المتحدة، لنشر المنتجات الناتجة على نطاق واسع داخل النظام الإنساني الدولي وتشجيع اعتمادها الرسمي وممارسة وكالات الإغاثة والجهات المانحة لها المهام التي تضطلع بالقيام بها في ضوء معطيات تلك القواعد والمحددات. في حزيران 1997، بدأت المرحلة الأولى من المشروع والتي كانت مقررة لسنة واحدة. وتم اختيار خمسة قطاعات لتغطية القطاعات الأساسية في الاستجابة الإنسانية:
1. إمدادات المياه والصرف الصحي.
2. التغذية.
3. المساعدة الغذائية.
4. المأوى وتخطيط المواقع.
5. الخدمات الصحية.
وهنا كانت الانطلاقة الأولى مع قطاعات على مستوى عالي من الأهمية ومع متطلبات أساسية وجوهرية لا يمكن للسكان او الأفراد الاستغناء عنها في أي ظرف من الظروف وبالتالي تبرز الأهمية القوى لها في ظل الظروف الاستثنائية كالكوارث والحروب.


العمل الإنساني - العمل الطوعي - الوكالات الدولية الإنسانية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع