مدونة عبدالحكيم الأنيس


مَنْ هؤلاء؟ (أعلام لم يُعرفوا). (2)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


06/06/2022 القراءات: 839  


مَن المروزي شارح "المُفصل"؟
قال القفطي في ترجمة الإمام ابن يعيش الحلبي في كتابه "إنباه الرواة على أنباه النحاة" (4/ 49) وهو يتكلم على شروح المفصل للزمخشري: "وأما ما صنّفه الأديب المروزي خازن كتب المهتر ‌الفقاعي السّجزي، فإنه وقف مع الألفاظ النّحوية، والمعانى العربية، ولم يتعرّض لشرح العبارة الزمخشرية، وأعانته الخزانة التي يتولّاها فوسّع القول في الأسماء والعوامل، ونقل عن الكتب الكبار نقل المسطرة ولم يأت مِن عنده بطائل".
وعلق المحققُ محمد أبو الفضل إبراهيم عند قوله: "الفقاعي" بقوله: "كذا في الأصلين، ولم أجده ممن شرح "المفصل" في كشف الظنون".
قلتُ: المقصود بالأديب المروزي: محمد بن سعد الديباجي، وقد مرت ترجمته في "إنباه الرواة" نفسه (3/139-140)، وفيها ذكرُ شرحه للمفصل، فمن المستغرب قولُ المحقق: "لم أجده ممن شرح المفصل في كشف الظنون"!. قال القفطي في ذلك الموضع (3/139-140): "محمد بن سعد بن محمد بن محمد ‌الديباجي أبو الفتح. من أهل مرو. نحوىّ كاتب، له معرفة جيدة بالنحو، وله فيه تصنيف.
وشرح المفصّل في النحو تصنيف محمود بن عمر الزمخشري، وسماه: المحصّل في شرح المفصل، وغير ذلك.
وهو مشهور عند أهل بلده بالفضل والمعرفة. وأقرأ الأدب ببلده، وحدّث هناك، وأفاد الأدباء. وقال لي ياقوت مولى عسكر الحموي: لما دخلتُ مرو، حضرتُ الجامع فرأيتُ به خزانة كتب، وقفًا يُعرف بوقف الفقّاعي، وفيها كتبٌ جميلةٌ، خازنها ختن هذا الرجل ، فذاكرتُه بتصنيفه فقال: قد كان صنّفَ شرحًا للمفصل، فطلبتُه منه فقال لي: لم يأت فيه بغريب، ولم يتكلم على عبارة المصنِّف، وإنما أتى بنفس النحو. قال: فسألتُه أن يريني منه، فأراني كراسة بخط المصنّف مِن مسوّداته. وأحضرَها [ياقوت] إلى حلب في صحبته فرأيتُها، فكان الأمر كما قال.
مولده في محرم سنة سبع عشرة وخمس مئة في ثالثه. وتوفي بمرو في يوم الأحد ثامن عشر صفر سنة تسع وست مئة، وعمره اثنتان وتسعون سنة وشهر ونصف شهر".
***
مَنْ ابن النعمان؟
جاء في "الأزهية في أحكام الأدعية" للزركشي (ت: 794)، تحقيق: أم عبدالله بنت محروس العسلي، إشراف: محمود الحداد، دار الفرقان، ط1 (1408-1988). جاء فيه (ص: 174): "صنف الشيخ أبو عبدالله بنُ النعمان كتابًا سمّاه: "مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام" وتلقاه الناسُ بالقبول...".
وقالت المحققةُ: "لم أقفْ على ابن النعمان هذا، وأظنه من مصنفي الروافض".
قلتُ: هو عالم معروف، ترجم له الزركلي في "الأعلام" فقال (7/ 118): "‌‌ابن النُّعْمان (000 - 683 هـ = 000 - 1284 م) محمد بن موسى، أبو عبدالله، شمس الدين ابن النعمان: ‌صوفي ‌باحث، من المالكية، مراكشي الأصل، تلمساني، ثم من أهل فاس، وقيل في نسبه: المزالي الإشبيلي الهنتاتي. له كتبٌ، منها (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام - خ) في شستربتي (3677) و(إعلام الأجناد والعباد أهل الاجتهاد بفضل الرباط والجهاد".
***
مَنْ ابن دهاق؟
جاء في "النصيحة الكافية لمن خصَّه الله بالعافية" للشيخ زروق (ت: 899)، تحقيق: د. قيس آل الشيخ مبارك، مكتبة الإمام الشافعي، ط1(1414-1993)، (ص: 67): «ومن ذلك قولُ بعضهم لمن يسأله عن حاله:
أقولُ ‌بخيرٍ ولكنه … كلامٌ يدور على الألسنِ
وهذا أيضًا جمعَ إساءة الأدب مع الله بعدم الرضا بما آتاه، والتعرض للشكوى بما يرد عليه منه. وتتبعُ ذلك يطول، وقد شفا فيه الغليلَ ابنُ خليل السكوني، وأبو إسحاق بن دهاق في جزئيهما في لحن العامة، فمَن أراد ذلك ليطالع كلامها».
وقال المحققُ عن ابن دهاق: "لم أقفْ له على ترجمة".
قلتُ: ترجم له ابنُ الأبار في "التكملة لكتاب الصلة" (1/ 140) فقال: "إبراهيم بن يوسف بن محمد بن ‌دهاق الأوسي، من أهل مالقة، وسكن مرسية، يكنى أبا إسحاق، ويعرف بابن المرأة، روى عن أبي الحسن بن حنين، وأبي الحسن علي بن إسماعيل بن حرزهم، حدث بالموطأ عنهما، وكان فقيهًا، حافظًا للرأي، مشاورًا، يشارك في الأدب، وغلب عليه علمُ الكلام فرأس فيه واشتهر به، وله تواليف منها: شرح الإرشاد لأبي المعالي، وكتاب في مسائل الإجماع، وتجول أحيانًا، ودرَّس في غير ما بلد، وكانت العامة حزبه، ولم يزل بمرسية يناظر عليه ويتحلق إليه إلى أن توفي بها في صدر سنة إحدى عشرة وست مئة".
وترجم له باختصار الصفدي في "الوافي" (6/110)، وله ذكرٌ في عدد من المصادر التاريخية.
ثم وقفتُ على طبعة أخرى من "النصيحة" (دار الفتح، عمان، ط1، 1434-2013) فوجدتُّ المحققَ قد ترجم لابن دهاق.
***
مَنْ صاحب الأزدي؟
جاء في "التعريف بآداب التأليف" للسيوطي، تحقيق: مرزوق علي إبراهيم، (ص: 28): "وقال صاحبُ الأزدي: لا ينبغي: ...". وقال المحققُ: "لم أعثرْ عليه".
وقد ساق هذا الكتابَ (التعريف) يوسفُ النبهاني في كتابه "أسباب التأليف من العاجز الضعيف" المطبوع في آخر "جامع كرامات الأولياء" (2/342) تصوير دار صادر ببيروت، وجاء الاسمُ فيه كذلك.
والصواب: "قال صاحبُ الأحوذي"، أي أبو بكر بن العربي في "شرح الترمذي". والكلام المنقول موجودٌ في مقدمة هذا الشرح.
***
مَنْ ابن خسرو البلخي؟
جاء في "الفانيد في حلاوة الأسانيد" للسيوطي في سند حديثٍ يرويه أبو حنيفة عن مالك (ص: 51): "عن أبي عبدالله البلخي".
وقال محققه رمزي دمشقية: "لم تتبينْ لي ترجمته".
قلتُ: هو "المحدث، العالم، مفيد أهل بغداد، أبو عبد الله الحسين بن محمد ‌بن ‌خسرو البلخي، ثم البغدادي، الحنفي، جامع (مسند ‌أبي ‌حنيفة)". وترجمته في "سير أعلام النبلاء" (19/ 592)، توفي سنة (526).
***


تراجم. الأعلام. المكتبة الإسلامية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع