ضرورة ألأخذ بالحِكمة، وحال حُكّامنا اليوم !
زين محمد العيدروس | zainalaidaros
18/11/2021 القراءات: 922
( ضرورة ألأخذ بالحِكمة، وحال حُكّامنا اليوم ! ) إن في الاتصاف بالحِكمة إصلاحاً للمُجتمعات، وحَلّاً لكثير من الأزمات والمُشكلات؛ لذا كان التصرّفُ الحكيم ضرورياً بين الأفراد والجماعات، فالعاقل هو مَنْ يسير في مُجتمعه بحكْمةٍ ودقّةٍ، في القول والعمل، والأخذ والترك، والأمر والنهي، إنّه كذلك في كل المواقع، يعمل بالحكمة في مختلف المواضع، ومهما تنوّعت الدوافع، فالطبيب حكيم في طبّه يمتهنه بإخلاص وجدارة، والصانع حكيم في صَنْعته، وقد ذكر لنا القرآن الكريم مواقف تجلّت فيها حكمةُ المؤمنين في مجتمعاتهم وظهرت ثمار جهدهم وإخلاصهم؛ للاستفادة من دُروسهم وحِكمهم وخبرتهم خصوصاً حكامنا، فهذا نبي الله يوسف - عليه السلام - يُدرك خطراً يكاد يعصف بمصره، فأعمل عقله وفكره فأرشد إلى حُسن التدبير وترشيد الإنفاق، قال الله تعالى عنه: ( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ). إن حكامنا اليوم - إلا من رحم ربي - ليست لديهم حكمة في تدبير شؤون البلاد، همّهم الأعلى بُطونهم وجُيوبهم، فكم استنزفوا أموالاً ! وكم بذّروا كُنوزاً ! عاثوا بثروات البلاد حتى طمِع فينا غيرُنا لإذلالنا ونهبنا !! ومن أحكام الشريعة الغرّاء الحَجْر على المبذّرين على أموالهم، وقد سمّاهم الله تعالى السُّفَهاء ، فكيف إذا كانت الأموال ليست أموالهم ؟ والله تعالى يقول : (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا ). فهل عند حكامنا ـ اليوم ـ ذرّة واحدة من حُبٍّ لوطنهم ؟ أو نخوةٍ لشهامتهم؟ الجواب ـ بحرف واحد ـ لا - إلا من رحم ربي - . فلو كان لديهم ذلك لما وصلَ حالنا وحال كثير من بلاد الإسلام لهذا الحال السيئ المرير. اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين، واحفظنا وأولادنا وأهلنا وأوطاننا، برحمتك يا أرحم الراحمين . بقلم ـ زين العيدروس
الحكمة، الحكام، المصلحة، الشريعة