مدونة د. جميل مثنى الحبري


تعقيبي على مقال د. عماد عبد اللطيف (ما لم يقله بايدن في خطابه) (2)

د. جميل مثنى الحبري | Jameel Alhipary


21/01/2024 القراءات: 185   الملف المرفق


في الوقت الذي تراجعت فيه كُبريات الصحف العالميّة في أمريكا وأوروبا، وباعتراف كُتّابها ومُحرّريها، كما أقرّت بذلك مُحرّرة صحيفة الاندبندنت البريطانية، بأنهم كانوا ضحيّة روايات بعض العسكريّين الإسرائيليّين المُتطرّفين المشهورين بالكذِب والتدليس- مُتناولين إيّاها وكأنّها حقائق دون تحقّق- في مقدّمتهم ديفيد بن زيون (David ben zion)؛ إذ صوّروا لهم أحداثًا دراماتيكيّة ومشاهد هيليوديّة، كأفلام (Action)، بل وفاقوا ذلك، إلى درجة قيامهم بتحويل صورة كلب مريض، بتقنية الذكاء الاصطناعي، إلى رضيعٍ مُتفحّم، وادّعاء أنّ حماس هي من قامت بهذه الجريمة النكراء، لتأليب الرأي العام ضدّها، ممّا أوقع تلك الوسائل الإعلاميّة العالميّة فريسة تلك التضليلات والادعاءات المُغرضة (Propaganda)، وانساقت وراءها، بل وسارعت إلى نشرها. فضلًا عن أنّ بايدن نفسه وطاقم موظّفيه في البيت الأبيض، قد أقرّوا اليوم أنّهم أيضاً قد وقعوا في هذا الشرَك، نتيجة اعتمادهم في استقاء تلك المعلومات على ما أذاعته وروّجته وسائل الإعلام الإسرائيليّة. ومن جانب آخر، إنْ كانت ثمّة شفافيّة وإنصاف للعدو- أي لحركة حماس- على حدّ تعبيرهم، يمكنُ طرحُ تساؤل: لماذا لم يُشر بلينكن لما قامت به الحركة من إفراج عن تلك المرأة وطفليها يوم أمس؟! ولماذا لم يتناول، بل ولم ينبس ببنت شِفة عمّا يحدث للمدنيّين الذين يتجاوز عددهم مليوني إنسان من مجازر وحشيّة، وقصف مُمنهج للمباني والأحياء على رؤوس ساكنيها، بما فيها المستشفيات والمدارس والمساجد والبنية التحتية ومباني الإيواء التابعة لمنظمة الأونروا؟!! ناهيك عن استهداف الأطبّاء والعاملين في الُمنظمّات الدوليّة والصحفيّين، بل لم يسلم في غزة أيّ شيء، بشرًا كان أم حجرًا، فقد استباح الصهاينة، وباتت أرضًا مُستباحة لآلتهم المُميتة، وللقصف الإجرامي الدموي الفادح. ناهيك عن الحصار المُطبق، ومنع المياه والكهرباء والدواء والوقود والنت. إنّها جرائم إبادة جماعيّة، وبدمٍ بارد تُنفّذ، وبرعاية أمريكيّة وأوروبيّة بحقّ شعب أعزل، غالبيّتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وعلى مرأى ومسمعٍ من العالم. ناهيك عن الدور المشبوه لوسائل الإعلام العالميّة ومنصُات التواصل الاجتماعي، وتواطئِها السافر، وتحيّزها الفاضح لدولة الكيان الصهيوني، وما تُمارسه من سياسة الكيل بمكيالين إزاء الصراع العربي الإسرائيلي. وما التحقيق الذي أجراه الصُحفي الاستقصائي تامر المسحال المُحرّر بقناة الجزيرة، في برنامجه (ما خفي كان أعظم)، بعنوان "الفضاء المغلق" عن منصّات META: (واتس أب، انستغرام، فيسبوك) سوى غيض من فيض. الأمر الذي يتحتّم علينا أن نتحرّر من ربقة الارتهان لهذه المنصّات المُهيمنة على حريّة التعبير ومنابر الرأي، ومُصادرتها لما يتنافى مع توجّهاتها وسياساتها المكرسة لخدمة هذا الكيان الغاشم، وأن نحذوَ حذو الصين وروسيا، وإيران مُؤخّرًا التي نجحت في خلْق منصّات موازية لتلك المنصّات المُستحوذة على العالم الافتراضي لشعوب دول العالم كافّة: (آيتا) بدلًا عن (واتس أب)، و(سروتش) بدلًا عن (تيليجرام)، و(روبيكا) بدلًا عن (انستغرام)، و(فيس نما) بدلًا عن (فيسبوك).


بايدن، طوفان الأقصى، إسرائيل.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع