لست أنا!! خواطر من تأليف د/ زينب عبد التواب رياض
د/ زينب عبد التواب رياض | Dr/ Zainab Abd El-twab Riyad
04/06/2021 القراءات: 2556
لست أنا!!
في صندوق الذكريات عثرت على بضع وريقات صفراء مزقتها يد الزمان، وقرأت فيها بعض كلمات لم أستطع تجميع مقصدها، وفي قاع الصندوق وجدت صورة غلفها عبق الماضي، كُتب عليها إهداء إلى .... لم أستوضح الاسم، أمسكت بالصورة علني أعرفها، تُرى لمن تكون؟
تصفحت وجوه كل من أعرفهم في مُخيلتي، مرت ساعة دون جدوى، ودق جرس الباب ففتحت وإذ بها صديقتي، فحدثتني نفسي أنها هي صاحبة الصورة، مازحتها وقلت لها "لقد عثرت على صورة لك، وأراهن أن لن تعرفيها، هي لك عندما كنت في المدرسة"، أمسكت الصورة من بعيد كي أستجلب رغبتها وألهبها، فانتزعت الصورة من بين أناملي ونظرت إليها وأخذت تضحك حتى ظهرت نواجذها، تعجبت من فرط ضحكها وكاد الغضب أن يُخرجني عن صوابي، فعلى ما تضحك؟
وعندما استشعرت هي غضبي الكامن بداخلي سألتني: "ألا تعرفين من صاحبة الصورة؟"
قلت لها "أنت"
فقالت لا، إنها صورتك وأنا التي التقطها لك من سنوات!!
حينها أدركت سبب ضحكها وسخريتها، فخجلت من نفسي واستوقفني سؤالها.. كيف لم أعرف أنني أنا صاحبة الصورة؟
أمسكت بالمرآة ولم أجد من بقايا ملامحي في الصورة إلا لون العينين خلف ذاك المنظار السميك الذي تحمله أنفي الآن راغمه!!
فهل من الممكن أن ينسى الإنسان نفسه تحت ضغوط الحياة؟ هل من الممكن أن يتوه عن نفسه ولا يعرفها؟
ربما لو لم أجرب لقلت "لا" ولكني الآن وللأسف الشديد أقول "نعم.. من الممكن" فلقد نسيت نفسي وتذكرت سواي كعادتي طيلة حياتي!!
صورة- صديقة- لست أنا
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع