مدونة ا.م.د. رجاء خليل الجبوري


ثقافة الوعي الوقائي لمواجهة فايروس كورونا

ا.م.د .رجاء خليل الجبوري | Assist Prof Dr Rajaa .K. Aljubore


20/03/2020 القراءات: 3753  



ثقافة الوعي الوقائي لمواجهة فايروس كورونا

ا.م.د.رجاء خليل الجبوري/الجامعة العراقية

بعد موضوع الثقافة الوقائية بمختلف فروعها وصيغها من أجل الموضوعات التي شغلت ومازالت تشغل الرأي العام على المستوى العالم .
جاءت ورقتي البحثية كمحاولة لتسليط الضوء على بعض جوانب الوعي الوقائي لدى الفرد والمجتمع ، بجميع فعالياته وقطاعاته في ظل الرهانات الجديدة التي وجدت فيها دول العالم نفسها في مجابهة فيروس كورونا القاتل وبشكل مبسط
إذ ترك فيروس «كورونا المستجد» بصمته على كل نواحي الحياة، فدول بأكملها شُلّت، وأُغلقت حدود، كما تباطأت الاقتصادات العالمية، والمدارس أقفلت أبوابها والأماكن المقدسة توقفت فرئضها ومناسكها
فانعدام وقلة الوعي الوبائي. ساهم في نشر الوبائي للمرض. وهذا ما نلمسه ليوم في وباء كورونا حيث إنتقل من شخص ليشمل عددا مرعب من المصابين عبر كل اقطار العالم.
ولو رجعنا إلى تأريخنا الإسلامي لوجدنا حرص الاسلام في كل توجيهاته على أن يحافظ المسلم على نفسه ،وعلى غيره بنفس القدر من الحرص والمسؤولية في مراعاة المنفعة العامة .

أمر المسلم بأن يحترز من نقل العدوى إلى اخيه المسلم للحد من إنتشار الامراض المعدية والحاق المهالك بصحة الانسان وعلى سبيل المثال لا الحصر قول النبي صل الله عليه واله وصحبه وسلم عن مرض المجذوم "فر من المجذوم فرارك من الاسد" وهذا لان هذا النوع من الامراض معدي حيث نجد الى جانب ذلك لجؤ العديد من الدول التي عرفت هذا المرض الى سياسة الحجر الصحي كوسيلة وقائية منه ومن الامراض المعدية كذلك التي أمر النبي صل الله عليه واله وصحبه وسلم بأخذ الاحتياط منها وهذه التوجيهات الوقائية والحجر الوقائي التي أمرنا بها الرسول صل الله عليه وسلم منذ الازل .

قد أثبتت على أرض الواقع ونعايشها اليوم في القرن الواحد والعشرون وأكدتها الابحاث الصحية الوقائية بتكنولوجياتها المتطورة حيث أنها تتضمن أدق مبادئ العزل الصحي او مانصطلح عليه اليوم بسياسة الحجر الصحي فالنبي صل الله عليه وسلم امرنا بتجنب المجذوم وهذا الاخير يمثل كل مصاب بمرض معدى مهما كانت تصنيفاته الطبية للحد من انتقال العدوى منه والى غيره وأمر بعدم دخول البلد المصاب باي وباء من الاوبئة حتى لا نلقي بأنفسنا الى التهلكة ولا نخرج من هذا البلد حتى لا نجلب العدوى والتهلكة
غير انه وللاسف عندما لم بنتزم ولم نطبق قوانينها ، اوامرها ونواهيها وابقينا على الرحلات الجوية والتنقلات بين الدول التي مسها الوباء واجلاء الجاليات بها افلتت زمام الامور وانتشر وباء الكورونا ونكب العالم وأصبحت جائحة عالمية.
،و وانتشار الفيروسات المعدية ليس بالحدث الجديد وإنما تعاقبة عليه الأمم السابقة وعايشته بفارق اختلاف تصنيفاته الطبية وتسمياته الفيروسية وظروفه ومسبباته ووسائل انتقاله وبتشابه أعرضه .

وتكون بدايات اعراض الإصابة بهذا الفايروس حسب المختصين عادة شبيهة بنزلة البرد أو الإنفلونزا العادية، يمكن أن تظهر هذه الأعراض بعد أربعة عشر يومًا كما يصرح له علميا الان ،إذا تكون هذه الأعراض في بداية الإصابة خفيفة و تتمثل :الشعور بالحمى والعطاس .والسعال المستمر. وضيق التنفس والتهاب رئوي حاد فضلًا عن سيلان الأنف بشدة. والشعور بالتعب الشديد و جفاف الحلق حمى عالية وشعور بالم شديد وتقيأ وصعوبة في التنفس ويكون المصابين بهذا الفيروس من الخطر القرب منهم مالم يكن الشخص السليم ملتزما بالقواعد والتوجيهات الصحيحة التي تتطلبها هذه الانواع من الامراض الفتاكة

نستخلص من ذلك ان فيروس الكورونا الذي يتحدى العالم اليوم ويهدده فإنه يسبب التهاب شديد بالرئة معدي ينتقل من الشخص المصاب الى السليم بواسطة الرذاذ اوالسعال او التنفس ينتقل بالهواء. فعندما يسعل المريض او يعطس ستنتشر خلايا الفيروس على الاسطح او قد تطير مسافة ثلاثة امتار مما قد يؤدي الى انتقاله الى الاشخاص الذي اختلط معهم. ، وبواسطة الماء والتلامس باليد. لذلك من اهم الإجراءات الوقائية. البقاء في المنازل وحجر المصابين .
ومن الإجراءات الوقائية والتي تعد من المفترض ان تكون من العادات اليومية يتوجب غسل اليدين جيداً وبشكلٍ مستمر. بالماء والصابون والمعقمات باستمرار ولا سيما قبل وبعد تناول الطعام او لمس أغراض او التواجد في اماكن عامة.
فضلًا استخدام المعقمات يحمي الى حدٍّ كبير خصوصاً اذا ترافق مع غسل اليدين. كما ان شرب الماء المعقم يقلل التعرض للفيروس ويقلل من عدد الحالات المُصابة به. على تجنب التقبيل والمصافحة وتجنب الحفلات والتجمعات فضلًا عن تفعيل عمل الفرق التطوعية والاستفادة من تجارب الدول الأخرى كما في ليبيريا اذ ساهم نشاط المتطوعين وتوعيتهم في الحد من انتشار مرض الايبولا. إذكانت ليبيريا بؤرة انتشار فيروس الإيبولا في العامين 2014 و2015، وقتل أكثر من 10 آلاف شخص في دول غرب إفريقيا. وساهمت المبادرات التطوعية التي دعمت
‎في التقليل والحد من انتشارها. فضلًا عن التأييد لسياسات مكافحة العدوى بنسبة 15%، وانخفاض الاعتراض على قرار حظر التجمعات العامة للحد من انتشار الفيروس بنسبة 10%، وزيادة الثقة في وزارة الصحة الليبيرية بنسبة 10%، وزيادة نسب استخدام مطهرات الأيدي بنسبة 10%. جميع هذه النتائج جاءت نتيجة الوعي الوقائي كذلك تجربة الصين الحالية والتي استطاعت احتواء المرض بالعلم والعمل والوعي الوقائي والتقليل من خسائر الأرواح.

وفي ختام ورقتنا البحثية يتوجب علينا الرجوع الى الحقيقة الالهية الكامنة في التوكل المطلق على الله والأخذ بالأسباب فقد اعطانا العلم والعمل والالتزام بالقواعد العلمية وامن الأوطان وسلامتهم أمانة يتحملها الجميع.
فلنحرص للوقاية انفسنا وان نمتلك ثقافة الوعي الوقائي كل بحسب مسؤولياته مع ضرورة نشر الوعي الوقائي السليم في المجتمع والتمسك بتعاليم ديننا الصحية وتطبيقاتها.


فايروس مورونا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع