مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
لعن الله من عمل عمل قوم لوط
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
08/12/2022 القراءات: 903
✍️في إثم فاحشة اللواط
اعلم وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه وجنبنا وإياك ما يكرهه ولا يرضاه أن اللواط رذيلة من أسوء الرذائل وخصلة من شر الخصال التي لا تليق بالإنسان فإن الله خلق الإنسان من ذكر وأنثى وجعل الأنثى محلا لقضاء الشهوة ومكانا لذلك العمل الخاص فهو مسوق بفطرته إلى ذلك المعنى .
واللواط - أعاذنا الله وإياك منه - خروج عن ذلك ، واعتداء صريح على الطبيعة التي ركبها الله وذلك شر وبيل وفساد كبير وفيه عار الزنا وإثمه وعقابه بل هو أشد عارا أعظم إجراما ونحن بالبداهة ندرك أن عار امرأة يزنى بها ليس كعار رجل يلاط به كما أن احتقارنا وبغضنا إياها مهما كان شديدا أخف على كل حال من نفرتنا من اللوطي ومقتنا له .
والسبب في هذا أن الزنا وإن خالف مقتضى الشرعة لم يخالف مقتضى الطبيعة التي ركبها الله في الإنسان بخلاف اللواط فقد خالف مقتضى الشريعة والطبيعة معا . وقد أجمع أهل العلم على تحريم اللواط وقد ذمه الله تعالى في كتابه وعاب من فعله وذمه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى : ﴿ ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ﴾
وفي قصة قوم لوط يبدو انحراف الفطرة واضحا حتى لأن لوطا ليجيبهم بأنهم بدع دون خلق الله فيها وأنهم في هذا الانحراف الشنيع غير مسبوقين .
قال عمرو بن دينار في قوله تعالى : ﴿ ما سبقكم بها من أحد من العالمين ﴾ قال : ما نزل ذكر على ذكر حتى كان قوم لوط . وقال الوليد ابن عبد الملك لولا أن الله عز وجل قص علينا خبر قوم لوط ما ظننت أن ذكرا يعلو ذكرا .
وعجب أن نرى تلك العادة الشائنة القبيحة تنتقل من أولئك الأشرار الذين خسف الله بهم إلى غيرهم من النوع الإنساني مع إنها لم تكد توجد في الحيوانات الأخرى فإنك لا تكاد تجد حيوانا من الذكور يأتي ذكرا مثله اللهم إلا قليلا نادرا كبعض الحمر الأهلية وإلى ذلك تشير الآية الكريمة فإنه تعالى يقول لهم : إن تلك الفاحشة لم يسبقكم بها أحد من العالمين والعالم كل ما سوى الله فيشمل الإنسان والحيوان قال في كتاب الأخلاق الدينية .
وإذا كان الإنسان تسوقه شهوته إلى أن يفعل ما تأباه نفوس الحيوانات العجماء فماذا يكون حاله أليس من أكبر المصائب أن تنحط درجة الإنسان في شهوة الفرج عن درجة الحيوان .
اللهم إن في ذلك من الخزي والعار ما لا تطيقه النفوس الكريمة ولا تحتمله الطباع السليمة فلو لم يكن في رذيلة اللواط سوى ذلك لكفى بها ذما يصرف الناس عنها ويزهدهم فيها ولكنها فوق ذلك يترتب عليها من المضار والمفاسد ما يؤذي المجتمع الإنساني .
وإليك البيان . أولا : إذا فشت تلك العادة في أمة من الأمم وأصبحت
داء خلقيا فيها لا تلبث أن تتعرض للفناء بانقراض نسلها ولو بعد حين لأن الرجال فيها تنصرف عن النساء ، فيقل النسل تدريجيا وتنقرض الأمة في وقت ما .
ثانيا : أنم اللائط يستغني بالذكر عن المرأة فإن كان متزوجا يهمل زوجته ، فيعرضها للخنا والفساد ، وإن كان أعزب ، لم يفكر في الحصول على زواج وإذا عمت اللواطية أمة استغنت رجالها عن نسائها وأصبحت النساء ضائعات لا يجدن موئلا ولا يظفرن بمعين يرحم ضعفهن وفي ذلك من الخطر الاجتماعي والعمراني ما فيه .
وقال : فداء اللواطية ماله الانصراف عن النساء ومع ذلك فإن إتيان النساء في غير محل الولادة عادة مرذولة يترتب عليها ضياع النسل كما قدمنا .
ثالثا : أن اللائط لا يبالي أن يستهوي الأحداث الذين لا يدركون العار ولا يعرفون الفضيحة فيمرنهم على فساد الأخلاق ويولد عندهم ذلك الداء فإذا ما بلغوا حد الرجولة وجدوا أنفسهم منغمسين في الرذيلة فيضيع الحياء من وجوههم ولا يبالون بارتكاب الجرائم الأخلاقية ، ولا يتعففون عن المحرمات الدنيئة ويكون ذلك الوزر في عنق اللائط الذي عمل على إفساد أخلاقهم وكان سببا في انتزاع ماء الحياء من وجوههم وذلك عظيم عند الله تعالى ومن يفعله يضاعف له العذاب يوم القيامة لأن عليه ورزين وزر ذلك العمل الشائن ووزر إفساد الغلام الذي لم يكلف لتلك الشهوة الفاسدة التي تخلف وراءها ذلك البلاء المبين . أ . هـ . والله أعلم وصلى .
اللهم يا من لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة أيقظنا من نوم الغفلة ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة ووفقنا لمصالحنا واعصمنا من قبائحنا ولا تؤاخذنا بما انطوت عليه ضمائرنا وأكنته سرائرنا من أنواع القبائح والمعائب التي تعلمها منا وأمنن علينا يا مولانا بتوبة تمحو بها عنا كل ذنب واغفر لنا ولوالدينا
ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين .
فصل : والدليل من السنة على تحريم اللواط وعظم جرمه وعقوبة فاعله قوله صلى الله عليه وسلم : « من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به » . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة والبيهقي .
وللحديث بقية إن شاء الله.
لعن الله من عمل عمل قوم لوط
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة