مدونة عبير علي الدسوقي ابراهيم سالم


رؤية مستقبلية للتصميم التطبيقي ودوره في تحسين جودة الحياة - الجزء الثاني (مفهوم جودة الحياة)

د . عبير علي الدسوقي إبراهيم سالم | Dr. Abir Salem


03/08/2021 القراءات: 2555  


مفهوم جودة الحياة:
استكمالاً للجزء الأول من هذه المقالة وفي محاولة لتوضيح الدور المستقبلي للتصميم التطبيقي في تحسين جودة الحياة، نجد ضرورة إلقاء الضوء أولاً علي مفهوم جودة الحياة بشكل عام، حيث يعتبر رغم حداثته هو التطور الطبيعي لمجال التنمية البشرية والذي يسعي لتنمية العنصر البشري علي كافة المستويات النفسية والاجتماعية والصحية والتعليمية إلي غيرها من المجالات الآخري، إضافة إلي تسخير الموارد والأنشطة الاقتصادية التي تولد الثروة لتنمية القدرات البشرية.
فجودة الحياة هي النتاج الطبيعي لجهود التنمية البشرية المجتمعية والفردية.

وتتضمن جودة الحياة مستويين:
المستوي الأول: جودة الحياة علي المستوي المجتمعي والذي يركز علي زيادة الإنتاج والرخاء الاقتصادي والتقدم العلمي والتكنولوجي، والمرتبط أيضاً بمفهوم الكم Quantityالذي تسعي إليه جميع المجتمعات باعتباره وسيلة لتحسين ظروف الحياة وتحقيق الرفاهية،
والمستوي الثاني: جودة الحياة علي المستوي الإنساني "الذاتي للأفراد" وهو مدي فسيح من التصورات Concepts جزء منها موضوعي والآخر ذاتي. وهذه التصورات تؤثر في الرضا عن الحياة بشكل عام. وبالتالي تكون جودة الحياة علي المستوي المجتمعي هي نتاج وانعكاس طبيعي لجودة الحياة علي المستوي الإنساني للأفراد.
وترتبط جودة الحياة بشكل عام بثقافة وبيئة المجتمع والفرد، وبالتالي فهي تختلف من فرد لآخر ومن مجتمع لمجتمع، ومن ثقافة لآخري.
وقد ركزت الدراسات التي تناولت مفهوم جودة الحياة علي المستوي الإنساني للأفراد. من هذا المنظور نجد أن جودة الحياة هي حالة ذاتية ترتبط بإدراك الفرد لذاته ولحياته، وترتبط بطموحاته وتوقعاته ومجموعة القيم الخاصة به وثقافته، وتشمل مجموعة من المتغيرات الذاتية والموضوعية.
فهي انعكاس لإحساس الفرد بالرفاهية والسعادة والرضا عن الحياة وكيفية استمتاعه بمجالات الحياة المختلفة. كما أنها أيضاً انعكاس لمجموعة من المتغيرات الحياتية المختلفة التي تعمل معاً علي إشباع الحاجات الأساسية والمعنوية للأفراد. فهي نتاج لإشباع تلك الحاجات. ويمكن قياسها بجموعة من المؤشرات التي تقيس حجم ونوعية القيم المتدفقة وقدر الإشباع المتحقق، كما يمكن تقيمها وقياسها علي مستويين: المستوي الذاتي، والموضوعي للأفراد.
تتضمن أيضاً جودة الحياة علي المستوي الإنساني مدخل سيكولوجي يرتبط بإشباع وتلبية احتياجات الأفراد، مساعدة الأفراد في السيطرة علي السلوك باعتباره مطلباً أساسياً ضمن متطلبات تحقيق جودة الحياة حيث تتحقق للشخص جودة الحياة عندما يمارس سيطرة أفضل علي سلوكه، ومساعدة الأفراد أصحاب المعاناة والتي أساسها (عدم السيطرة) علي تجاوزها والتغلب عليها علي أي مستوي من المستويات. حيث نجد أنه طالما وجدت المعاناة انتفت معها جودة الحياة.
تشكل المفاهيم والأبعاد السابقة أساساً يمكن الاعتماد عليه في تحديد الدور المستقبلي للتصميم التطبيقي في تحسين جودة الحياة، والتي سيتم الحديث عنها تفصيلاً في الأجزاء القادمة لهذه المقالة بإذن الله.


التصميم design ، جودة الحياة Quality of Life ، التصميم التطبيقي Applied Design


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع

مواضيع لنفس المؤلف


مواضيع ذات صلة