مدونة نافذ سليمان عبد الرحمن الجعب
التربية السياسية وضرورتها في المجتمع الفلسطيني
نافذ سليمان عبد الرحمن الجعب | nafez soliman ljoub
22/10/2019 القراءات: 3118
التربية السياسية وضرورتها في المجتمع الفلسطيني
د. نافذ سليمان
يعتبر الإسلام أن كل إنسان بالغ عاقل هو إنسان مكلف مسئول ، لقوله تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى، َوأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى،ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى }النجم39-41 ، ومرجع ذلك إلى حرية الاختيار التي منحها الله للإنسان لقوله تعالى : "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ " (الكهف،29) .
و يعرف " رسلان" التربية السياسية فيقول : بأنها " الجهود المبذولة من قبل مؤسسات ووكالات التربية الرسمية وغير الرسمية ، التي تعمل على تكوين وتنمية شخصية سياسية تتطابق مع الثقافة السياسية للقائمين على هذه المؤسسات – لدى كل مواطن – وتكوين وتنمية وعي سياسي – بمستوياته – بحيث يكون المواطن واعياً وقادراً على تحصيل الوعي بنفسه ، وتكوين وتنمية قدرات المشاركة السياسية ، بحيث يكون قادراً على وراغباً في المشاركة السياسية بفعالية في قضايا مجتمعه العامة، بكل صور المشاركة المتاحة والتي تؤدي إلى التغيير نحو الأفضل".
ولعل ما حدث بعد الانتخابات التشريعية الثانية الفلسطينية عام 2006، من عدم احترام لهذه النتائج ،وذلك بسلب الصلاحيات من الحكومة التي شكلتها قائمة الإصلاح والتغيير التابعة لحركة حماس، كل ذلك ينم عن غياب التربية السياسية في المجتمع الفلسطيني ، والذي غلبت عليه الحزبية والمصالح الخاصة للتنظيمات مما هدد بشل الحياة السياسية وتكوين حكومتين فلسطينيتين في الضفة وغزة ، وهذا بالتأكيد أضعف القضية الفلسطينية ، وأعطى الفرصة الذهبية للاحتلال ليستفرد بالقطاع ويفرض عليه الحصار الظالم، وينفذ مخططاته في تهويد القدس وإقامة الجدار العازل على أراضي الضفة ويواصل بناء المستوطنات.
ومن أجل تحقيق التربية السياسية للنشء الفلسطيني لابد من التربية على ثلاثة جوانب وهي:
الجانب المعرفي: ويتمثل في توعية النشء بقضايا تشكل الوعي السياسي لديهم مثل :تاريخ القضية الفلسطينية، الاحتلال الصهيوني (الفكر والبناء الاجتماعي،والأحزاب..)، المجتمع الفلسطيني بتشكيلاته السياسية ، القانون الفلسطيني وقوانين الانتخابات وغيرها.
الجانب القيمي: ويتمثل في مجموعة من القيم والاتجاهات التي يجب تربية النشء عليها ، لتعمل على توجيه سلوكه، ومن هذه القيم: الحرية في مواجهة القهر- المساواة في مواجهة التفاوت الاقتصادي والاجتماعي والتنوع العقائدي- التسامح في مواجهة التعصب- الديمقراطية في مواجهة الاستبداد - السلمية في مواجهة العنف- العمل التطوعي في مواجهة الإجبار- المصلحة العامة في مصلحة الأنانية- المؤسساتية في مواجهة الشخصانية- الالتزام في مواجهة الإلزام- المشاركة في مواجهة العزوف والسلبية- التعاون في مواجهة الصراع- الشعور بالمسئولية في مواجهة اللامبالاة
الجانب المهاري: وهي مجموعة من المهارات التي يكتسبها النشء ليتمكنوا من تكوين الذات السياسية والمشاركة في صناعة واقعهم القادم ، ومن هذه المهارات : مهارة التعبير عن الذات، مهارة الحوار والتواصل مع الآخرين ، مهارة المشاركة الفعالة ، مهارة التفاوض ، مهارة تكوين الجمعيات والأحزاب و الانخراط بها ، مهارة العمل البرلماني ،إلى غير ذلك من المهارات التي تؤهل الناشئة للعمل السياسي والحياة العامة.
من أجل ذلك لابد من ترسيخ التربية السياسية –وعياً وقيماً وسلوكاً- لإنقاذ المجتمع الفلسطيني من هذا النفق المظلم الذي دخله ، وعلى جميع الجهات المعنية بتربية النشء التعاون فيما بينها لتحقيق هذه التربية ،سواء التعليم أو الإعلام أو البيت والنادي والمسجد وغير ذلك.
التربية= السياسة-المجتمع الفلسطيني -الانتخابات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة