مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


لعن الله من عمل عمل قوم لوط(2)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


09/12/2022 القراءات: 386  


والمفسدة التي في اللواط تقاوم ذلك كله وتربي عليه بما لا يمكن حصر فساده ولا يعلم تفصيله إلا الله عز وجل ثم أكد سبحانه قبح ذلك بأن اللواطية عكسوا فطرة الله التي فطر الله عليها الرجال وقلبوا الطبيعة التي ركبها الله في الذكور وهي شهوة النساء دون الذكور فقلبوا الأمر وعكسوا الفطرة والطبيعة فأتوا الرجال شهوة من دون النساء .
ولهذا قلب الله سبحانه عليهم ديارهم فجعل عإليها سافلها ، وكذلك قلبوا هم ونكسوا في العذاب على رؤوسهم ثم أكد سبحانه قبح ذلك بأن حكم عليهم بالإسراف وهو مجاوزة الحد فقال : ﴿ بل أنتم قوم مسرفون ﴾ فتأمل هل جاء مثل ذلك أو قريب منه في الزنا ؟ .
وأكد سبحانه عليهم بقوله : ﴿ ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث ﴾ ثم أكد سبحانه عليهم الذم بوصفين في غاية القبح فقال : ﴿ إنهم كانوا قوم سوء فاسقين ﴾ وسماهم مفسدين في قول نبيهم : ﴿ قال رب انصرني على القوم المفسدين ﴾ وسماهم ظالمين في قول الملائكة لإبراهيم عليه السلام : ﴿ أنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين ﴾ فتأمل من عوقب بمثل هذه العقوبات ومن ذمه الله بمثل هذه المذمات ولما جادل فيهم خليله إبراهيم الملائكة وقد أخبروه بإهلاكهم قيل له : ﴿ يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ﴾ .


فذنب اللواط من أعظم الذنوب يغضب رب العباد إنها لفاحشة يضيق بها الفضا وتعج لها السماء ويحل بها البلاء فكشف حال ، وسوء مآل ، وداء عضال ، وقبح أفعال وعيب دونه سائر العيوب ، عيب تموت به الفضيلة وتحيا به الرذيلة وتتفتت على أهلها الأكباد ، وتذوب من أجلها حياة القلوب ، فعمل مسبوب ، ووضع مقلوب ، وفاعل ملعون ، ومفعول به عليه مغضوب ، وخلق فاسد ، وشرف مسلوب ، وعرض ممزق ، وكرامة معدومة ، وزهري ، وجرب ذو ألوان ، وقذر وأنتان ، ووساخة دونها كل وساخة ، اللهم إن في هذه

الفعلة الشنيعة من الخزي والعار ما لا تطيقه الطباع السليمة ، كانت أمة قديم عصرها ، باق ذكرها ، كثير شرها تسكن بين الحجاز والشام ، ترتكب هذه الفاحشة الشنيعة والجريمة الفظيعة علنا في نواديهم ويذرون ما خلق الله من أزواج ، ولا يبالون بمن يعتب عليهم ويشنع عليهم ولا يخافون لومة اللوام ، فبعث الله إليهم لوطا عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام فدعاهم إلى التوحيد ، وترك عبادة الأصنام وحذرهم من فعل فاحشة اللواط وبالغ في إنذارهم وتحذيرهم ، وكان الجزاء والجواب منهم على هذه النصيحة أن قالوا : ﴿ أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ﴾ ومقصود هؤلاء الأشقياء بهذا الوصف السخرية والتهكم بلوط ومن معه ، وهذا كما يقوله الفساق والمرجة المعاصرون لبعض الصلحاء إذا أنكروا عليهم ووعظوهم ، أخرجوا عنا هذا المتدين ، أو هذا المتزهد ، وهذا برهان واضح على أن قلوبهم ممتلئة من الحقد والحسد والغيظ على المؤمنين فليموتوا بغيظهم . قال الله تبارك وتعالى : ﴿ وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ﴾ .

فقلبت مدينتهم أي قوم لوط واتبعوا بحجارة من سجيل مسومة عند الله للمسرفين أيها المسلم أتدري لماذا ذكر الله أخبارهم في كتابه العظيم وعلى لسان نبيه الكريم إنه والله أعلم لنعتبر بما أصابهم ، ونحذر كل الحذر ما كانوا عليه من سوء الحال ، وقبح الفعال ، قال الله تعالى : ﴿ وما هي من الظالمين ببعيد ﴾ سبحان الله كيف يقع ذكر على ذكر وهو يعلم أن الله جل وعلا يراه وقد نهاه ويعلم ما في ذلك من مخالفة العقل والدين ، وما فيه من مرض خطير ، وشر مستطير ، وخزي وعار ، هذا بالحقيقة فعل تترفع عنه طباع الكلاب . والبغال والحمير ، بل والقردة والخنازير ، وما ظهر اللواط في أمة إلا أذلت وأخزيت ، وسلب عزها ، وإذا أرادها الله عز وجل إهلاك قرية فسق فيها المترفون فاستحقت الخراب والدمار ، قال الله تعالى : ﴿ وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ﴾ فانتبهوا أيها الإخوان وتناصحوا واحفظوا أولادكم واعلموا أنكم مسئولون عنهم وعن همالكم لهم احرصوا عليهم فوق حرصكم على أموالكم لعلكم تنجوا من التبعات وتسلموا من العقوبات جعلنا الله وإياكم ممن إذا خوف بالله ندم وخاف

ورزقنا وإياكم من الإنابة والإنصاف ما يلحقنا بصالح الأسلاف وغفر لنا ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين إنه جواد كريم وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين .
وتأمل خبث اللواطية وفرط تمردهم على الله حيث جاءوا نبيهم لوطا لما سمعوا بأنه قد طرقه أضياف هم من حسن البشر صوروا فأقبل اللواطية إليه يهرعون ، فلم رآهم قال لهم : ﴿ يا قوم هـؤلاء بناتي هن أطهر لكم ﴾ ففدى أضيافه ببناته يزوجهم بهن خوفا على نفسه وعلى أضيافه من العار الشديد .
فقال : ﴿ يا قوم هـؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد ﴾ فردوا عليه ولكن رد جبار عنيد ﴿ قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد ﴾ فنفث نبي الله نفثة مصدور خرجت من قلب مكروب ، فقال : ﴿ لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ﴾ .
فكشف له رسل الله عن حقيقة الحال وأعلموه أنهم ممن ليس يوصل إليهم ولا إليه بسببهم فلا تخف منهم ولا تعبأ بهم وهون عليك ، فقالوا : ﴿ يا لوط أنا رسل ربك لن يصلوا إليك ﴾ وبشروه بما جاءوا به من الوعد له ، ومن الوعد المصيب لقومه فقالوا : ﴿ فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح ﴾ فاستبطأ نبي الله عليه السلام موعد هلاكهم ، وقال : أريد أعجل من هذا فقالت الملائكة : ﴿ أليس الصبح بقريب ﴾ .
يتبع إن شاء الله


لعن الله من عمل عمل قوم لوط(2)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع