مدونة إبراهيم باري


السعادة الزوجية ليست بالمال فحسب وإنما الطُمَأنينة والأمانة.

إبراهيم باري | Ibraima barry


22/09/2022 القراءات: 2285  


أمانة النفس

إن من أصعب لحظات العيش الذي نديرها في روتيننا اليومي هو عدم الشعور بالأمانة, ذاك الحال الذي يريده الكل ويؤمن به, إذا أزيل عنا أو سرق منا فحينها سنكون في حالة قلق وارتباك لأننا لن نشعر بذاتنا, فقدنا أملنا وخاب رجائنا من حين لآخر نتربص سقوطنا وفشلنا أليس هذه حياة بائسة. هذا النوع من العيش يمكن أن يقود المرء إلى الخسارة ولا قدر الله حتى إلى الانتحار.

الشعور بالأمانة عماد المرء في هذه الدنيا عندما نعمل قد يتولى الجسم بالحركات والتصرفات مع أنشطة تامة وبالقوة ولكن العقل هو الذي يتولى بإدارة الأعمال وإعطاء الأوامر وإن وهنت الإدارة فكيف للعاملين عليها ولا يُعطي الأوامر الحميدة الرقيقة المفيدة إلا العقل السليم وهو الذي له أمانة النفس صدق القائل (العقل السليم في الجسم السليم)

بهذا سترى أن العقل والجسم لن يتم التعامل بينهما إلا مع السلامة والأمانة.
إليك نقطة مهمة في علاقاتنا بالآخرين أو بالأخص علاقتنا العقدية الزوجية, أحيانا تود الزوجة الطلاق من زوجها لأسباب بسيطة جدا -أو لنكون منصفين هكذا يعتقده الزوج أن تلك الأسباب التي يحتج بها الزوجة هي بسيطة ولا تصلح أن يلقى لها بالا) ولكن هل حقا الأمر كذاك ؟ ؟ ؟

أعطيك مثالا أو توضيح قبل ذكر تلك الأسباب, الزوج الميسور الحال لديه ما يكفي لنفقة أهله لا يعوزه شيء. لا يشتكون بالجوع ولا يطلبون الناس, بجملة إنه ثري بقدر ما يمكن له العيش بسلام مع أسرته.
أليس هذا حلم كل امرأة أن تعيش حيث لا تجع فيها ولا تعرى ولا تسال الناس حتى تستهزئ أو تقهر؟
أليس يود كل منهن الزينة والحلية ويرغبن في لبس الثياب الفاخرة؟ وغير هذا مما يتمنين لحياة فاخرة وصفوة حياة ؟؟

ولكن بالعكس هذا ترى واحدة منهن تترك كل هذا وتعزم على التخلي من هذا العيش الرقيق على الرغْم من أنفها، وتراها تستشير شيخ القرية أو حاكم المنطقة أو إمام المسجد مخبرة على أنها تود الطلاق مع زوجها قد لا يصدقنها في بداية الأمر وذلك بما يعرفون عنها وحياتها الحسنة وأن كل النساء وفتاة تتمنى أن تعيش مثلها، ليتهم عرفوا أن السعادة الزوجية ليست بالمال فحسب وإنما الطُمَأنينة والأمانة.
فلو كان الإسلام أباح للمرأة أن تحرر نفسها متى شاءت لملأت بيوتنا بالأراملة ولكن حمدا لهذا الدين الذي يسعى دوما إلى صيانة الأسرة وتشكيل وحدتها وتوحيد أفكارها.
طال بنا المسير دعنا نرجع إلى تلك الأسباب الجلية التي تجعل المرء يتخلى عن كل اللذات وأجمل حياته لسب ما يعاني في نفسه وعقله، سوف نواصل مع مثال الزوجية لنتعرف قليلا عن أسباب بعض الطلاقات أو فشل مودة بعض الزيجات:

-عدم شعور الزوجة بالطمأنينة حيث إن قلبها وبالها ليس مرتاح.
-عدم الأمانة حيث إن زوجها دوما غائب ولا يجد لها وقت حتى أيام العطلة.
-عدم اكتراث الزوج بحالتها النفسية
فإن انعدام كل هذا يشكّل ضغطا عاما في نفسها وتحوها إلى مفترسة تبحث عن وكر الأمانة والسلام

"النساء تحتجن من الأمانة والطمأنينة بقدر ما تحتجن المال والرعاية الحسنة أو لربما ذين الشيئين أهم من كل شيء وهما أولويتان"

إليك يا أخي الزوج : لا تحسبن المال فحسب سيعين حياتك الزوجية فاعطها حقها وأشعرها بالأمانة كما كانت تشعر في بيت أبيها
أرأيت إلى أي مدى يحتاج المرء أن يشعر بالأمانة لكي يستقيم عقله ويستقر حاله بخلاف هذا لا يشك ولا يتردد في ثانية إلى الكسب عن الأمانة.
فلنؤمن نفوسنا حتى نستقر في أي وجه من أحوالنا.


الأمانة الحياة الزوجية المجتمع نصائح تربوية.الشباب


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع