مدونة وسام نعمت ابراهيم السعدي


دور المنظمة العالمية للارصاد الجوية في الحد من الأخطار الطبيعية ومخاطر الكوارث:

د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi


24/05/2022 القراءات: 1017  


الأخطار الطبيعية هي ظواهر الطقس والمناخ الشديدة والمتطرفة. ومع أنها تحدث في جميع أنحاء العالم، فإن بعض المناطق أكثر تعرّضاً لأخطار معينة مقارنة بغيرها من المناطق. وتصبح الأخطار الطبيعية كوارث عندما تدمّر حياة الناس وسُبل عيشهم. وتمثل الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن هذه الخسائر عقبة رئيسية في طريق التنمية المستدامة. وبإصدار تنبؤات وإنذارات دقيقة في شكل يسهل فهمه، وبتوعية الناس بكيفية التأهب لهذه الأخطار، قبل أن تصبح كوارث، يمكن حماية الأرواح والممتلكات.
وينصب التركيز على الحد من مخاطر الكوارث: فمن الممكن أن يحول استثمار دولار واحد في التأهب للكوارث دون حدوث ما قيمته سبع دولارات من الخسائر الاقتصادية المتعلقة بالكوارث. وهو ما يمثل عائداً كبيراً للاستثمار. وقد تعهّد أعضاء المنظمة (WMO)، بوصفهم موقّعين على إطار سنداي للحد من الكوارث للفترة 2030-2015، بمنع مخاطر الكوارث الجديدة والحد من مخاطر الكوارث القائمة عن طريق تنفيذ طائفة متنوعة من التدابير المتكاملة والشاملة للاستجابة والتعافي ومن ثم تعزيز القدرة على الصمود. ولدعم تقييم التقدم العالمي في تحقيق نواتج وأهداف إطار سنداي، اتُفق على سبعة أهداف عالمية، معظمها لها تداعيات مباشرة بالنسبة للمنظمة (WMO) وأعضائها. ( )
وأنشطة المنظمة (WMO) في مجال الحد من المخاطر مدمجة ومنسقة مع منظمات أخرى دولية وإقليمية ووطنية. وتنسق المنظمة (WMO) جهود المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا للتخفيف من الخسائر البشرية والخسائر في الممتلكات عن طريق تحسين خدمات التنبؤ والإنذار المبكر، وكذلك تقييم المخاطر وزيادة الوعي العام.
وتحدث الأخطار الطبيعية على نطاقات زمنية ومناطقية مختلفة ويكون كل منها فريداً بشكل ما. فالأعاصير الدوامية والفيضانات الخاطفة هي ظواهر عنيفة تدوم مدة قصيرة وتؤثر على منطقة صغيرة نسبياً. وثمة ظواهر أخرى، من قبيل حالات الجفاف، تتطور ببطء، ولكنها يمكن أن تؤثر على قارة وبلدان بأكملها لمدة أشهر أو حتى سنوات. ومن الممكن أن تنطوي ظاهرة جوية متطرفة على أخطار متعددة في نفس الوقت أو في تعاقب سريع. وإضافة إلى الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة، يمكن أن ينتج عن عاصفة مدارية فيضان وانهيارات وحلية. وعلى الارتفاعات المعتدلة، قد تكون العواصف الرعدية مصحوبة بمزيج من أحجار البَرَد الكبيرة والضارة، والأعاصير الدوامية، والرياح الشديدة، أو الأمطار الغزيرة التي تنتج عنها فيضانات خاطفة. ومن الممكن أيضاً أن تسهم العواصف الشتوية المصحوبة برياح شديدة وسقوط ثلوج بغزارة أو أمطار متجمدة في حدوث انهيارات جليدية على بعض المنحدرات الجبلية وفي حدوث سيح أو فيضان شديد لاحقاً في موسم الذوبان. وتتولى بعض المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا والمراكز المتخصصة المسؤولية عن بحث الأخطار الجيوفيزيائية بما في ذلك الانفجارات البركانية (الرماد المحول جواً) والأمواج السنامية والمواد الخطرة المحمولة جواً (النيوكليدات الراديوية، والمواد البيولوجية والكيميائية) والتلوث الحضري الشديد.
وابرز الأخطار الطبيعية التي تتصدى لها المنظمة في عملها تتمثل بما يأتي( ):
الجفاف: إن السبب الرئيسي لأي حالة جفاف هو سقوط الأمطار بمعدل أقل من المتوسط. ويختلف الجفاف عن الأخطار الأخرى من حيث أنه يتطور ببطء، على مدى سنوات في بعض الأحيان، وثمة عدد من العوامل التي قد تخفي بدايته. وقد يكون الجفاف مدمراً: فإمدادات المياه تقل، ولا تنمو المحاصيل، وتنفق الحيوانات، ويسود سوء التغذية واعتلال الصحة على نطاق واسع.
الأعاصير المدارية: تقدم المنظمة (WMO) المساعدة للأعضاء في إنشاء نظم وطنية منسقة إقليمياً للإنذار المبكر بالأخطار المتعددة تكفل، بالاقتران مع وكالات الحماية المدنية الوطنية، التقليل إلى أدنى حد من الخسائر في الأرواح والأضرار التي تتسبب فيها الأعاصير المدارية. والأعاصير المدارية هي مناطق ضغط جوي منخفض جداً فوق المياه المدارية ودون المدارية تتطور إلى كتلة دائرية ضخمة من الرياح والعواصف الرعدية يمكن أن تغطي مساحة تصل إلى مئات من الكيلومترات. وغالباً ما ترتبط بهطول أمطار مفرطة الغزارة قد ينتج عنها فيضان واسع النطاق. وترتبط الأعاصير المدارية أيضاً برياح ضارة أو مدمرة، وقد تتجاوز سرعات الرياح السطحية 300 كيلومتر في الساعة في النظم الأكثر شدة. ومزيج الأمواج المدفوعة بالرياح والضغط المنخفض الذي يتسم به الإعصار المداري يمكن أن ينتج عنه عرام عواصف ساحلي، وهو حجم ضخم من المياه المدفوعة إلى الشاطئ بسرعة عالية وبقوة هائلة التي يمكن أن تكتسح الهياكل المبنية في طريقها وتتسبب في إلحاق دمار كبير للبيئة الساحلية. ويتكون كل عام نحو 80 إعصاراً مدارياً. وتعتمد أسماء هذه الأعاصير على المكان الذي تتكون منه: فهي تسمى أعاصير التيفون في شمال غرب المحيط الهادئ وجنوب بحر الصين؛ وتسمى أعاصير الهاريكين في المحيط الأطلسي ومنطقة الكاريبي وخليج المكسيك وفي شمال شرق ووسط المحيط الهادئ؛ وتسمى الأعاصير المدارية في المحيط الهندي ومنطقة جنوب المحيط الهادئ. ويقدم برنامج الأعاصير المدارية التابع للمنظمة (WMO) معلومات عن هذه الأخطار، ويقدم مركز معلومات الطقس القاسي التابع للمنظمة (WMO) تقارير في الوقت الحقيقي عن الأعاصير المدارية.
تلوث الهواء: تشمل الملوثات الجسيمات والغازات الضارة المنبعثة من الصناعة والمركبات والأنشطة البشرية. وينتج دخان وضباب خفيف من حرائق الغابات أو الأراضي المعشوشبة أو من قطع وحرق الغابات أو إزالة المحاصيل أو الرماد المنبعث من الانفجارات البركانية في ظل استقرار أحوال الهواء. وللدخان والضباب الخفيف والتلوث تداعيات خطيرة على صحة الإنسان، وقد يتعين على السكان المحليين أن يرتدوا أقنعة واقية من الغازات. وهي عوامل تقلل من الرؤية والهواء وقد تتعطل حركة المرور. وينجم عن تلوث الهواء أيضاً الضباب الدخاني، والأمطار الحمضية، وثقب الأوزون، وحدوث زيادة مناوئة في غازات الاحتباس الحراري.


الكوارث - الارصاد الجوية - الوكالات المتخصصة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع