مدونة الدكتور/ مازن جهاد إسماعيل الشوبكى


التعليم الجامعي وأهميه البحث العلمي

الدكتور/ مازن جهاد إسماعيل الشوبكى | Mazen J. Al Shobaki


02/10/2023 القراءات: 778  


يلعب التعليم الجامعي دوراً مميزاً في تقدم المجتمعات وتنميتها وذلك من خلال وسائل ومهام متعددة لعل أبرزها إرساء قاعدة البحوث العلمية (الأساسية والتطبيقية)، فقد أصبحت الجامعات اليوم ومن خلال أهدافها ووظائفها الأساسية المتمثلة بالتعليم الأكاديمي والبحث العلمي وخدمة المجتمع أحد أهم العناصر الداخلة في بناء وتطور حضارة العصر الذي نعيش فيه، فهي المؤسسة التعليمية الأكبر، وهي عقل الأمة وروحها، وهي قلبها النابض الذي يغذيها بالعلماء المبدعين، والقادة الأفذاذ، والساسة والمفكرين، والقوى العاملة المدربة في مختلف المجالات الذين بدورهم يشكلون أداة الرقي والتقدم والازدهار، ومما لا شك فيه أن الجامعات ومراكز البحث العلمي تشكل قواعد أساسية في تنفيذ أية تنمية علمية وتكنولوجية منشودة وذلك من خلال:
 إعداد وتأهيل الإنسان فكرياً وعلمياً وفنياً لخدمة وطنه.
 إسهام العلماء في تخطيط التنمية الشاملة وتحمل مسئولياتهم في حل مشاكل المجتمع.
 القدرة على إجراء التنبؤ العلمي والتعامل مع المستقبل.
 دعم التثقيف العلمي للمجتمع بهدف توعية أفراده بمخاطر التطور العلمي والتكنولوجي، وتدريب هؤلاء الأفراد على مواجهة هذا التطور.
هذا، ويعتبر البحث العلمي أحد أبرز سمات التعليم الجامعي ومهمة أساسية من مهام الجامعة اليوم والتي من خلالها تزيد من ارتباطها بحركة المجتمع وتعطي الحلول المناسبة لكثير من المشاكل التي تواجهها مؤسساته المختلفة، حيث أن البحث العلمي يمثل إحدى المهام الأساسية التي تميز الجامعات، بل ومن خلاله تحظى بالتقدير والمكانة بين مؤسسات المجتمع الأخرى، وفضلاً عن ذلك أصبح أحد الوسائل الرئيسة لتتبوأ الدولة مكاناً مرموقاً في هذا العالم وأحد المعايير التي يقاس بها مدى تقدم الأمم.
ونظراً لكون البحث العلمي المدخل الطبيعي لأية نهضة حضارية، وسمة من السمات اللازمة لكل مجتمع يبغي اللحاق بركب الحضارة، فلقد بدأ الاهتمام به يتزايد بشكل كبير في مختلف دول العالم التي أخذت تتسابق فيما بينها من أجل إحراز مزيداً من التقدم، ويتمثل ذلك في قيام الكثير من الدول برصد مبالغ كبيرة في ميزانيتها للإنفاق على البحث العلمي، حيث بلغ ما يخصص في هذا المجال لبعض الدول أكثر من 3% من مجموع الدخل القومي.
ولما كانت الجامعات هي المكان الأول المعوّل عليه في إجراء البحوث، فسوف ننتقل إلى دراسة واقع البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية ذاكرين له إيجابياته وسلبياته، محاولين ما أمكن أن نبين المعوقات التي تعترض مسيرته، والوسائل المقترحة للقضاء على هذه المعوقات، أو على الأقل التخفيف من وطأتها.
ومن الملاحظ أن التعليم الجامعي في فلسطين قد شهد تسارعاً حاداً في التوسع الكمي بصفة خاصة نتيجة عدد من العوامل والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بحيث ارتفع عدد الجامعات الفلسطينية خلال فترة وجيزة من الزمن، ومثل هذا التوسع الكمي في هذا النوع من التعليم، يتطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة للمحافظة على أداء نوعي ومتميز لمؤسساته في مختلف المجالات، لما لذلك من أثر حتمي على مسيرة التنمية الشاملة في المجتمع الفلسطيني.
وانطلاقاً من هذا، فإن البحث في واقع البحث العلمي وتحديد الصعوبات التي تعترض مسيرته وتعيق من دافعيته في الجامعات الفلسطينية ضرورة لازمة لتطوير إسهاماتها بمستوى حركة المجتمع الفلسطيني ومتطلبات تقدمه، فقد بدأت حركة البحث العلمي تنشط وتتطور في الجامعات الفلسطينية مع تطور مجالات الدراسات العليا فيها، إلا أن ضعف البنية التحتية المساندة للنشاط البحثي أدى إلى إعاقة تطوير حركة البحث العلمي، وعلى الرغم من قلة الإمكانات البشرية والمادية والمعنوية وصعوبة الظروف البيئية المحيطة بالبحث العلمي في فلسطين، إلا أن المتأمل لمسيرة البحث العلمي بالجامعات الفلسطينية من حيث العدد والنوع، سوف يلحظ بوضوح الكثير من الإيجابيات خاصة على المستويات الفردية، تقابلها الكثير من السلبيات على المستويات التنظيمية والجماعية.
وبشكل عام فإن ما يؤخذ على حركة البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية ما يلي:
 معظم الأبحاث من النوع الوصفي، ولذلك لا يستخدم فيها سوى الأساليب الإحصائية المبسطة مثل: النسب المئوية، والمتوسطات الحسابية..الخ. ومن ناحية أخرى فإن مستوى الجهد المبذول في حالتها يظل متواضعاً، كما أن فائدتها العملية غير محققة في أغلب الأحيان.
 تفتقر في غالبها إلى الأصالة لأنها عبارة عن تكرار لأبحاث الغير مع بعض التعديلات الطفيفة عليها.
 بعض هذه الأبحاث ضحلة في موضوعها ونتائجها؛ حيث ينقصها العمق والإحاطة اللازمين، إذ الكثير منها يمس قضايا هامشية، أو قضايا تم إشباعها بحثاً في بلدان أخرى، ولذلك فإنها يندر أن تأتي بشيء جديد أو هام.
 الابحاث المنجزه هي صدى مباشر لبعض اهتمامات أعضاء هيئة التدريس وليست حلاً لمشكلة أو قضية معينة تعاني منها البيئة الفلسطينية.
 الكثير من هذه الأبحاث يعجز أصحابها عن إعطاء تفسير كامل لنتائجها أو استخلاص المؤشرات الهامة منها، لذلك تظل أهميتها متدنية ومحدودة.
وخلاصة القول، فإن ما يجري في جامعات فلسطين هو انعكاس لما يجري في جامعات الوطن العربي باعتبارها جزء من العالم العربي تعيش نفس الأجواء العامة التي تعيشها كافة الدول العربية.


التعليم الجامعي، البحث العلمي، جامعات فلسطين.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع