الحاجه الضروريه الى التقدير الاجتماعي
أ.وضحه سالم العامري | wadha salem alameri
10/11/2021 القراءات: 3576
من فطرة القول أن الإنسان يضع عند القيام بأعماله اهدافا وسلوكا يبتغي من خلالها كسب مكانة
ونتجية تسعده سواء كانت مادية أو معنوية حسية , أولا يجب أن لا يراعي أو يلتفت إلى شيء غير تطوير نفسه ، واكتساب الثقة لنفسه وسط المجتمع وأخذ المكانة التي يطمح اليها, ، والتي تتعداه إلى المجتمع ككل، ألا وهو التقدير الإجتماعي لما يقوم به الإنسان من عمل وسلوك ينعكس مردوده ايجابا أو سلبا على التقدير
الاجتماعي , مطمح كل فرد يريد السعادة والاستقرار النفسي والاجتماعي . يقول علماء النفس أن حاجات الإنسان محصورة في رغباته ونزواته ومن ضمن هذه الرغبات
الحاجة إلى أن يعرف الناس قدره وأن يشعر بقيمتة في المجتمع. بمعنى آخر الحاجة إلى تثمين يصدر من الآخرين حيال الشخصية، سواء أكان هذا التثمين يتصل
بمشاعر ودية حياله أو تقديراً لخدمات أداها إلى المجتمع .
ان الحاجة الى التقدير الاجتماعي أو ( القبول , الحب والانتماء ) هي قوة ذاتية تحرك الانسان وتدفعه الى التفاعل مع المجتمع حسب فكره وسلوكه ويتدرج الشعور بالتقدير الاجتماعي واخذ مكانه وسط المجتمع منذ ال الصغر ومرورا بكل مراحل الحياة والصراع بكل السبل والطرق لينال ويكسب هذا التقدير الاجتماعي , ان النفس البشرية مياله ومحبه للمدح والاطراء واخذ كل ما هو جميل من المجتمع والوصول الى أعلى
مكانة داخل هذا المجتمع
تعريف التقدير الإجتماعي:
التقدير الاجتماعي هو أحد مراحل ( هرم ماسلو) للاحتياجات، وتبعاً لماسلو يجب على الفرد أن يلبي حاجاته الفيسيولوجية وحاجات الأمان وحاجاته الاجتماعية أولاً قبل أن يسعى إلى تحقيق حاجاته للإحترام والتقدير، فهي الحاجة التي تتمثل في تحقيق الفرد للمكانة الاجتماعية المرموقة والشعور باحترام الاخرين
وتقديرهم له بالإضافة إلى إحساسه بالثقة والقوة. وقد وضح ماسلو وجود مستويين من الحاجة إلى التقدير: الأول وهو المستوى الأدنى من التقدير
والذي يكون فيه الفرد بحاجة إلى تقدير وإحترام الآخرين له وذلك من خلال مكانته الاجتماعية أو شهرته وما إلى ذلك والمستوى الثاني هو المستوى الأعلى من التقدير والذي يكون فيه الفرد بحاجة إلى الاحترام والتقدير الذاتي وقد يتحقق ذلك من خلال قوة الفرد وكفاءته وثقة بنفسه واستقلالية وما إلى ذلك.1
ايضا يعرف التقدير الاجتماعي ( القبول ) باعتراف المجتمع بقيمة الفرد بكل سلوكه ومظهره طالما يتم داخل الاطار المقبول لهذا المجتمع ووفقا للعادات المترسخة في مجتمه ويتمثل ايضا في التسامح والتنازل الذي يقدمه المجتمع احيانا تجاه الفرد بعدم النقد والاسراع بالجطم عليه , فالقبول هو القدرة على قبول
الاختلاف مع الأخرين داخل اطار المجتمع والذي ينقسم الى ( تقبل الذات, تقبل الأخرين , تقبل الحياة ) .2 ولن يستطيع بأي حال أن يلبي حاجته إلى التقدير إن لم يحظى بتقدير نفسه واحترامها أولاً قبل أن
يسعى إلى الحصول على تقدير واحترام الآخرين له. وهنالك اتجاه يذهب إلى أن التقدير الاجتماعي يشمل الحب وحاجة الفرد له من قبل المجتمع إلا أن
هناك مبدأ آخر أشد أهمية من هذا، ألا وهو التفسير الذاهب إلى أن الحب في الواقع ينبغي أن يصدر عن الشخصية حيال الآخرين، لا أنه يريد من الآخرين أن يحبوه، وهناك فارق كبير بين الموقفين؛ أي هناك فارق بين أن نطلب من الناس أن يحبونا وبين أن نكون نحن محبين لهم. والفارق يتمثل بوضوح في أن حبنا للآخرين هو في الواقع إيثار وتضحية بينما يمثل حب الآخرين إلينا هو أنانية وذاتية. وبكلمة أكثر وضوحاً نقول إن الفرد المسلم حينما يطالب بأن يألف ويؤلف أي يحب وي َحب فإنما يتم ذلك نظراً إلى أنه يسلك سلوكاً قائماً على المرونة واللين والبشاشة ولأنها تسلك أمثلة هذا السلوك المرن فإن الآخرين يحبونها بالضرورة، لا أنها ترغب في أن يحبها الآخرون لكي تشبع حاجتها إلى الحب، وتحقق بذلك تأكيداً على الذات , وحاجته إلى
الآخرين هي أن تساعدهم وتقضي حاجاتهم لتجد لنفسك مكانا بينهم . إذن الحاجة إلى الحب تظل منشطرة من جانب إلى نمطين من السلوك؛ أحدهما هو أن الشخصية
تحب بأن يحبها الآخرون، والنمط الآخر هو أن الشخصية تحب أن تحب الآخرين، أي أن الشخصية بحاجة إلى أن تخلع حبها على الآخرين، أما في النمط الأول فإن الحاجة تتمثل في كون الشخصية تريد أن يحبها الآخرون، وهذا كما قلنا سلوك أناني بينما الثاني سلوك إيثاري كما بينا.
وهذا هو القسم الأول من مصطلح التقدير الاجتماعي الذي يعني أن الشخصية تحس بالحاجة إلى تثمينها من خلال الحب الذي يخلع عليها من قبل الآخرين، أو من خلال الحب الذي تخلعه هي على الآخرين،.

إن الوجه الآخر من الحاجة إلى التقدير تتمثل في مصطلح المكافأة، والتي تعني أن الإنسان يحس
بالحاجة إلى أن ما يقدمه من إنجاز، هذا الإنجاز يتسم بشيء له أهميته وقيمته، لذلك فلابد أن ينطوي على
مكافأة لهذا الموضوع؛ هذا هو التصور الأرضي لمفهوم التقدير الاجتماعي في وجهه الآخر الذي يعني المكافأة .
الحاجة الى التقدير الاجتماعي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
جميل