مدونة أنيس الشرفي


تداعيات العودة الجماعية للمغتربين وسبل التغلب عليها

أنيس الشرفي | anees alsharafi


06/12/2023 القراءات: 672   الملف المرفق


تداعيات العودة الجماعية للمغتربين وسبل التغلب عليها
دراسة للباحث: أنيس الشرفي 25 يوليو 2018م
نشرت في صحيفة الأيام عدن، 28 يوليه 2018م https://www.alayyam.info/news/7H7TDRJ2-WYU33B
مقدمة:
لعب المغتربون دوراً محورياً وأساسياً في دعم وتنمية الاقتصاد المحلي، حيث شكلوا أحد أهم روافد الاقتصاد المحلي، وشكلت التحويلات المالية للمغتربين ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد في ظل نفاذ احتياطي العملات الأجنبية، وهو ما منع تعرض العملة لمزيدٍ من الانهيار.
وعلى المستوى الاجتماعي والإنساني كان للمغتربين دورٌ بارز في رعاية الحالات الإنسانية، ودعم التنمية وتنفيذ مشاريع البنية التحتية، برز دورهم بشكلٍ جلي إبان أحداث الحرب الأخيرة منذ عام 2015 م، حيث أحدث غياب الحكومة والمنظمات الدولية في ظل الحرب أزمةٍ إنسانية كبيرة كادت أن تتحول إلى مأساة، لولا تداعي المغتربين وتعاونهم، فكان لهم أن حلوا محل الدولة وأنقذوا النازحين بما وفروه لهم من مأوى وغذاء ودواء، ليشكلوا نموذج فريد وقدموا دورٌ ريادي، والذي لطالما اضطلعوا به في كافة المراحل وخاصة في أوقات الأزمات والكوارث والظروف الصعبة.
وتعتمد الكثير من الأسر على ما يرسله المغتربون، إذ لا توجد لديهم مصادر دخل أخرى، وتتركز أعداد المهاجرين في بعض المناطق بشكلٍ أكبر مما سواها، ومن أبرزها يافع وحضرموت وشبوه التي تعتمد أغلب الأسر فيها على الغربة كمصدر أول للدخل نظراً لكثافة أعداد المغتربين منها، وتأتي بعدها مناطق أخرى في عدد المغتربين واعتماد الأسر على عوائد المغتربين كمصدر أساسي للدخل. وكما هي الحروب لا تخلف غير المعاناة والآلام، لم تستقر انعكاسات الحرب الراهنة على الداخل، بل كان للمغترب في المملكة العربية السعودية نصيبه الأكبر من تداعياتها، فكان للسياسات الاقتصادية مؤخراً وما تمخض عنها من توطين لأغلب القطاعات التي كانت تشغلها العمالة الوافدة، ما قلص دخول المغتربين ورمى بهم خارج أعمالهم، وأعقبها فرض رسوم الإقامة بمبالغ تفوق إمكانيات كثير منهم، فلم يجدوا خيار سوى العودة إلى بلدهم قبل تراكم الرسوم وتعريضهم للمهانة.
وعلى إثر ذلك نجد الكثير من المغتربين الذين قدموا للوطن، قد باتوا مثقلين بخسائر مادية ومعنوية وانعكاسات نفسية كبيرة جراء تصفية استثماراتهم ومصادر رزقهم في المملكة.
وأمام ذلك تقف الدولة والمجتمع مسئولون جميعاً مسئولية أخلاقية واجتماعية تحتم عليهم الإسهام في حل الإشكاليات التي ستواجه المغتربون، كلاً من موقعه، وفي حدود إمكانياته وقدراته.
ومن هذا المنطلق، يسلط الباحث ورقة العمل هذه؛ لدراسة وحصر الإشكاليات والتحديات المتوقع أن تفرزها موجات النزوح الجماعية للمغتربين العائدين من المملكة، وتقديم عددٍ من التوصيات الهادفة لتيسير عملية تكيف المغترب مع وضعه الجديد، وتقليص آثار تداعيات الأزمة عليهم.
التوصيات المقترحة للمغتربين

إنشاء صندوق مالي خاص بمعالجة مشاكل المغتربين.
إنشاء مركز للدراسات والاستشارات الاقتصادية المتخصصة، لدعم وترشيد قرارات المغتربين بشأن توجيه قرارات الاستثمار بشكلٍ أمثل
دمج رؤوس الأموال المغتربة الراغبة بالاستثمار داخل الوطن في كيانات اقتصادية قادرة على المنافسة.
تشكيل أطر وهياكل تنظيمية للجاليات ضمن عمل مؤسسي فاعل يحقق التعاون فيما بينهم
إنشاء مجالس تنسيق تجارية لرؤوس الأموال المهاجرة وشبكات ترابط وتبادل معلوماتي بين رجال الأعمال

التوصيات الموجهة للجهات الرسمية:

إعداد رؤية تنموية لعدن، بإشراك القوى السياسية ومراكز الدراسات بمناقشتها وإقرارها وتنفيذها
مراجعة قوانين الاستثمار لجذب رؤوس الأموال، ومعالجة وإصلاح القضاء وتفعيل نشاطه، وإزالة العوائق الإدارية ذات الصلة
معالجة قضايا الأراضي باعتبارها أحد أبرز أسباب عزوف المستثمرين عن الاستثمار في عدن. والمحافظات المجاورة، وتخصيص مناطق استثمارية في المدن الرئيسية
إصلاح السياسات الاقتصادية وتحسين النظام المصرفي لتحقيق استقرار وتسريع عجلة التنمية
توفير الخدمات الأساسية، وتذليل وسائل النقل بأسعار محفزة وجاذبة للاستثمار
قيام وزارة المغتربين بالحصر الشامل للمغتربين ورصد ظروفهم وأوضاعهم في بلدان المهجر، وتوفير معلومات كمية ونوعية تساعد على تقديم العون وإشراكهم في برامج وخطط التنمية، والاستفادة من كفاءاتهم وخبراتهم بدل استقدام خبراء أجانب
توفير المعلومة التي يحتاجها المغتربين بشأن الاستثمار عبر نافذة خاصة على شبكة الإنترنت
تقديم تسهيلات استثمارية للمغتربين العائدين، وتوفير الحماية اللازمة لاستثماراتهم وتمكينهم من التكيف مع بيئة العمل بالداخل
التنسيق مع الهيئات الدولية المانحة، للمشاركة في معالجة أزمة المغتربين وتداعياتها

للمزيد يمكنكم تحميل الملف المرفق
 


المغتربين، اليمن، عدن، أنيس الشرفي، تداعيات العودة الجماعية للمغتربين وسبل التغلب عليها


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع