مدونة سعاد مسكين


مجلة عيون السرد: مجلة علمية محكمة متخصصة في السرد العربي القديم والحديث

سعاد مسكين | Souad meskine


19/12/2020 القراءات: 1438  


مجلة عيون السرد

تقديم:
رغم ما أصاب ويصيب المجلات الثقافية العربية المعاصرة من هنات تتعلق بالتمويل والتوزيع، ومشاكل ترتبط بمحدودية القراءة بسبب همينة الوسائط الرقمية، مما أدى إلى توقف عدد من المجلات عن الإصدار، نذكر على سبيل التمثيل لا الحصر: مجلة دبي الثقافية، ومجلة الرافد الإماراتية، ومجلة الآداب البيروتية. رغم ذلك كله، لم تتراجع فرقة البحث في اللغات والتواصل وتحليل الخطاب عن فكرة إصدار مجلة نصف سنوية، محكمة ومتخصصة في "السرد"، والتي تقارب بعين نافذة مختلف تجلياته سواء تعلق الأمر بالسرود القديمة أو الحديثة، الطويلة أو القصيرة، العربية أو العالمية. من ثمة شكلت المجلة مشروعا مؤسساتيا وأكاديميا، يراهن على الاستمرار عبر مجهودات كتاب يشتغلون في سبيل خدمة الأدب والنقد والثقافة، ويعمد على المسير قُدُما بفضل قراء يبحثون عن العمق الثقافي والجدة الفكرية.
وفي محاولتنا لتقديم هذا المشروع العلمي، سنحاول الوقوف على المحطات الآتية: التخصص/ العلمية/ الشمولية/ الانفتاح/ التواصل.
1. التخصص: بعد استقصاء وتقصي بسيطين لمجمل المجلات المغربية المتخصصة التي عرفتها الساحة الثقافية سواء تلك التي استمرت وراكمت العطاء أو تلك التي توقفت لأسباب مادية ولوجيستيكية، نجد أنها توزعت بين التخصصات الآتية:
 التصوف والخطاب الديني: المريد، مشكاة/ البينة/ الفرقان/ الإحياء/ الإبصار...
 اللسانيات: التواصل اللساني/ أبحاث لسانية ...
 السيميائيات: دراسات سيميائية/ سيميائيات/ علامات ......
 المعجم: الدراسات المعجمية/ مصطلحيات....
 الترجمة: ترجميات/ ترجمان/ بيت الحكمة.....
 الأدب والنقد: فكر ونقد/ الملتقى/ ضفاف/ آفاق/ مجرة/ المناهل/ الثقافة المغربية/ آفاق أدبية/ مقاربات/ أقلام/ عيون المقالات/ طنجة الأدبية/ روافد.....
 الشعر: مرافئ، البيت.....
 القصة: قاف صاد.....
عبر هذا الجرد يتبين عدم وجود مجلة متخصصة في السرد، وأقصد هنا الفترة التي بدأنا فيها التفكير في خلق صرح المجلة، قبل صدور مجلة "سرود" أكتوبر 2018، عن مختبر السرديات بكلية الآداب بنمسيك، الدار البيضاء.
وحين نتحدث عن التخصص فمعناه تعميق المعرفة بالاختصاص الذي يشتغل في نطاقه الدارس أو الباحث، ويعمل على توسيعه وفق ما يسمح به السرد من إنجازات، تتحقق من خلال التجلي اللفظي والصوري والحركي في مختلف أنواعه: الرواية/ القصة/ القصة القصيرة جدا. وبتنوع انتماءاته سواء تعلق الأمر بالثقافة العالمة أو الثقافة الشعبية.
كما يفرض الاختصاص مواكبة مستجدات المعرفة السردية نقدا، وإبداعا، وتنظيرا عبر تتبع التحولات والتطورات التي تعرفها مع مساءلة هذه المعرفة بقلق شديد من أجل إنتاج فكر جديد ومتجدد.

2. العلمية: لا يعد التخصص سمة فريدة في المجلة بل من طبيعتها أيضا سمة العلمية لأن مجمل الدراسات والأبحاث تخضع للتمحيص من لدن لجنة محكِّمة تترصد أهمية المقال وجدته، وتتبع منطق بنائه، وأسلوب كتابته، ولا بأس من ذكر أعضاء اللجنة العلمية المحكمة: د حسن الفهد/ سعيد يقطين/ فاطمة كدو/ زهور كرام/ محمد أسليم/ نبيل سليمان/ نجيب العوفي.
نشكر هذه اللجنة على تعاونها مع فريق البحث من أجل ضمان جودة المنتج النقدي والأدبي الذي نقدمه.

3. الشمولية: نقصد بهذا المعيار أن مجلة عيون السرد بحكم تخصصها تحاول الإحاطة بكل ما يتعلق بالسرد والنقد السردي والخزانة السردية عربيا وغربيا، لذلك شملت محاورها العناصر الآتية:
 عين على السرد الروائي: يتضمن هذا المحور المقاربات النظرية والتطبيقية التي تهتم بالرواية العربية والمغربية والمترجمة المكتوبة باللغة العربية، ومعالجة مختلف القضايا التي تطرحها؛
 عين على السرد القصصي: محور يعنى بالمتن القصصي القصير والقصير جدا دراسة ونقدا وتنظيرا؛
 عين على الميتاسرد: يشمل هذا المحور دراسات في الفكر السردي، وعرض مختلف الأبحاث والكتب التي اهتمت بالسرد والسرديات من أجل مناقشتها ومساءلتها، وممارسة القراءة الابستمولوجية التي تخول للقارئ بأن يحاور هو بدوره الممارسة النقدية ويتفاعل معها، ويصل إلى حقيقة نسبية يقتنع بها؛
 عين على السرد الوسائطي: محور ينظر إلى السرد في علاقته بالوسائط الرقمية والإلكترونية مما يجعله سردا تفاعليا، ويرصد علاقاته بتجليات خطابية أخرى من قبيل الخطاب السينمائي/ والخطاب الإعلامي/ والخطاب التشكيلي/ والخطاب الفلسفي/ والخطاب الديني.. وغير ذلك من الخطابات؛
 عين على السرد الطفلي: نخص هذا المحور بالمنتج السردي الطفلي، في تجلياته المتنوعة، من أجل مواكبة متغيراته الخطابية، شكلا ومضمونا، بناء وتخييلا؛
 عين على السرد التراثي: يهتم هذا المحور بالمتن السردي القديم بأنواعه المتباينة: السير/ الأخبار/ النوادر/ المقامات/ الرحلات/ قصص الحيوان/ الحكايات/ الأمثال... وغيرها من أشكال التعبير السردي القديم بغاية إعادة قراءتها من منظور جديد نقدا ومنهجا؛
 عين على النظرية السردية: محور يقف على بعض المفاهيم والتصورات النظرية التي يحفل بها النقد السردي وعلم السرد، والتي من شأنها أن تعمق التخصص الذي نطمح إليه، عبر ضبط المفاهيم والمصطلحات التي يقوم عليها ويشتغل بها هذا التخصص؛
 عين على المكتبة السردية: محطة نخصصها لقراءة منجز نقدي عربي أو غربي، بهدف خلق حوار فكري بين النقاد وجمهور القراء، ويتعرفوا بذلك على مستجدات الساحة النقدية والفكرية عبر متابعة الإصدارات التي تهم المكتبة السردية، ويسهم في هذه المحطة طلبة الماستر والدكتوراه بتقديم قراءة في كتاب.

4. الانفتاح: وحتى لا تظل المجلة منحصرة في محاور ثابتة وقارة، اختارت لنفسها سبيلين آخرين تطل بهما على القارئ في سياق تجديد المعرفة السردية، والإحاطة بمتغيراتها ومستجداتها. يتعلق السبيل الأول بخلق ملف في كل عدد تقبل على إصداره، وإراف العدد بكتيب للجيب في سبيل الرقي بأمة "اقرأ".


عيون السرد، مجلةمحكمة، التخصص.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع