مدونة ذهب صالح مولود


الفقه الاجتماعي والمجال التطبيقي في الدراسات الاسلامية (1)

ذهب صالح مولود | deheb salah


08/10/2020 القراءات: 4256  


الفقه الاجتماعي والمجال التطبيقي في الدراسات الاسلامية
الحمد لله وحده, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إن البحوث والدراسات في العلوم الإسلامية، يطغى عليها المنهج الوصفي في أغلب الرسائل العلمية الجامعية والدراسات الاكاديمية، فهي حبيسة الزمن والعصر وأحيانا حبيسة المكان.
فالدراسات الفقهية اجترار لما انجزه الفقهاء في القرون المزدهرة، وفق مراحل تطور الفقه من عصر الصحابة رضوان الله عليهم ثم مرحلة التابعين ثم مرحلة أئمة المذاهب والاجتهادات الفقهية، ومرحلة التمذهب والاجتهاد في داخل المذهب، الى مرحلة التقليد.
في عصرنا حاول بعض العلماء ان ينحو منحى التجديد بدراسة النوازل والمسائل الطارئة
الا ان المنهج الوصفي من خلال الاستقراء والتحليل والمقارنة كان هو المتبع في البحوث العلمية.
إن البحث العلمي في القرن العشرين والواحد والعشرين، تجاوز المنهج الوصفي وأصبح يركز على البحوث الميدانية التطبيقية في مختلف المجالات العلمية والأدبية.
والبحوث التطبيقية ليست مقتصرة على العلوم التطبيقية فقط بل أصبحت العلوم الإنسانية كعلم الاجتماع وعلم النفس والحضارة والحقوق والتاريخ ميدانا رحبا للتطبيقات العلمية.
ان أدوات البحث العلمي باستعمال المنهج الكمي عن طريق تحليل الاستبيانات واستنطاقها لقياس ظاهرة معينة او حلول لإشكاليات مدعة بفرضيات، هو نوع من الدراسات التطبيقية.
يعتقد الكثير من الباحثين ان هذا المنهج لا يطبق في العلوم الإسلامية ووصمه بالبدعة أحيانا، ويدعون ان العلوم الإسلامية مستقلة بمناهجها، فلا ندخل عليها مناهج غريبة عنها مرتبطة بعلوم أخرى.
لا زال البحث العلمي في العلوم الإسلامية جامدا يتراوح مكانه، فعلم أصول الفقه معطل، وعلم الفقه، لا جديد فيه من حيث المنهج، إلا ما كان من ترتيب للمعلومات لتيسير التعلم.
ويلاحظ تطور مشجع في تسخير تكنولوجيا الاعلام الآلي، في خدمة السنة النبوية، مما سهل للباحثين الوصول الى تخريج الأحاديث بسرعة ويسر، وكذا تخزين الكتب والمصنفات في مكاتب الكترونية سهلت الوصول الى مراجع ومصادر البحث بسهولة.
بما انه استطاع الخبراء ان يسخروا تكنولوجيا الاعلام الآلي في خدمة العلوم الإسلامية، ألا يمكنا ان تسخر التطبيقات الميدانية لا الصورية، في خدمة البحث العلمي والدراسات الإسلامية.
ولسائل ان يتساءل كيف تكون التطبيقات الميدانية ميدانا لدراسات نظرية؟ وهل هناك ظواهر تستحق الدراسة، وإذا كانت ظواهر اجتماعية فلها ميدانها في علم الاجتماع، وعلم النفس والعلوم التطبيقية الأخرى؟


المنهج الوصفي، المجال التطبيقي، الفقه الاجتماعي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع