مدونة زهران عمر زهران


دلالة آية الإسراء على بركة فلسطين

زهران عمر زهران | zahran omar zahran


20/02/2023 القراءات: 1071  


الحمد لله الذي خلق فسوى، والذي قدّر فهدى، والذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده وصفيه من خلقه وخليله، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ولبى نداء ربه حتى أجاب مناديه, وبعد:
فإن الله تعالى بارك الأرض المقدسة أرض الرباط – فلسطين- والبقاع التي تحيط بها في مواضع كثيرة من كتابه الكريم, وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم, ومن هذه الآيات الكريمة التي حوت في داخلها دلائل متعددة يَثْبُتُ للناظر المتأمّلِ فيها عِظَمَ مكانةِ هذه الأرض آية الإسراء الأولى, التي لو لم يرد في فضل هذه الأرض غيرها لكانت كافية, وافية,قال الله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) .
من ملامح البركة في هذه الآية:
• ذِكْرُ المسجد الأقصى المبارك باسمه صراحةً في موضع المدح في القرآن الكريم, شرف عظيم له, فثناء العظيم جل وعلا لا يكون إلا على عظيم مبارك.
• اختيار المسجد الأقصى ليكون موطناً للرحلة التي عدّتها هذه الآية من آيات الله تعالى, والتي جاءت لتخفف عن النبي صلى الله عليه وسلم ما حل بها من الآلام بعد عام الحزن من الأدلة على بركته.
• قرن الله تعالى في الآية بين المسجد الأقصى المبارك والمسجد الحرام, وفي هذا إشارة إلى المعية في الفضل والبركة, وفضائل المسجد الحرام معروفة جلية.
• في اقتران المسجدين إشارة إلى أنّ بداية أمر الاسلام كانت من مكة, وأنّ منتهى الأمر سيكون في أرض الأقصى.
• من زيادة البركة دخول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى, دلّ على ذلك قوله تعالى: (إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) كما في قوله تعالى في اثبات دخول المرافق في الوضوء: (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ).
• التعبير عن الموقع بلفظ (الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) بيان لقدسيته ومكانته, فالمساجد أطهر البقاع, وأحبها إلى الله تعالى.
• قوله تعالى: (الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) نص صريح على بركة الموقع, حتى تكون إلجاماً للمشككين بفضله في زمن النبي عليه السلام, وفي الأقوام من بعده بخلاف المسجد الحرام لأنّ فضائله معروفة عند العرب ومسلّمٌ بها خاصةً بعد حادثة الفيل.
• لفظ البركة (بَارَكْنَا) تكريم للموقع, فلمّا يصف الله تعالى الموقع بالبركة فهذا دليل على فضله. ثم تزداد البركة وتعظم ب (نا) العظمة التي تبين زيادة في الفضل والبركة.
• قوله تعالى: (بَارَكْنَا حَوْلَهُ) أي أنّ المسجد الأقصى حوى من البركة الشيء الكثير حتى امتلأ بها, ثم أثر فيما حوله من المواقع والبقاع, فأفاض عليها من البركات, والخيرات, فجعل جواره بركةً وكرامةً.
• قوله تعالى: (بَارَكْنَا حَوْلَهُ) من غير تعين من الله تعالى لنوع البركة هل هي مادية أم معنوية, دلّ هذا الاطلاق والعموم على زيادة الفضل, والبركة فهي بركة شاملة لكل وجوه الخير.
• قوله تعالى: (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) أي: أنّ الله تعالى اعتبر ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الاسراء من المشاهد من آيات الله, وكان مما رآه ودخل فيه المسجد الأقصى المبارك.
والحمد لله رب العالمين.


دلالة ية الاسراء بركة فلسطين


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع