مدونة م .م زين العابدين عباس ناصر


الأمام علي (عليه السلام) مدرسةُ لتنمية الذات

د.زين العابدين عباس الصافي | ZAINALABADEEN ABBAS ALSAFI


10/11/2019 القراءات: 6507  


الأمام علي (عليه السلام) مدرسة لتنمية الذات
التنمية لغة: هي النمو وأرتفاع الشيء من مكانه إلى مكان أخر .والتنمية أصطلاحاً: وهي عبارة عن زيادة سريعة تراكمية ودائمية عبر فترة من الزمن في الأنتاج والخدمات ونتيجة أستخدام الجهود العلمية لتنظيم الأنشطة المشتركة الحكومية والشعبية, لذلك يعتبر مفهوم تنمية الذات من المفاهيم الضرورية والمهمة في تحقيق النجاح, فالنجاح مرتبط بطموح الأنسان الأيجابي ويركز على أكتشاف قدرات ومهارات الأنسان, فلهذا تعتبر التنمية البشرية هو محور التنمية وأن الموارد المادية وحدهاغير قادرة على تحقيق التقدم والنمو, ولكن ذات الأنسان هو المحرك الحقيقي الذي يمتلك القدرة على توظيف هذه الموارد والأمكانات بالتوظيف الصحيح بما يعود مرة أخرى على الأنسان , فالتنمية البشرية هي تنمية الأنسان للأنسان من أجل الأنسان. ومن هذا المنطلق يمكن أن نأخذ شخصية معينة ليس لها نظير على مر التاريخ بعد النبي الأعظم محمد (ص) نستلهم منها العبر والمواعظ والحكم, وتكون لنا قدوة في التنمية البشرية وتنمية ذاتنا هو الأمام علي أبن أبي طالب (عليه السلام) حين نقرأ في سيرة حياته أثناء توليه للخلافة والسلطة والحكم ونتأمل رسالته للولاة والموظفين وخطابه لجمور الناس, نجد أنه كان مهموماً ومهتما بأبناء الأمة (المجتمع) على أختلاف أطيافهم وحسب مصطلحنا اليوم كان مهتماً بالتنمية البشرية, ولم يكن مجرد زعيم ديني يعنيه نشر العقيدة وتطبيق الشريعة فحسب, ولا مجرد حاكم سياسي يهمه توطيد سلطته وحكمه, بل كان صاحب مشروع حضاري يستهدف أسعاد الأنسان وتفجير طاقاته وكفاءاته, ليتمتع بحياة كريمة ويتجه الى الفاعلية والأنتاج وذلك هو الممهد الأساس للعقيدة والشريعة وفي كل مجالات التنمية. ويمكن أن نلاحظ أن توجهات الأمام علي (ع) في تحقيق التنمية الذاتية التي هي جزء لا يتجزء من التنمية البشرية في أبعادها المختلفة ومنها. اولاً: أستنهاض الأنسان ليمارس دوره الفاعل في الحياة وليفجر طاقاته الكامنة, وليتسلح بالطموح وفي كل ما نقل عن الأمام علي (ع) في نهج البلاغة وغيره من المصادر ثروة هائلة. ثانياً: دعوة الناس للتعارف فيما بينهم لخدمة بعضهم البعض والأهتمام بمناطق الضعف والحاجة في المجتمع, بما تطلق عليه الان العمل التطوعي كما في وصيته للأمامين الحسنين (أوصيكما بتقوى الله ). ثالثاً: وضع سياسة الدولة في خدمة التنمية, وهذا ما تؤكده سيرة الأمام مع الشعب وتوجيهاته للولاة والموظفين . وبالتالي فأن علاقة التنمية البشرية بتنمية الذات هي علاقة تحديد وتكامل وأن مفهوم التنمية البشرية يحدده مفهوم تنمية الذات ,كما يحدد الكل الجزء فيكمله ويغنيه ولكن لا يلغيه, وايضاً ليس علاقة تطابق كما يرى البعض الأخر, وتهدف تنمية الذات إلى تنمية مهارات الحياة العملية كمهارات القيادة والتواصل وتنظيم الوقت والتفاوض. ومن مجمل الأسئلة التي طرحت على الأمام علي (ع) في أدارة الذات ومنها . كيف تحقق أهدافك ؟ بتقوى الله وأيثار طاعته وأتباع ما أمر به في كتابه وسنته التي لا يسعد أحد ألا بأتباعها ولا يشقى الأ مع جحودها وأضاعتها وأن بنصر الله سبحانه بقلبه ويده ولسانه فأنه جل أسمه قد تكفل بنصر من الله وأعزاز من أعز . كيف تنظم وقتك ؟ أجعل لنفسك فيما بينك وبين الله أفضل المواقيت وأجزل (أعظم) تلك الأقسام وأن كانت كلها الله أذا صلحت فيها النية وسلمت منها الرعية . كيف يتم التواصل مع الأخرين وتقيم علاقات ناجحة معهم ؟ أشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم وأما بعد فلا تطولن أحتجابك عن رعيتك . وأن لمهارة القيادة موجودة في شخصية الأمام علي(ع), فالفتوحات الأسلامية تشهد له ومنها يوم خيبر حينما قال النبي محمد (ص) والله لأعطين الراية غداً رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.وايضاً هناك من الصفات النادرة في ذات الأنسان التي لا تجمع ألا في شخصيات قل نظيرها مثل شخصية الأمام علي (ع) الذي جمع بين الحلم والشجاعة, فالشجاع عادة لايكون حليماً وأنما يكون شديداً, حيث تدفعه القوة إلى البطش من يريد به ىسوء, ألا أن شخصية الأمام مختلفة وله موقف عظيم تجسد كل معاني القيم وهو عندما هجموا على بيت السيدة الزهراء (ع) وأحرقوه وهنا كانت صفة الحلم حاضرة في شخصيته حينما أستذكر وصية النبي محمد(ص) في الحفاظ على أمة الأسلام, والصبر في مواجهة أعداء الحق, وجمع شمل المسلمين وعدم تفريقهم. ولانتناسى قوة ذات الأمام علي (ع) ونضجها وميزتها عن الأخرين حينما بات في فراش النبي محمد (ص) ليفديه بنفسه عندما أراد المشركين قتله,ونستدل من هذه المواقف أن الأمام كم هو عظيم وشجاع وأنه يمتلك أفضل أنواع الذات وهي الذات الحقيقية. وعلى هذا الأساس يستحق الأمام علي (ع) بأن يطلق عليه مدرسة في كل مجالات الحياة وليس فقط في تنمية الذات, ومن هنا نتدارك أنفسنا لنستفاد من هذه الشخصية لنطوير ذاتنا لأن من عرف نفسه فقد عرفه الله , وأخيراً نقول ( دع القلق وأبدأ حياتك من الأن وأنت كنت حياً فجدد حياتك وأن كنت حزيناً فكن مع الله يكن الله معك بالأصرار والعزيمة نحو ذات أفضل .


الذات التنمية البشرية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع