هدى النبي صلى الله عليه وسلم في مجال بناء الأسرة المتميزة
د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen
09/03/2020 القراءات: 7233
هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مجال بناء الاسرة المتميزة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الامين وعلى اله وصحبه اجمعين
تُعد الأسرة الخلية الأولى التي يتكون منها المجتمع ، ولما كان صلاح هذا المجتمع مرتبط بصلاح الأسرة ، فقد بذل الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم جهوداً كبيرة في هذا السبيل ، وساهم بصورة فاعلة لتكوين أسرة متميزة تعمل على وحدة المجتمع ورُقيه الديني والأخلاقي .
فقد عمل النبي على إصلاح نظام الأسرة القديم الذي تميز بغياب التوازن الأجتماعي ، إذ كان الرجل في المجتمع الجاهلي يتعامل مع أسرته بما يمليه عليه مجتمعُه من قيم قبلية تستلهم نظامها من القوة التي تعتبرهُ أساساً للعدل وإعطاء الحقوق ، ولذا فقد أُعتبر ت المرأة – وفق هذا النظام - من سقط المتاع ، كما ان بعضهم برر قتل الأبناء بحجة الفقر وقتل البنات بحجة جلب العار ، أو أن يبقيها على قيد الحياة ليجبرها مستقبلاً على الزواج برجل سيء الخُلق صعب العشرة بسبب ماله أو جاهه وتفضيله على من حسُن خلقه من الفقراء .
لقد اعطى النبي صلى الله عليه وسلم دروساً عملية وأمثلة حيةً لما يجب أن تكون عليه الأسرة الإسلامية المتميزة ، فكان حضور الإحترام المتبادل فيما بينهم والحفاظ على مكانة الزوجة والأهتمام بها قائلاً : ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) [أبن حبان – صحيح] ،كما أوصى النبي بطاعة الزوجة لزوجها فقال : ((إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت )) [أبن حبان – صحيح]
وترسيخاً لترابط الأسرة المسلمة رغب الأبناء بطاعة الأباء فجعل طاعة الله من طاعة الوالدين وسخطه من سخطهما ، وحرصاً من النبي الأكرم على بداية صحيحة في بناء الأسرة نهى عن أجبار الفتيات على الزواج فأصبح قبولهن في الإسلام شرطاً من شروط الزواج ، كما جعل عليه السلام الدين والخُلق في مقدمة صفات الشاب المُقبل على الزواج ، فقال : (( إذا أتاكم من ترضون دينهُ وخُلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )) [سعيد بن منصور – السنن ] .
وهو بهذا يضع الأساس الأول لأختيار الأكفاء من الرجال ، ويغرس أساساً قوياً لأسرة قوية تُساهم في رفد المجتمع بعناصر فعالة تُساعد على رُقي أخلاقهُ ، ويُعطي المرأة مكانة معنوية في المجتمع ليرفعها من كائن يُعامل كسقط المتاع الى دُرة مكنونة لها رأي مستقل محكوم بشرع الله تعالى .
وبهذا جمع النبي الكريم بيد هذه الأسرة أسباب النجاح والتمييُز فالزوج على قدراً من الدين والأخلاق يراعي الله في تعامله مع زوجه وأبناءه ، والزوجة مُسلمة تبتغي رضا زوجها بطاعة الله وطاعته لتُفتح لها أبواب الجنان ، والأولاد ثمرة طيبة من شجرة طيبة أثمرت برضا الله وطاعته ورضا الوالدين ، فياله من مجتمع متماسك أنشأه النبي صلى الله عليه وسلم من خلال أنشاء الأسرة الأسلامية المميزة .
ملخص ورقة بحثية قمت بتقديمها خلال مشاركتي في الندوة العلمية التي أقامتها دائرة التعليم الديني والدراسات الاسلامية – نينوى
النبي، الأسرة، المميزة، الإسلام، الزوجة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف