مدونة ا.م.د. رجاء خليل الجبوري


الحرية في عصر الرقمنة،هل أصبحنا سجناء العالم الافتراضي؟

ا.م.د .رجاء خليل الجبوري | Assist Prof Dr Rajaa .K. Aljubore


04/03/2025 القراءات: 3  


أصبح اليوم الإنترنت والشبكات الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. نحن نعيش في عالم مترابط بشكل غير مسبوق، حيث يمكننا التواصل مع أي شخص في أي مكان، والتعبير عن آرائنا، والانغماس في العديد من التجارب والأنشطة عبر الإنترنت. لكن مع كل هذه الإمكانيات، هل فعلاً نتمتع بالحرية التي نتخيلها في هذا العصر الرقمي؟ أم أننا أصبحنا سجناء في عالم افتراضي لا نملك السيطرة عليه كما نعتقد؟
عندما بدأ الإنترنت في الانتشار، كان الناس يرون فيه مساحة مفتوحة للحرية: مكان يتخطى الحدود الجغرافية والقيود الاجتماعية. كان بمقدور الجميع أن يتحدثوا، يعبروا عن أنفسهم، ويكتشفوا أفكارًا جديدة بعيدًا عن رقابة أو حدود. لكن في السنوات الأخيرة، بدأنا نلاحظ تحولًا غريبًا. منصات التواصل الاجتماعي التي اعتقدنا أنها تمنحنا الحرية، أصبحت تراقب كل تحركاتنا، تعرف ما نحب، ماذا نشتري، وكيف نفكر.
الشركات الكبرى الآن تعرف عنا أكثر مما نعرف عن أنفسنا، وتستخدم هذه المعلومات لتوجيه اختياراتنا، سواء كان ذلك في الإعلانات أو في الأخبار التي نراها يوميًا. ما كان في البداية مجرد أداة للتواصل والترفيه، أصبح أداة تراقبنا وتحدد لنا العديد من جوانب حياتنا.
وهنا يطرح السؤال: هل نعيش حقًا في عصر من الحرية اللامحدودة؟ أم أننا أصبحنا أسرى لهذه المنصات التي بدت في البداية كمجال واسع للحرية؟ في حين نعتقد أننا نختار بحرية ما نراه، أو نكتبه، أو نشتريه، نحن في الواقع محاطون بكثير من الخوارزميات التي تتحكم في كل خطوة نخطوها
وفي النهاية، ربما يجب أن نتوقف ونعيد النظر في مفهوم الحرية في عصر الرقمنة. هل نمتلك الحرية حقًا في عالم رقمي يقيدنا أكثر مما نعتقد؟ وكيف يمكننا إعادة تعريف هذه الحرية لتكون حقيقية، بعيدًا عن القيود التي تفرضها الأنظمة الرقمية التي تراقبنا في كل لحظة؟


الرقمنة ، الحرية ، العالم الافتراضي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع