مدونة ا.م.د. رجاء خليل الجبوري


عيد أكيتو.... عيد بلاد الرافدين

ا.م.د .رجاء خليل الجبوري | Assist Prof Dr Rajaa .K. Aljubore


20/03/2022 القراءات: 2209  




لكل أمة من الأمم عادات وتقاليد وأعياد ،يصادف اليوم عيد رأس السنة البابلية (عيد اكيتو) الذي يعتبر اهم الاعياد في العراق القديم
تسمية اكيتو عيد رأس السنة تعود للترجمة التي تشير الى وليمة رأس السنة وهو الشكل الذي آلت له احتفالات العيد خلال الألف الأولى في مدينة بابل

ومن أبرز هذه الأعياد كان عيد رأس السنة الجديدة أو ما يعرف بعيد ( اكيتو Akitu ) الذي يعتبر واحدا من اقدم الاعياد المسجلة في الشرق الادنى حيث أستمر طقوسه لعدة آلاف من السنين

الاحتفال بعيد راس السنة الجديدة كانت معروفة في المدن العراقية القديمة في حدود منتصف الألف الثالث ق.م في مدينة اور واصبحت شائعة في كل بلاد بابل واشور في نهاية العصر البابلي القديم ( 2000 – 1500 ق.م ) واستمرت على نحو متواصل حتى القرن الثاني ق.م. تعتبر الاحتفالات بالسنة الجديدة ( الأكيتو ) واحدة من اكثر الاعياد والمهرجانات الدينية الاجتماعية الشعبية قدما وعالمية والتي كان يشارك فيها الالهة والملك وجماهير المدينة

بدأ عيد أكيتو كعيد للحصاد الزراعي الذي كان يحصل مرتين في السنة ، واحد في شهر ( نيسانو Nisannu / يقع بين آذار ونيسان ) لحصاد الغلة والاخر في شهر ( تشريتو Tisritu / يقع بين ايلول وتشرين الأول ) لحصاد الحنطة

وقد تطور العيد من احتفال زراعي نصف سنوي الى عيد وطني سنوي للسنة الجديدة الربيع ) حيث كان الناس يشاركون الأرض في افراحها وكان يحتفل به في العاصمة بمشاركة الملك والكهنة . وقد احرز عيد اكيتو شهرة سياسية خاصة في العصر الاشوري الحديث والبابلي الحديث واصبح وسيلة دعائية استخدم لتعزيز فكرة الدولة في الالف الاول ق.م في بابل . وكانت الاحتفالات بعيد اكيتو تستمر 12 يوما( وتختلف المدة من مدينة الى اخرى ) عندما وصل العيد مرحلته الاكثر تطورا ، وقد تضمنت هذه الاحتفالات اقامة الصلوات والطقوس وتقديم الاضاحي والمواكب الخاصة بالملك والالهة معا وتلاوة قصة الخليقة البابلية ( اينما - ایلیش Enuma - elis ) وانبثاق التنبؤات والوحي للسنة القادمة واعادة تشريع العبادة الاساسية والزواج المقدس . ان عيد اكيتو لم يكن يمثل احتفالا دينيا فقط .

كان له اهميته السياسية والاجتماعية في المجتع
البابلي - الاشوري حيث كانت الطقوس تتضمن تجديد حكم الملك والكاهن الاكبر وابداء خضوعهما للاله الذي ينعم بالقرابين والناس بالمأدب كما تتضمن الطقوس تخصيص يومان لتقرير المصائر والشرعية لملوك بلاد الرافدين

وكان العيد يعتبر عنصرا مكملا للسياسة الملكية للناس في المجتمع العراقي القديم والاغراب على حد سواء حيث ان الاحتفالات بعيد اكيتو كانت توظف التدابير السياسية من قبل العاهل او الكاهن الاكبر ليؤكد على سلطة الملك والاله الوطني والعاصمة البابلية .


أكيتو ، العراق القديم ،حضارة وادي الرافدين


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع