مدونة أ.وضحه سالم العامري


دلالة الالفاظ في القران الكريم

أ.وضحه سالم العامري | wadha salem alameri


23/09/2021 القراءات: 5395  


الحمد لله حمداَ طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء وأشرف الخلق وأحبهم لنا ، وعلى اله وصحبه والتابعين لهم بإحسان
أما بعد :
فقد كتبت في هذا البحث العديد من المسائل التي وردت فيها دلالات الألفاظ في القرآن الكريم ، ووجدت أن مسائله ترجع إلى ما يلي :
1. قاعدة دلالة الألفاظ الوضعية
2. الوحدة الموضوعية للسورة
وأردت في هذا البحث أن أكتب – إن شاء الله – عن أولى هذه المسائل وهي قاعدة
( دلالة الألفاظ الوضعية وأثرها في تدبر القرآن الكريم )
والقاعدة العظيمة هذه تبحث في علم أصول الفقه وعلوم اللغة ، وفهمها يتفق مع فهم النص ، ويتسع فقه الوحي ، فيصبح النظر للنص الشرعي من ست دلالات ، وليس من دلالة واحدة فقط ، وقد قسمت هذا البحث إلى قسمين :
الأول : النظري وهو التعريف بالقاعدة وتفريعاتها
الثاني : تطبيقي وفيه ضربت أمثلة على كل نوع منها في القرآن الكريم
وكانت خطة البحث على النحو الآتي :
الفصل الأول : قاعدة دلالة الألفاظ الوضعية وفيه مبحث :
المبحث الأول : تعريف
المبحث الثاني : تعريف دلالة الألفاظ الوضعية
الفصل الثاني : تطبيقات على هذه القاعدة وفيه 5 مباحث :
المبحث الأول : المجاز المرسل
المبحث الثاني : الأمر والنهي
المبحث الثالث : العام والخاص
المبحث الرابع : مشكل القرآن
وختمت البحث بخاتمة تلخص النتائج وتبرز أهم التوصيات
المنهج المتبع في البحث: اعتمدنا في هذا البحث على منهجين وذلك للحاجة التي تميل إليها طبيعة الموضوع فبدأنا بالمنهج الاستقرائي لكونه أنسب لتتبع جزئيات الموضوع في ثنايا الكتب واستقراء الأقوال الواردة حوله، كما اعتمدنا على المنهج المقارن و ذلك عند تناول المسائل الفقهية في الألفاظ الواردة في القرآن الكريم
المبحث الأول : تعريف الدلالة
الدلالة : مصدر دل يدل دلالة ، والدليل ما يُستدلُ به والدليلُ والدال وقد ( دلهُ ) على الطريق يدُلُهُ بالضم ( دلالة ) بفتح الدال وكسرها و ( دُلُولةً ) بالضم ، والفتحُ أعلى . ويقال : ( أدَلَّ ) فأَملَّ والاسم ( الدَّالةُ ) بتشديد اللام .
والدلالة تعني : الهداية والإرشاد ، ودل الطريق يعني أرشده ، فقد قال ابن فارس : " إن اللام والدال هما أصلاً واحداً ، وهذا يعني إبانة الشيء ، بأمارة تتعلمها ، وأيضاً اضطراب في الشيء .
وجاء في المصباح المنير : دللت على الشيء من باب قتلَ وأَدللتُ بالألف لغةً والمصدر دلولة والاسم هو الدلالة بكسر الدال .
الدلالة اصطلاحاً :
للدلالة العديد من التعريفات ومن أهمها : إلزام ن العلم به العلم بشيء آخر ، وقيل في التحبير : الدلالة هي مصدر للفعل " دل " ، وتعني كون الشيء بإلزام من يفهمه فهم شيء آخر ، وهذا التعريف قريب من المعنى اللغوي .
وللدلالة عن ابن تيمية ثلاثة أقسام قام بتقسيمها وهي :
1. دلالة الحال : وهي أن تكون الدلالة من غير قصد كقولهم : " قال الحائط للوتد : لم تشقني ؟ ومنها دلالة النجوم على الجهات .
2. دلالة حزن المرء : وهي التي يكون بها الدال على علم بها ، مثل البكاء وغيره من الأصوات ، والدال هنا لا يقصد إخبار أحد بحزنه .
3. الدالة التي يقصدها الدال : وتكون هذه بالخطاب ، وقد تكون من غير قصد كالإشارة فاليد .
المبحث الثاني : دلالات الألفاظ تبحث في علوم اللغة وأصول الفقه بالعديد من الاعتبارات :
الأول : باعتبار دلالة اللفظ على الشمول أو العدم وقسم إلى :
1. العام والخاص في الأعيان
2. المطلق والمقيد في الصفات
الثاني : اعتبار طلب الفعل أو الترك وقد تم تقسيمه إلى ثلاثة أقسام وهي :
الأمر والنهي وما لا نهي ولا أمر فيه .
الأمر وهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء .
والنهي طلب الترك على وجه الاستعلاء .
وإذا كان ليس على وجه الإلزام فيعني المكروه .
وإذا لم يتعلق به أمر ولا نهي فيعني المباح .
الفصل الثاني : تطبيقات على هذه القاعدة وفيه 5 مباحث :
المبحث الأول : المجاز المرسل
ويعتبر أحد أنواع المجاز اللغوي ، فقد قال ابن قتيبة : " تقوم العرب على استعارة الكلمة فتقوم بوضعها مكان الكلمة إذا كان المسمى بها من الآخر أو مجاوراً لها " .
وجاءت هذه التسمية في اللغة بمعنى الإطلاق ، ويكون المجاز الاستعاري مقيد بادعاء أن المشبه من جنس المشبه به ، والمرسل مطلق ومحرر من هذا القيد .
المبحث الثاني : الأمر والنهي
والأمر هو الذي يستدعي الفعل بالقول من غير دونه ويكون ذلك على سبيل الوجوب ، وأهم الصيغ التي تدل عليه هي " افعل " .
ويعتبر الأمر والنهي من الأبواب التي نالت أهمية كبيرة في أصول الفقه ، وسبب ذلك أن باب التكليف يكون على الأمر والنهي ، ويجب أن نكون على علم تام بالأحكام التي تترتب عليهما وعلى ما يخالفهما ، وجاء في قول السرخسي قال : " يجب البدء في الأمر والنهي وهو الحق الذي اتبعه في ذلك ، وعند معرفة الأحكام التابعة لهما يتم التمييز بين الحلال والحرام .
وقد ورد في القرآن الكريم العديد من المواضع التي دلت على الأمر والنهي ومنها :
1. الدعوة التي دعاها إبراهيم لقومه وقال الملك القدوس : ( وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ۖ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) سورة العنكبوت 16
موضع الأمر : ( اعبدوا الله واتقوه ) ، وهنا يوجد توافق جمع بين المعنى والمبنى عندما قام إبراهيم عليه الصلاة والسلام بالأمر لقومه ، فهذه هي الدعوة إلى إثبات الألوهية ونفيها عما سواه ، فالفعل " اعبدوا " هو فعل أمر بالاعتراف بالله ، ويكون ذلك بإتيان الواجبات ، أما الفعل " اتقوه " هو الامتناع عن الشرك ويكون بتجنب المحرمات .
وقوله : " ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " هو تحفيز لهم ويكون بنفي الجهل عنهم وتوجيههم إلى الخير ، وهو حقيقة علمية .
وقد جاء في تفسير الطبري بأن هذه الآية هي ذكر الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أنه أمر قومه بعبادة الله دون غيره من الأوثان والأصنام ، حيث أنه لا إله إلا الله ، حيث يكون الاتقاء بتأدية جميع الفرائض ، والابتعاد عن المعاصي


دلالة الألفاظ في القران والأمر والعام والخاص


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع