خاطرة دونها لساني الشاعر فسطرها قلمي الماهر عن خطاف
د. فاضل يونس حسين | doctor fadhil youns
24/05/2021 القراءات: 4065
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
في يوم من الأيام نهضت من النوم، فخرجت إلى فناء الدار، فإذا بي بخطاف يدخل في داخل الغرفة، ويحلق بجناحيه ثم يخرج، فقلت في نفسي كأن الشعر يناديني إلى خاطرة شوقية ضمها ديوان أمير الشعراء أحمد شوقي في الجزء الرابع، والذي ضم من بين ما حوى جملة من القصائد أو المقطوعات الشعرية على ألسنة الحيوانات، وفي هذا هدف بعيد يريد الشاعر أن نتعظ ونعتبر بما لدى مخلوقات هم دوننا نحن البشر، ولكنها تفاجئنا بأمور تبعث في النفس المسرة والحبور، وتدفعنا قدما إلى مزيد من العطاء بهمة عالية وصبر وتحمل دوم تضجر.
وأما أبياتي فقد أتت تحث الخطى مشرعة إلى سمعك وإلى بصرك أيها القارئ الكريم.
لم ينسَ "شوقي" ليلةً ... ... ... ... ... ... ... مِن رمضانَ مَرَّتِ
تطاولَتْ مثلَ ليا ... ... ... ... ... ... ... لي القُطبِ واكْفَهَرَّت
قالَ: انْفلتُّ مِن سُحوري ... ... ... ... ... ... ... فدخلتُ حُجرتي
ينظرُ في ديوا ... ... ... ... ... ... ... نِ شعرٍ أو كتابِ سيرة
فلم يرعْهُ غيـ. .. ... ... ... ... ... ... ـرُ صوتٍ كمُواء الهِرَّة
أمَّا أنا كأنَّني ... ... ... ... ... ... ... شاطرتُ "شوقي" كرَّتِي
فلم يرعني صوتُها ... ... ... ... ... ... ... ولا صريرُ فأرة
ولا فحيحُ حية ... ... ... ... ... ... ... لا الصقرُ في صرصرة
لكنْ رأيتُ فجأة ... ... ... ... ... ... ... خُطَّافةً بحجرتي
قد فكَّرَتْ ووكَّرت ... ... ... ... ... ... ... لذا بَنَتْ بفكرة
بيتًا لها يَا حسنَه ... ... ... ... ... ... ... مِن طينةٍ كجرة
من قِشًّةٍ عمادُه ... ... ... ... ... ... ... وطينةٍ بوفرة
باضَتْ هناكَ اعْتكفَتْ ... ... ... ... ... ... ... من فترةٍ لفترة
حَتَّى نَمَتْ بيضاتُها ... ... ... ... ... ... ... ففقسَتْ في الكبرة
عن أربعٍ من فرخِها ... ... ... ... ... ... ... فزقزقَتْ صغيرتي
أمٌّ تطيرُ؛ تبتعد ... ... ... ... ... ... ... تأتي لها بكسرة
أبٌ كذاك يفعلُ ... ... ... ... ... ... ... يطعمُها بقدرة
قد كفلاهنَّ فلا ... ... ... ... ... ... ... يَأسٌ، وما من ضجرة
تعاهدا، تعاونا ... ... ... ... ... ... ... تنافسا في الكرة
فأطعما وسقيا ... ... ... ... ... ... ... باتا ببابِ الكبرة
وهكذا حَتَّى نَمَتْ ... ... ... ... ... ... ... أفراخُها فطارتِ
فغادرَتْ مِن ههنا ... ... ... ... ... ... ... غابَتَ بأرض الهجرة
وهاجرَتْ ولم تعدْ... ... ... ... ... ... ... ففارقَتْني جارتي
فلنعتبرْ ولنتَّعظْ ... ... ... ... ... ... ... ولننتقعْ بعِبرة
ولننطلقْ بسرعةٍ ... ... ... ... ... ... ... حانَ أوانُ السَّفرة
من هذه الدنيا التي ... ... ... ... ... ... ... بها مزيدُ حسرة
فيها همومٌ أوجعَتْ ... ... ... ... ... ... ... وكم بها من كُدرة
ولنستبقْ بهمةٍ ... ... ... ... ... ... ... أنَ زمانُ الهجرة
إلى حياةٍ هانئة ... ... ... ... ... ... ... في جنة المسرَّة
تلك متاعٌ زائلٌ ... ... ... ... ... ... ... والخلدُ مأوى الأسرة
هذا يقيني بالذي ... ... ... ... ... ... ... بَرَى وسوَّى فِطرتي
أحسنتُ ظنِّي فيك يا ... ... ... ... ... ... ... مولاي جُدْ بنظرة
توسُّلي؛ توكُّلي ... ... ... ... ... ... ... عليكَ جُدْ بكثرة
مرة- كرة- شوقي - فكرة- خطاف
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
يقول سيدنا الامام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وعليه السلام : ما اكثر العبر ولكن ما اقل الاعتبار. وهذا ما نيشه في واقعنا... ولانسان بإمكانه أن ينظر في كل شيء حوله ثم يستثمر تظره إلى فكر معتبر يقوده إلى نتيجة مثمرة هادفة
أحسنت فهو موضوع شيق
قصيدة رائعة من نسج الخيال الخصب
جميل ورائع وبارك الله فيكم
حتى العصفور يعلم الانسان في تحسين الفكر والاعتبار تسلم دكتور وشكرا على الابيات الجميلة