مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻الجهر بالدعوة (1)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


05/02/2023 القراءات: 458  


أستمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يدعوا إلىٰ اللهِ تَعَالَى ليلًا ونهارًا سرًا وجهرًا، ﻻ يصرفه عن ذلك شئ وﻻ برده عن ذلك راد، يتبع الناس في أنديتهم ومجامعهم يدعوهم إلىٰ اللَّه جميعًا.

وجهر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بالدعوة إلىٰ اﻹسلام في جموع المشركين وتلا عليهم القرآن وبدء يعبد اللَّه تعالىٰ أمام أعينهم، فكان يصلي بـفناء الكعبة أمامهم، ودخل الناس في دين اللَّه واحدًا بعد واحد، وبدأت أعداد المسلمين تزيد، وساء قريش ما كانت ترىٰ

وبدأت قريش في إستعمال أسالبب شتى للقضاء على الدعوة ،وتنوعت هذه اﻷساليب مابين السخرية واﻹستهزاء والتكذيب ،فرموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتهم وأوصاف مشابهة لما رمت به الأمم السابقة رسلهم ،فكلهم أجتمعوا على وصف أنبياءهم بالجنون والسحر والكذب

كما أنهم حاولوا إثارة الشبهات حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فتارة يقولون أضغاث أحﻻم ، وتارة يقولون أنه إفتراه من عند نفسه ،وتارة يقولون أساطير اﻷولين، وكان القرآن يتنزل بالرد عليهم فى كل شبهة يحاولون إثارتها ضد النبي صلى الله عليه وسلم

كما أنهم كانوا يصدون الناس عن سماع القرآن ودعوة الحق ، بكل طريق ممكن فكانوا يرفعون أصواتهم ويتغنون إذا رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي أو يتلو القرآن

وكان النضر بن الحارث ،وهو أحد شياطين قريش قد قدم الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس وقصصهم، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعوا الناس إلى الله ويتلوا القرآن ،جلس بعده في نفس المجلس ويقول : أنا والله يامعشر قريش أحسن حديثا منه ،ثم يحدثهم عن ملوك فارس ، وذلك ليصدهم عن إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ،وفيه نزل قوله تعالى‏:
‏ ‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ الله ‏}‏ ‏[‏لقمان‏:‏ 6‏]‌‏.‏

وكانت قريش لاتستطيع إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم أو الوصول إليه لأن عمه أبو طالب كان يمنعه ، فعلى خلاف عمه أبو لهب الذي أذاه وكذبه ، كان عمه أبو طالب يحبه حبا جما ، ويحنو عليه ويدافع عنه ويحامي ويخالف قومه فى ذلك ، مع أنه على دينهم وعلى ملتهم ، ولما اشتد الأمر على قريش وبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يعيب آلهتهم ويبن لهم جهلهم و ضلالهم ، لجأوا إلى أبى طالب ليكفه عنهم

فعن عقيل بن أبى طالب قال :( جاءت قريش إلى أبي طالب ، فقالوا : إن ابن أخيك هذا قد آذانا فى نادينا ومسجدنا فانهه عنا
فقال :ياعقيل انطلق فأتنى بمحمد (صلى الله عليه وسلم)
فاستخرجته من خنس (بيت صغير ) فجاء به فى الظهيرة في شدة الحر
فلما أتاهم ، قال أبو طالب : إن بنى عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم فانته عن أذاهم
فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء فقال :
"ترون هذه الشمس " قالوا : نعم
قال :"والله ما أنا بأقدر أن أدع مابعثت به من أن يشعل أحد من هذه الشمس شعلة من نار"
فقال أبو طالب : والله ما كذب ابن أخي قط ، فارجعوا راشدين )
رواه البخاري فى التاريخ

وفي ذلك دلالة على أن الله تعالى عصمه بعمه ، مع خلافه إياه في دينه ، وذلك من حكمة الله تعالى ومما صنعه لرسوله صلى الله عليه وسلم من الحماية ، إذ لو كان أسلم أبو طالب لما كان له عند مشركي قريش وجاهة ولا كلمة ولا كانوا يهابونه ويحترمونه ولإجترؤوا عليه


سلسلة السيرة النبوية 🔻الجهر بالدعوة (1)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع