مدونة م .م زين العابدين عباس ناصر


الأردة والتغيير سر نجاح الأنسان في المجتمع

د.زين العابدين عباس الصافي | ZAINALABADEEN ABBAS ALSAFI


06/07/2019 القراءات: 4105   الملف المرفق


أن لهذين المفهومين معاني جميلة في حياة الأنسان، فلذلك تعتبر الأرادة هي بداية أنطلاق الأنسان نحو التغيير بأنواعه الثلاثة (المخطط، التدريجي، الكلي ) المؤثرة في حياة الناس بالمجتمعات،لأن أذ لم تكن هناك أرادة لم يكون هناك تغيير. فألارادة هي قوة موجودة في نفس الأنسان تمكن صاحبها من أعتماد أمراً ما بعد ما تمر بمراحلها الأربعة وهي التصور، التدبر، التصميم، التنفيذ الذي يعتبر هو الناقل لصاحب الأرادة من تصميمة الداخلي إلى الحيز الخارجي لتنفيذ أي أعتماد ما.ويشترط في الأرادة أن يكون عندك رضا نفسي وعقلي حتى تتغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجهك في حياتك، لأن الأرادة تصنع التغيير. ولنستذكر ونتصفح القصص الواقعية في عالمنا هذا فنجد منها الكثير ومنها صاحب الأرادة القوية الدكتور( زكي عثمان) الذي تعلم اللغة الأنكليزية من الراديو، رغم أنه كسيحاً وضريراً، أنه من مواليد 1953 من جمهورية مصر العربية، محافظة قنا، قرية الرزيقات وُلد هذا الطفل غير عادي وكان والده أنساناً بسيطاً وحتى أصبح عند هذا الطفل عامان ونصف أصيب بحمى شديدة في جسمة أدت به إلى أصابته بشلل الأطفال وفقدان البصر، ورغم أنشغال الأهل والأقارب في علاجه ولكن لم تكن هناك جدوى في شفائه لأنهم أجمعوا الأطباء لا علاج ولا شفاء من حالته، ولكنهم رغم ذلك لم يفقدوا الأمل وأنقسمت الأراء في العائلة وكان من بين الأراء أن يلقوه في الطاحونة الجديدة كي يتخلصوا منه ولكن رفض والديه رفضاً قاصعاً وفكروا بألحاقه بالكتَّاب ليتعلم القرأن الكريم. وبعد مرور سنة، أنتقلت الأسرة إلى القاهرة فتغيرت ظروفهم وتحسن حال والدهم المعاشي وأتم الغلام حفظ القرأن الكريم وأنقطعت صلته بأقاربه وظل حبيس البيت حتى أصبح شاباً دون الألتحاق بأي مدرسة أو مؤسسة تعليمية، فقد كان صديقه وأنيسه طوال هذه الفتره هو (الراديو)فتعلم منها الثقافة والسياسة،واللغه.والسؤال هنا ماذا تتوقعون عن أحلام هكذا شاب كسيح وضرير؟فأنه كان يتمنى أن يكون مثل( د.طه حسين) وأيضاً كان من أحلامه أن يكون خطيباً وواعظاً، وأتقن بالفعل اللغة الأنكليزية بفضل صديقه المفضل (الراديو) وبعدها بدأت رحلته الدراسية من عمر السادسة عشر وبدأ مباشرة من الصف الأول أعدادي في (معهد عثمان ماهر) وأستثنى من الأبتدائية لأنه حفظ القرأن الكريم، وأعترض كالعادة من بعض الأقارب وأقترحوا على أهله أن يلحقوه بمركز التأهيل المهني للمكفوفيين ليتعلم صناعة السجاد وتكون هذه نهايته، وأما الرأي الأخر يبقى في المنزل كما هو لأنه كسيح وضرير.ولكن رفض أهله وبفضل أرادته صمم على الدراسة وساعده والده فنجح الشاب نجاحاً باهراً، ثم ألتحق (بمعهد القاهرة الثانوي)وكان يذهب أما محمولاً على الأكتاف أو زاحفاً على الأرض، وكانت له من المواقف الجميلة التي لاينساها موقفين،الموقف الأول: كان هناك رجل أنتشله من على الأرض في الشتاء وحمله بالرغم من تلطخ يده بطين الأرض، ثم وضعه في سيارة وطلب من السائق أن يعتني به.الموقف الثاني : حدث له عندما كان خارجاً من الجامع الأزهر وكان طالباً في ثانوي،وكان زملاؤه من الطلاب حوله فأذا بسيدة أوصلته بالتأكسي وفي اليوم التالي أنتظرته لتؤدي له أي خدمات يطلبها منها، وطلبت منه أن تعلمه طريقة "بريل" في القراءة أو أن تقرأ له فتساعده ولكنه تهرب منها لأنه لم يريد أن يكون عبئاً على أي أنسان. ومكثَ هناك أربع سنوات حتى تخرج وكان يريد أن يلتحق بكلية اللغات والترجمة، ولكن تغيرت وجهة نظره فألتحق بكلية الأصول والدين فحصل على شهادتين أليسانس أحداهما في (الدعوة والثقافة الأسلامية في عام 1979) والثانية في(التفسير في عام 1983) وعين في وزارة الأوقاف ولم يكتفِ بذلك بل قد حصل على شهادة الماجستير في عام 1988 في موضوع(منهاج الأسلام في التنمية الأقتصادية)وبعدها عين أستاذاً في كلية الدعوة، ولم يكتفِ بهذا القدر بفضل أرادته أللامحدودة فقد سجل على الدكتوراه وحصل عليها في موضوع (الدعوة الأسلامية في القرن السادس الهجري ) وله الكثير من المؤلفات بَلغت أربعة وعشرون مؤلفاً في الثقافة والأجتماع. فهل أشتقت لمعرفة هذا الطفل أنه الدكتور( زكي عثمان) الذي تناسى أنه من أهل الأحتياجات الخاصة بفضل أرادته،ولم يتأثر عندما كان بعض الحاقدين يخططون لأفشاله في الدراسات العليا، بل زادته قوة وعزيمة وأصرار وكذلك لم يتأثر بسخرية بعض الناس وأستهزائهم به بل حول كل ذلك الى قدرات وخبرات وتجارب. وحصل التغير الكلي في حياته(أي تغيير من حالته الراهنة إلى الحالة أكثر تقدماً وتطوراً) أي أصبح متفائلاً ويدعوا إلى الحياة والسعادة من خلال برنامجة الأذاعي، وتدرج وظيفياً بالكلية إلى أن وصل لوظيفة رئيس قسم الثقافة الإسلامية بالكلية وأشرف على أكثر من سبع عشر رسالة منها 1- منهج الأسلام في تحقيق الأمن،2- أسباب الأرهاب ومظاهر علاجه، وبعدها تزوج من زوجة متفهمة فكان زوجاً ناجحاً وهي تساعده وتسانده في حياته وأنجازاته وأصبح ما بينهما أكثر من الحب العادي فهي علاقة حب في الله وصداقة عميقة. فأستطاع هذا الطفل الكسيح والضرير أن يوقظ قدارته ويصنع مستقبله بفضل أيمانه بالأرادة والتغيير. فماذا عنك أنت ؟ ألم يحن الوقت بعد أن تقف وتنظف تراب الماضي من السلبيات وتبدأ بتحقيق أهدافك ؟ ألم يحن الوقت أن توقظ المارد العملاق النائم بداخلك ؟ ألم يحن الوقت أن تتمتع بكل لحظة في حياتك فتترك بصمة فيها. لقد حان الوقت لتتحرك، فتحرك نحو التغيير وتعلم اللغات فأن اللغة تساوي أنساناً، وتعلم الحاسوب فهي التكنلوجيا الحديثة اليوم،لكي تفبلك أي وظيفة لأبد أن تكون معك لغات ومتعلم عالحاسوب ولابد أن تتطور نفسك بأستمرار ولابد أن يكون عندك شيء جديد يومياً تفاجيء الناس به، وتفاجيء الناس بروعتك ، وتفاجيء نفسك بهذه الروعة، فمن الممكن خلال ستة أشهر أن تتعلم أي لغة ترغبها، وتكون خبيراً في مجالك وتركز أكثر في عملك ثم بعد ذلك وسع أفاقك. وكأنك تقول للناس في مجتمعك((دع القلق وأبدأ حياتك من الآن،وأن كنت حياً فجدد حياتك،وأن كنت حزيناً فكن مع الله يكن الله معك، وقوي نفسك بالأصرار والعزيمة وقوة الأرادة.


التغيير الأرادة المجتمع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع