مدونة زوبيدة الماحي


التربية ودورها في التنمية المستدامة (من خلال التجربة الجزائرية -نموذجا)

زوبيدة الماحي | elmahi zoubida


04/09/2019 القراءات: 4289  


شرعت العديد من الحكومات المتطورة في دمج إستراتيجيات التعليم وأدواته وأهدافه في السياسات التنموية لبلدهم. باعتبار أن النظام التعليمي القوي، هو الذي يعزز قدرة الوصول للفرص، ويحسن الصحة، ويعزز كذلك من متانة وصلابة المجتمعات، ويقوم في الوقت نفسه بزيادة النمو الاقتصادي بشكل يعزز من تلك العمليات ويسرعها،.كما أن التعليم يوفر المهارات التي يحتاجها الناس من أجل أن ينجحوا في اقتصاد مستدام جديد، بحيث يعملون في العديد من المجالات كالطاقة المتجددة، وتصميم مدن تستخدم الموارد بفعالية...، بالإضافة إلى الإدارة السليمة للأنظمة البيئية والصحية. وهذا ما تسعى إليه الجزائر وذلك من خلال إنشاء معهد للتنمية المستدامة بالتعاون مع جامعة الأمم المتحدة. حيث تم توقيع هذا الاتفاق الخاص بإنشاء معهد الأمم المتحدة للبحث في التنمية المستدامة في إفريقيا في ديسمبر 2013 بالعاصمة من طرف رئيس المجلس السيد "باباس" وعميد جامعة الأمم المتحدة "ديفيد مالون". وأكد "مالون" حينها أن اختيار الجزائر لاستضافة مقر هذا المعهد ينبع أساسا من «الاحترام الذي تحظى به الجزائر داخل الاتحاد الإفريقي«.
وما هو ضروري اليوم - خاصة منذ مؤتمر ريو دي جانيرو عام 2012- هو خلق انسجام بين التوجيهات الوزارية والتطبيقات العلمية سعياً إلى تحسين قدرة النظام التعليمي على خلق وتطوير البرامج التعليمية، من أجل إعداد التلاميذ للمهن في الحقول المتعلقة بالإستدامة، تماشياً مع عملية التعليم في تحقيق التنمية المستدامة، وذلك للإستفادة منها بطريقة أكثر فعالية. وعليه، في الجزائر يتم التركيز على فهم أهمية ودور التربية في المساهمة بجميع أنشطتها من اجل بلوغ الأهداف الإنمائية في مختلف القطاعات الاقتصادية، وتحقيق أهداف التنمية في جميع الأنشطة التشغيلية على المستوى الوطني. وذلك في العديد من المجالات كمجال تكنولوجيا التعليم الذي يكسبنا القدرة والمهارات التي تؤهلنا إلى هندسة وتصميم المستقبل الذي نريده خدمة للتنمية المستدامة.
ومن هنا، عملت الجزائر غداة الاستقلال على تمهين التعليم، لسد الفراغ الذي تركته فرنسا بعد انتهاء فترة احتلالها. فخصصت ميزانية كبيرة لإنجاز المؤسسات التكوينية، وإصلاح المنظومة التربوية، وعملت على إلزامية التعليم وديمقراطيته، حتى تستفيد منه كل فئات الشعب. وفي هذا الصدد تصبو الجزائر الآن إلى إنشاء مدرسة جزائرية حديثة، توفر فيها للمعلم والمتعلم جميع المطالب والحاجات، وتعد أبناءها لمستقبل زاهر، يقينًا منها أن الاستثمار في التربية يساهم لا محالة بالدفع بعجلة التنمية المستدامة لأي بلد في العالم.


التربية - التنمية المستدامة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع