السعودية وتعاملها مع جائحة كورونا كوفيد 19
د. محمد عبدالله حسن البخيت | Mohamed Abdalla Hassan Elbakhet
22/08/2020 القراءات: 3437
السعودية وتعاملها مع جائحة كورونا
قبل أن تسجل المملكة العربية السعودية أي حالة اصابة من فيروس كورونا المستجد كوفيد19 ، أصدرت العديد من القرارات والتوجيهات للتعامل مع هذا الفيروس بأقصى درجات الحذر والمتابعة الدقيقة والتنسيق المتكامل بين كل مكونات الحكومة وزارة الصحة والداخلية والعمل والتنمية الاجتماعية ، حيث كان أول قرار تتخذه المملكة للحد من انتشار هذا الفيروس في يوم 27 فبراير تعليق الدخول إلى الأراضي السعودية لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي والسياحة ، وذلك منعاً للانتشار بحكم أن أكثر الأماكن تجمعاً في المملكة هي الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة وتليها أماكن السياحة ، ويعتبر هذا القرار قراراً صحيحاً في الوقت المناسب ، تلى هذا القرار قراراً آخراً وهو تعليق دخول مواطني دول مجلس التعاون الخليجي إلى مكة والمدينة في يوم 29 فبراير ، وهو أيضاً تجنباً لنقل الفيروس عبر مداخل المملكة من ناحية دول مجلس التعاون الخليجي تحوطاً من الانتشار ، وفي 2 مارس تم تسجيل أول حالة اصابة داخل السعودية لمواطن زار ايران دون أن يفصح عن ذلك ، بعد ظهور أول حالة كانت الحياة في المملكة تسير بصورتها الطبيعية مع تناول وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خطر الفيروس وسرعة انتشاره ، ونشر التوعية عن مخاطر الفيروس ، وخوفاً من الانتشار تم اصدار قرار بتعليق العمرة للمواطنين والمقيمين داخل المملكة ، ليلحقه القرار الثاني وهو قفل الحرمين في غير أوقات الصلاة بعد إنتهاء صلاة العشاء بساعة وفتحه قبل صلاة الفجر بساعة ، كل هذه الاجراءات كان القصد منها الحد من انتشار الفيروس عبر التجمعات حيث ينشط الفيروس بصورة كبيرة في التجمعات لذى كانت هذه القرارات ، مع تزايد الحالات يوماً بعد يوم، وفي 7 مارس تم تعليق حضور الجماهير في جميع المنافسات الرياضية وكافة الالعاب حتى اشعار اخر، بعده كان قرار قصر دخول مواطني الامارات والكويت والبحرين الى السعودية على 3 مطارات ، طوال هذه الفترة كانت الدراسة تسير بصورة طبيعية في الجامعات والمعاهد والمدراس الحكومية والأهلية والفنية لكن بحذر شديد مع استخدام كافة وسائل السلامة ، واستشعاراً بالخطر أصدرت المملكة قراراً بتاريخ 8 مارس ايقاف الدراسة في جميع مدارس وموسسات التعليم العالي والأهلي والجامعي والفني بداية من 9 مارس وحتى اشعار اخر ، كل هذه القرارات التي صدرت كان القصد منها تقليل نسبة التجمعات والتباعد الاجتماعي بين الأفراد بقدر الإمكان ، بالمقابل لاقت هذه القرارات استجابة واسعة من المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة وأيضاً المواطنين والمقيمين والتزموا بها حتى يقللوا من نشر الفيروس .
تعاملت المملكة مع جائحة كورونا بحكمة واقتدار دون أن تتأثر المؤسسات أو المواطن أو المقيم ، فكانت القرارات تأتي تباعاً في الجانب الاقتصادي والتعليمي والصحي والاجتماعي والديني القصد منه هو حماية المواطن من هذا الفيروس ، وكانت هناك العديد من المبادرات من الحكومة ومن القطاع الخاص في الدعم ، مع التزام كامل من الجهات المقدمة للخدمة بتوفير كافة المستلزمات وبصورة ميسرة وسهلة للمواطن .
تعتبر هذه تجربة مفيدة للمملكة العربية السعودية تسجل لها في التاريخ في كيفية إدارة الأزمات والجائحات والأوبئة العالمية مقارنة بالدول المتقدمة في العالم ، وهذا بفضل قيادتها الرشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان ، وكل المسؤولين في الحكومة السعودية ، وأيضاً وعي المواطن والمقيم بخطر هذا الفيروس مما ساعد بأن تمر هذه الجائحة بأقل الأضرار والخسائر ...
حفظ الله المملكة العربية السعودية وكل المواطنين والمقيمين ...
د. محمد عبدالله حسن – اعلامي سوداني – محافظة النماص بمنطقة عسير
moh19847@yahooom
0566108605
السعودية ، كورونا ،
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف