مدونة زهران عمر زهران


هل النساء أعظم كيدا من الرجال؟

زهران عمر زهران | zahran omar zahran


11/12/2019 القراءات: 12167  


الحمد لله الذي خلق فسوى، والذي قدّر فهدى، والذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ولبى نداء ربه حتى أجاب مناديه, وبعد:
فقد ذكر الله تعالى في كتابه في سورة يوسف عليه السلام: "إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" (يوسف: آية 28). فهل هذا دليل على أن النساء أعظم كيدا من الرجال؟! المتأمل لسورة يوسف عليه السلام يتبين له جليا خلاف ذلك, فأغلب الآيات في القرآن الكريم التي ورد فيها الحديث عن الكيد جاءت متعلقة بالرجال, ولم تتحدث أي منها عن النساء إلا ما كان في سورة يوسف عليه السلام. ومع أن سورة يوسف عليه السلام تناولت الحديث عن كيد النساء لكنها لم تغفل أيضا الحديث عن كيد الرجال. فقد تحدثت عن كيد إخوة يوسف عليه السلام, ولعل هذا الكلام يصحح المفهوم المنتشر أن النساء أكبر كيدا من الرجال. وأيضا الذي يتأمل في قوله تعالى: "إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" يجد أن هذا الوصف للنساء كان من عزيز مصر, بينا الآيات التي ذكرت كيد الرجال كانت على لسان يعقوب عليه السلام, قال الله تعالى: "قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ" (سورة يوسف: آية5). وأيضا كان كيد امرأة العزيز ليوسف عليه السلام حبا, قال الله تعالى: "قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا" (سورة يوسف: آية30). أما كيد إخوة يوسف عليه السلام كان حقدا وغلا أوصلهم للتفكير بقتله, قال الله تعالى: "لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أبيكم" (سورة يوسف: آية 9).
والحمد لله رب العالمين


كيد النساء في القرآن