مدونة يوسف الحزيمري


حقيق أن تكتب بماء الذهب 3/2

يوسف الحزيمري | Youssef El hzimri


11/12/2021 القراءات: 1485  


حقيق أن تكتب بماء الذهب
3/2
وهكذا في باقي كتب السنة المشرفة، قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "وصحيح" ابن خزيمة الذي قرظه العلماء بقولهم: "صحيح ابن خزيمة يكتب بماء الذهب" فإنه أصح ما صنف في الصحيح المجرد بعد الشيخين: البخاري ومسلم"[13].
وفي المعجم لابن المقرئ:" سمعت موسى يقول: سمعت أحمد بن مهدي يقول: «أردت أن أكتب، كتاب الأموال لأبي عبيد، فخرجت لأشتري ماء الذهب» ، فلقيت أبا عبيد، فقلت: " يا أبا عبيد: رحمك الله إني أريد أن أكتب كتاب الأموال بماء الذهب "، فقال: اكتب بالحبر، فإنه أبقى"[14].
ولأهمية كتب الصحاح التي قيل فيها تكتب بماء الذهب، اشتمالها على قول المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، فشرف موضوعها لشرف قائلها، ونجد أيضا الإشارة إلى بعض الأحاديث التي كتبت بماء الذهب، من ذلك ما جاء في المنتقى للضياء المقدسي قال:"حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الشامي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك وتعالى اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين، واختار من أصحابي أربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً، فجعلهم خير أصحابي وفي كل أصحابي خير، واختار أمتي على سائر الأمم، ثم أختار من أمتي أربعة قرون بعد أصحابي القرن الأول والثاني والثالت تترى والرابع فردا) . قال عثمان: إن حديثي هذا كتب بمكة بماء الذهب"[15].
وهكذا أصبح التعبير بالكتابة بماء الذهب عنوانا على نفاسة المسألة أو الكتاب، وأهميتها في العلم الموضوع لأجلهما، فبخصوص المسائل نذكر مسألة "الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد، لا للاعتقاد"، قال القاسمي في محاسن التأويل: " وممن حقق هذا البحث الإمام برهان الدين البقاعيّ، ثم الدمشقي، في تفسيره «المناسبات» الذي قال عنه شيخ الإسلام القاضي زكريا: «ما ألف نظيره وجدير بأن يكتب بماء الذهب» كما حكاه عنه تلميذه الإمام الهيتميّ في آخر فتاويه الحديثية"[16].
ومنها مسألة تقديم أبي بكر  للخلافة، حكى ابن كثير رحمه الله قول الإمام الأشعري في المسألة،"قال الشيخ أبو الحسن الأشعري: وتقديمه له أمر معلوم بالضرورة من دين الإسلام. قال: وتقديمه له دليل على أنه أعلم الصحابة وأقرؤهم لما ثبت في الخبر المتفق على صحته بين العلماء. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنا، فإن كانوا في السن سواء فأقدمهم مسلما"
ثم عقب بقوله: قلت [أي ابن كثير] وهذا من كلام الأشعري رحمه الله مما ينبغي أن يكتب بماء الذهب ثم قد اجتمعت هذه الصفات كلها في الصديق رضي الله عنه وأرضاه"[17]

وبخصوص الكتب منها كثير، نذكر على سبيل المثال لا الحصر كتاب "تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين"، قال عنه مؤلفه: "فجَاء بِحَمْد الله كَبِير الْمِقْدَار، غَايَة فِي الِاخْتِصَار، جَامعا للصحيح من الْأَخْبَار، لم يؤلف مثله فِي الْأَعْصَار، جمع بَين الذّكر النَّبَوِيّ والْحَدِيث المصطفوي، وَالْخَيْر الدنيوي والأخروي، لَو كتب بِمَاء الذَّهَب لَكَانَ من حَقه أَن يكْتب، بل بسواد الأحداق لَاسْتَحَقَّ وَكَانَ أَجْدَر، أَن يسطر على كل حَدِيث مِنْهُ صَحِيح مجرب"[18].
ومنها كتب العلامة تقي الدين السبكي، قال عنه في حسن المحاضرة:"وله من المصنفات الجليلة الفائقة التي حقها أن تكتب بماء الذهب، لما فيها من النفائس البديعة، والتدقيقات النفيسة"[19].
ومنها كتاب القاموس في اللغة قيل في مدحه أنه أحق أن يكتب بماء الذهب: قال السَّيِّد الشريف شمس الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الحسني القادري وَكَانَ لَهُ شعر حسن من ذَلِك مَا قَالَه فِي مدح الْقَامُوس:[20]
أيا طَالبا لكَلَام الْعَرَب ... ومبتغيا فِيهِ نيل الأرب
عَلَيْك بِهَذَا الْكتاب الَّذِي ... ترقى من الْفضل أَعلَى الرتب
وَلَو أنصفوه إِذا نمقوه ... لما خطّ إِلَّا بِمَاء الذَّهَب


كتابة - ماء الذهب


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع