مدونة د.جعفر عايد دسه


رسالة السماء محمد النبي المهداة

د.جعفر عايد دسه | dr. jafer A dassha


28/10/2020 القراءات: 4224   الملف المرفق


(رسالة السماء محمد النبي المهداة)
د. جعفر عايد دسه
ردود الفعل على تصريحات ماكرون الانفعالية من سب وشتائم وتصويرات، ليست الردود المناسبة، وهذا ديدن كل من هو على شاكلته وإن لم يُظهر الإساءة الصريحة والمباشرة لمقدسات المسلمين، يعمل عن سكت في محاربة الإسلام وفي عقر ديار الإسلام.
العتب الأكبر واللوم ليس على ماكرون، وإنما علينا نحن كمسلمين، ليس تبرئة له، وإنما لتقصيرنا نحن في عدم إيصال رسالة الإسلام السمحة، وإظهاره للعالم بصورته الجميلة التي رسمها محمد -صلى الله عليه وسلم- من خلال سيرته العطرة، وأسلوبه الجذاب في التعامل مع الناس، ومع غير المسلمين على وجه الخصوص.
ردنا على ماكرون وكل من يسيئ للنبي -صلى الله عليه وسلم- ليس من خلال الآيات والأحاديث وإنما من خلال ما تعلمناه من الآيات والأحاديث ، بإظهار صفاته عليه السلام الحسنة والتي يجب أن تتمثل فينا نحن.
المسلمون بوضعهم الحالي مَن فتح المجال لماكرون وغيره من التطاول على رمز الإسلام، ضعفُنا و وحبُنا للدنيا وطمعُنا وحسدنا وإساءتنا بعضنا لبعض، أدى إلى تطاول ماكرون على رسولنا -صلى الله عليه وسلم.
انبهارنا بالحضارات المتقدمة وعدم إعمال طاقاتنا الكبيرة، وقدراتنا ومبادئنا التي استمددنها من ديننا وموقعنا الجغرافي ومدخرات بلادنا أدى لتكالب الأمم علينا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» [سنن أبي داود/ 4297، مسند أحمد/ 21890.
يبدوا أن هذا هو واقع الحال لنا كمسلمين اليوم كثير، ولكن غير مؤثرين وتتلاطمنا الأمواج الفكرية والقدرات الغربية، وتُسيّر أحوالنا القوى الظلامية الكبرى.
رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كان وحيدا في مكة ولكن الله سبحانه وتعالى من خلال رسالته السامية انتشر صيتُه وانتشرت رسالته واخلاقه لكل مكان في الدنيا بعز عزيز أو بذل ذليل، وما إساءة ماكرون إلا خطوة من خطوات نشر هذا الدين وإن كانت في نظر العديد أنها غير ذلك، فمن يسمع تصريح لرئيس دولة كفرنسا يبحث عن هذا المُساء إليه، وفي واقع الحقيقة يجد خلاف ذلك، وكم من شخص أعلن إسلامه نتيجة لتصرفات الغرب والشرق ضد الإسلام والمسلمين.
نبينا ليس بحاجة إلى شهادات من الأعداء ولا لانتصارات من الأصدقاء، وإنما هو منصور من رب السماوات((إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ)) الحجر،95، خُلُقُه عالية ووسمَهُ الله بأعلى وسام ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم،آية4، فرسالته رسالة الرحمة والإنسانية ) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ( الأنياء،107، تعامله مع غير المسلمين بالحسنى((وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) النحل، 125، دعوة الله له ولأتباعه ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )) آل عمران،159.
هكذا هو نبينا وهذا هو ديننا ولسنا بحاجة لمن يرسم لنا خط سيرنا، وسطيتُنا تدُل على سريرتنا، اتباع محمد العابدون لربه دعاة لا قضاة.


نبي الرحمة ، الإساءة للنبي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع