مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


لعن الله من عمل عمل قوم لوط(3)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


09/12/2022 القراءات: 555  


فوالله ما كان بين إهلاك أعداء الله ونجاة نبيه وأوليائه إلا ما بين السحر وطلوع الفجر وإذا بديارهم قد اقتلعت من أصولها ورفعت نحو السماء حتى سمعت الملائكة نباح الكلاب ونهيق الحمير ، فبرز المرسوم الذي لا يرد ، من عند الرب الجليل ، على يدي عبده ورسوله جبريل بأن يقلبها عليهم ، كما أخبر به في محكم التنزيل .
فقال عز وجل من قائل : ﴿ فلما جاء أمرنا جعلنا عإليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة ﴾ فجعلهم آية للعالمين وموعظة للمتقين ونكالا وسلفا لمن شاركها في أعمالهم من المجرمين وجعل ديارهم بطريق السالكين ﴿ إن في ذلك لآيات للمتوسمين ﴾ أخذوا على غرة وهم نائمون ، وجاءهم بأسه وهم في سكرتهم يعمهون فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون تقلبوا على تلك اللذات طويلا فأصبحوا بها يعذبون .
مآرب كانت في الحياة لأهلها مآرب كانت في الحياة لأهلها
ذهبت اللذات وأعقبت الحسرات وانقضت الشهوات وأورثت الحسرات تمتعوا قليلا وعذبوا طويلا رتعوا مرتعا وخيما فأعقبهم عذابا أليما أسكرتهم خمرة تلك الشهوات فما استفاقوا منها إلا وهو في منازل الهالكين فندموا والله أشد الندامة حين لا ينفع الندم وبكوا على ما أسلفوه بدل الدموع بالدم فلو رأيت الأعلى والأسفل من هذه الطائفة والنار تخرج من منافذ وجوههم وأبدانهم وهم بين أطباق الجحيم ، وهم يشربون بدل لذيذ الشراب كؤوس الحميم ، ويقال لهم وهم على وجوههم يسحبون ﴿ ذوقوا ما كنتم تكسبون ﴾ ، ﴿ اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون ﴾ ولقد قرب سبحانه

مسافة العذاب بين هذه الأمة وبين إخوانهم في العمل ، فقال مخوفا لهم ﴿ وما هي من الظالمين ببعيد ﴾ . انتهى . ومن الأسباب التي ربما تكون سببا إلى هذه المعصية النظر إلى الأمرد ، فعلى الإنسان أن يمنع نفسه من ذلك ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « زنا العين النظر ، وزنا اللسان النطق ، وزنا اليد لبطش ، وزنا الرجل الخطا ، وزنا الأذن الاستماع ، والنفس تمنى وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه » . ولأجل ذلك بالغ الصالحون في الأعراض عن المردان وعن النظر إليهم وعن مخاطبتهم وعن مجالستهم قال الحسن بن ذكوان : لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور العذارى فهم أشد فتنة من النساء . وقال بعض التابعين : ما أنا بأخوف على الشاب الناسك مع سبع ضار من الغلام الأمرد يقعد إليه وكان يقال : لا يبيتن رجل مع أمرد في مكان واحد وحرم قياسا على المرأة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما » . وفي المردان من يفوق النساء بحسنه فالفتنة به أعظم وانه يمكن في حقه من الشر ما لا يمكن في حق النساء ويسهل في حقه من طريق الريبة والشر ما لا يتسهل في حق المرأة ، فهو بالتحريم أولى ، وأقوال السلف في التنفير منهم والتحذير من رؤيتهم أكثر من أن تحصر .نسأل الله تعالى العفو والعافية في الدنيا والآخرة.


لعن الله من عمل عمل قوم لوط(3)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع