مدونة خالد بن فتحي بن خالد الآغا


كلمة واحدة لأمة واحدة، محاولة للقيادة بالأزمة

خالد فتحي خالد الآغا | Khaled Fathi khaled Alagha


11/07/2021 القراءات: 3229   الملف المرفق


الحمد لله، وبعد،
مقدمة:
فمن المتفق عليه بين العقلاء مدح الاجتماع وذم الفرقة، وأن ذلك وإن كان متعينا في كل حين، إلا أنه آكدُ وجوبا حين تُستَهْدَفُ الأمةُ في مُقوّمات وجودِها، وتُنازَعُ في بقائها.
وليس خافيا على أحد ما تتعرض له الأمة الإسلامية شرقا وغربا من محاولات لانتزاع الدور الحضاري منها، لأنه دور مقتبس من روح الإسلام والأخلاق، بينما المذاهب المادية النفعية لا يلائمها إسلامٌ ولا خلق.
ولا بد لمواجهة هذه المعركة الكبرى – وهي معركة بكل ما تحمله الكلمة من معنى- من فقه رشيد وتوجيه حكيم، يحول الأزمة الواقعةَ إلى فرصة، ويدير المسيرة بها، يوحد الأهداف، ويستثمر الجهود، ليقفَ بالأمة على الجادة السوية والصراط المستقيم، ولا يكتفيَ بخطب الوعظ والإرشاد التي اعتادها الناس فقل تأثيرها فيهم.
ضرورة الحس الناقد:
البداية هنا في مراجعة بعض المفاهيم التي نشأت وتكونت في ظل الأحوال التي مر بها العالم الإسلامي، ومن ذلك أزمة الفرقة، وللأزمات أثر على تشكيل المفاهيم، وأثر على الوعي، وسبيل التخلص من ذلك تربية الحس الناقد الذي يعتني بمراجعة المواقف والرجوع إلى الحقائق والمسلمات، وأعلى هذه المسلمات ما كان عن سعة علم وعمق معرفة بأسرار الإنسان والكون والعلاقة بينهما، ولا مصدرَ لهذا العلم أعظمَ رسوخا من الشرع الرباني، فالذي آمن بما جاء به الشرع من مسلمات الحقائق قد تقدم مَنْ لم يؤمن به بمرحلة بل بمراحلَ كثيرة، ولم يبق عليه إلا أن ينظر في مواقع المطابقة بين الحقائق والواقع وتطبيقات ذلك، خلافا للآخر الذي لا يزال في شك من هذه المسلمات فإنه يحتاج إلى دهر بل دهور يقضيها في معاندة المسلمات من الحقائق، حتّى إذا فُلَّ عزْمُهُ رَضَخَ للحقائق وسلم، وكثير من الفلسفات والمذاهب التي نشأت في العصر الحديث وراجت ثم تراجعت إلى زوال مثالٌ لذلك.
الإخبار بوقوع الافتراق، مع ذم التفرق والتنازع:
ههنا أولا أمر مهم يتعين التنبيه عليه، وهو أن الشرع الذي جاء بالنهي عن التفرق وذم التنازع والاختلاف، قد جاء فيه أيضا الخبر الصادق بوقوع الافتراق في هذه الأمة، ولذا أشكل فهم هذا الموضع على كثير من الناس، أما الشرع فكل ما ثبت بالنقل الصحيح أنه منه فهو حق وصدق، ولا يمكن أن يعارض بعضه بعضا، بل كل منه مكمل لغيره، وهذا من كمال الشريعة الربانية، وأما الإشكال في فهم هذا الموضع فسببه أمور:
- أن يظن ما ليس من الشرع شرعا، إما بِنَقْلٍ خائب، أو بفهْمٍ عازب
- أن يحمل ما وَسّع الشرعُ في فهمه على الخلاف المذموم، وكثير من أسباب الخلاف يرجع إلى هذا الحمل ، والعجب أن هذا الأمر شاع وانتشر، فأصبحت تسمع ممن يرجح رأيا وإن كان فيما يرجع إلى تقدير المصالح، ويحتمل تفاوت الآراء من يحتج على مخالفه بما ورد في ذم من خالف الشرع، وهذه مصادرة لا حق له فيها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأميره بريدة: وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا. ففرّق بين حكم الله، وبين اجتهاد البشر في العمل بحكم الله.............................

لأهمية البحث وإكمال قراءته يمكنكم تحميل الملف المرفق


الاجتماع، الفرقة، الاختلاف، الإدارة بالأزمة، المفاهيم، أهل الحديث، المذاهب، الأزمات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع