مدونة خالد بن فتحي بن خالد الآغا


كمال المعارف وتكاملها شرط للنهوض الحضاري

خالد فتحي خالد الآغا | Khaled Fathi khaled Alagha


19/08/2020 القراءات: 4138  



لا نهوض إلا بأمة مُبْدِعَة، ولا إبداع إلا إن تكاملت العلوم والمعارف
الحياةُ – كما يقول (ول ديورانت) في كتاب قصة الحضارة كلٌّ واحد لا يتبعض، وقد ذكر ذلك في سياق قراءة التاريخ، فكم يجحف بوحدة الحياةِ من يقرأ التاريخَ مُجزّأً مقطع الأوصال، هذا الحكم نفسه ينطبقُ على العلم والمعرفة، فالعلوم والمعارف وإن تباينت أبعاضها إلا أنها تجتمع في جسد واحد ينتظمُها ويوظفُ كلَّ عضو منها لتحقيق المصلحة العليا من بقاء الجسد حيّا معافى.
الأمة كالإنسان، عقل وروح وجسد، ونهوض الأمة ونهوض الإنسان على جديلة واحدة، كلما حَصّل من تَغْذِيَة هذه الثلاثة ما يحتاج إليه كان أَوْفَر صحة وسلامة، وعلى قَدْر ما ينقص من غذاء الثلاثة أو واحد منها يكون القصور في نهوض الأمة بحسبه.
ثمة فارق بين الكمال والتكامل، وعن اجتماعهما تنشأ الصورة الجمالية المرجوّة، فالعقل والروح والجسد يتصف الواحد منها بالكمال في نفسه، لكنه أيضا هُيِّئَ للتكامُل مع غيره، أما الجمالُ ففي اقترانِهما معا، والعلوم والمعارف الإنسانية على كثرتها لا بد أن تتعلق بواحد من هذه الثلاثة، فلا بد من السعْي في تحقيق كمالها في نفسِها، وتكاملها فيما بينها، لتظهر آثار جمالها في الأفراد والأمم.
ولا يُعْلَمُ على وجه الأرض تشريعُ ولا قانونٌ ولا منهج ولا دين جمع بين هذه الثلاثة: الكمال، والتكامل، والجمال، إلا دينَ الإسلام، ولو أن الناسَ سلكوا نهْجَه في ذلك لآنَسُوا منه هداية ورشدا، بل إنه فاق المناهجَ الأخرى حين أوجب التمسك بالكل (ادخلوا في السلم كافة)، وحين بَيّن أن تفريق الكل الذي لا يتبَعّضُ في حكم الإفناء للكل، فالذين يقولون (نؤمن ببعض ونكفر ببعض) يقضون بالإفساد لكل ما سلكوا فيه هذا السبيل، سواء كان دينا، أو منهجا، أو تاريخا، أو ثقافة، أو علما ومعرفة، أو غير ذلك مما لا يقبل التجزئة والتبعيض.


كمال، تكامل، معارف، التاريخ، العلم، المعرفة، العقل، الروح، الجسد، تشريع، قانون، المناهج


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع