رؤى اكاديمية


القيمة المضافة للقدرة على التعلم (الصين انموذجًا)

د/ احمد صلاح الدين ابوالحسن | Dr Ahmed Salah Aldin Abo ALhassan


18/11/2021 القراءات: 2196  


تتطلع جمهورية الصين الشعبية إلى تكرار التاريخ مرة أخرى بالسيطرة على العالم بعد ان فعلت ذلك عدة مرات على مدى آلاف السنين الماضية، لم يتطلب الأمر إلا أقل من سبعين عاما لتحول الصين من دولة معزولة إلى واحدة من أعظم القوى الاقتصادية في العالم وأصبحت ورشة العالم، محققة أكبر معدل للنمو القومي على مدار أكثر من عقد من الزمن رغم تحديات انخفاض الطلب الدولي على منتجاتها والحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
وحلم الصين بالتأهل لتولي القيادة العالمية في العديد من القطاعات المحورية ومن أجل بلوغ الهدف اوجب عليها أولا احتلال الريادة في الابتكارات بمنهجية داعمة ومحفزة للابتكار يقوده " برنامج الشعلة الوطني"، وهي في طريقها إلى ذلك. حيث أصبح النسخ في المنتجات الصينية أمراً من الماضي والشعار الان "الصين تبتكر".
والمتابع سوف يرصد خروج العديد من الشركات الأجنبية بعدان أتت إلى الصين وغادرتها، وهذا يحدث دائما، ولكن لا يعود إلى أن الغرباء يعاملون بشكل غير عادل في السوق الصينية فالموضوع بكل بساطة هو أن الصين طبقت سياسة حماية الملكية الفكرية حسب احتياجاتها الفعلية ومكنت الشركات الصينية المحلية من الاستفادة بقدرتها على التعلم كمتطلب للابتكار وتشجيعها للقطاع الخاص على تخصيص (10%) من عائداته للابتكار، بالإضافة إلى تحفيز الابتكار من خلال تخفيض الضرائب على الشركات التي ترغب بالابتكار من ٢٥٪ إلى ١٥٪. وشجعت الفنيين الشباب المبتكرين في أي مجال بحيث إذا تم تسجيل ابتكاره كملكية فكرية فإنه يحصل على نسبة 7٠٪ من الحقوق، والشركة تحصل 3٠٪ منها فقط.
ويطلق على تلك الشركات اسم "الأبطال غير المرئيين"، وهو سر النجاح الاقتصادي للبلاد، جعل الصين تحتل منذ 2011 المكانة الأولى في تسجيل براءات الابتكار. وفي 2016 تم تسجيل براءات ابتكار في الصين أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية. وفي عام 2017، بلغ إجمالي الإنفاق الصيني على البحث والتطوير 1.76 تريليون يوان (279 مليار دولار أمريكي) بزيادة سنوية قدرها 14%، وتعد نفسها الآن عاصمة العالم للابتكار والتكنولوجيا.
وكمثال يمكن استخدامه على القيمة المضافة للقدرة على التعلم التطور المذهل لشركة لينوفو المحدودة Lenovo Group Ltd … لينوفو هي الشركة الأشهر الان في مجال التكنولوجيا والحواسيب التي تم إنشائها كشركة في عام 1984 تحت اسم شركة ليجيند او "الأسطورة الجديدة “ القابضة وظهرت كعلامة تجارية في 2004، وتدين الشركة بهذا الصعود الى برنامج دعم الابتكار في الصين المسمى ببرنامج الشعلة الذى مكن الشركة من التوسع برسمالها من 200،000 إيوان اي ما يعادل 25،000 دولار أمريكي الى ما يقرب من 34 مليار دولار أمريكي وبلغ عدد موظفيها حوالي 33،000 موظف تقدم خدمات في حوالي 160 بلد الى الان.
وهنا يمكن القول ان الصين طبقت التعريف المثالي للثروة الوطنية حيث لا يقع مستقبل البشرية على عاتق الفضاء أو الطاقة أو الأرض الزراعية، بل هو يعتمد على استكشاف الذكاء البشري المؤهل للقدرة على التعلم لتحقيق أهدافًا متعددة في المؤشرات الرئيسية لأعمال حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها كأن يصل عدد براءات الاختراع عالية القيمة الى 12 لكل 10000 شخص من 1.4 مليار إنسان، وأن يصل عدد براءات الاختراع المصدرة للخارج إلى 90000 براءة اختراع سنوياً، وان تشكل القيمة المضافة للصناعات كثيفة براءات الاختراع 7.5 % من إجمالي الناتج المحلي.


القيمة المضافة - الابتكار - القدرة على التعلم - لينوفو


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع