رؤى معرفية تعبير تعددي، ومسلك نقدي، ونمودج تفاكري، وإعادة صياغة للأسئلة المعرفية الحقيقية، بطريقة نسقية تركيبية؛ واستعادة للذاكرة التاريخية للمجتمع الإنساني؛ بغية صياغة نمودج معرفي مستوعب ومتجاوز للنمادج التجزيئية.

التاريخ تواريخ...، لم يعد التاريخ سرد القصص والعجائب وسير الأبطال الأسطورية، أصبح معرفة مضبوطة لها منهجها، تحاول مساءلة الوثائق وإعادة بناء الأحداث بردّها لسياقاتها الاجتماعية والسياسية والثقافية.

السيرة النبوية علم موثق للرسالة وصاحبها مرتبط أشد الارتباط بسائر العلوم الخادمة أو الموثقة. فالسيرة النبوية تطبيق عملي لأحكام القرآن، وتجسيد لمبادئه وقيمه، وهي فهم منهجي يؤسس لقواعد الفهم، وهي نص مكتوب في دواوين المحدثين والمؤرخين والمترجمين...؛ 

 البدايات تكتسي أهمية خاصة في كل المجالات، وتزداد هذه الأهمية بحسب طبيعة البداية، ومدى الأثر الذي أحدثته في التاريخ، ومستوى النتائج المتمخضة عنها، 

بدايات العلوم الشرعية وتاريخها أكثر أهمية من غيرها. خاصة تلك المتعلقة بتفسير الخطاب الشرعي وما نتج عنه من نصوص أثرية، ومقولات فقهية، شكلت العقل العلمي، ومنهج التفكير في زمنها، ولازالت تؤثر في المراحل التي تلتها,

قال أبو حنيفة لتلميذه توبة: ألم أنهك عن السؤال وعن الشهادات في دين الله إلا في وقت اجتماع العقول.

اصحب الناس بما شئت أن تصحبهم فإنهم سيصحبونك بمثله. 

إن الثورة المعرفية التي عرفها القرن الثاني الهجري هي عملية توثيق شمولي لمنهج التفكير ومفردات الأفكار، وهي عملية شمولية أثرت في آليات الثقافة والتربية والمجتمع.