اللسانيات العربية وجود أم تعدي على الموجود؟
30/04/2019 القراءات: 5746
اللسانيات بالمفهوم العام ليست مصطلحا غربيا كما يذهب إلى ذلك تفكير الكثير من الدارسين، لأن المصطلح دخل دائرة العالمية، وصار رحالا بين الأقاليم الجغرافية واللغوية.
وسيتضح اللبس حين نضع المصطلح على مساره الصحيح من خلال جملة التساؤلات التي تكون من قبيل :
-ما المقصود باللسانيات؟
-ما موضوع اللسانيات؟
- هل هناك لسانيات عربية؟
للإجابة عن هذه التساؤلات لابد من الوقوف موقفا موضوعيا بعيدا عن الذاتية.
فاللسانيات في أبسط تعريفاتها هي: "دراسة اللغة -على اختلاف مع من يقول "اللسان" - دراسة علمية" ونلاحظ أن التعريف يقع على المفهوم العام، (اللغة/اللسان) من غير تحديد لهوية هذه اللغة(غربية-عربية)
اللسانيات العربية: هي علم يعنى بدراسة (اللغة / اللسان) العربية دراسة علمية.
لكن أي منهج سيكون منهجا لهذه الدراسة؟
لن تخرج اللسانيات العربية في دراستها للغة عن المنهج الوصفي، ولكن سنجد لا محالة اختلافات في بعض القضايا سواء أكانت كثيرة أم قليلة، وذلك لاعتبارات أهمها أن للغة العربية خصائصها التي تميزها.
وجود اللسانيات العربية شيء واقع لا محالة، فكيف يتصور أن نقول اللسانيات هي دراسة (اللغة/اللسان) ونقصي اللغة العربية من مفهوم اللغة كمفهوم عام شامل لكل لغات الإنسانية؟
نحن نساند فكرة وجود مصطلح اللسانيات العربية عند المحدثين، في مقابل مصطلح التفكير اللساني عند القدماء، ذلك أن النتاج اللغوي العربي القديم يصدق عليه وصف التفكير، إذا ما تمت مقارنته بالمنهجية العلمية اللغوية الحديثة، وذلك لغياب القولبة النظرية في الدراسات التراثية. ويأتي انتصارنا لمصطلح اللسانيات العربية لأن العرب المحدثين قاموا بترجمة الفكر الغربي وتأثروا به، وحاولوا من بعد ذلك السعي إلى تأسيس نظريات لسانية عربية، غايتها دراسة اللغة العربية. والمدرسة الخليلة ليست ببعيدة عن هذا المرام.
اللسانيات، اللسانيات العربية، المنهج
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع