مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


نماذج من صبر الصحابة على الأذى والشدائد(4)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


17/01/2023 القراءات: 1386  


أخرج الطبراني والحاكم والبيهقي وابن عساكر عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله  مر بعمار وأهله وهم يعذبون . فقال : « أبشروا آل عمار وآل ياسر فإن موعدكم الجنة » . قال الهيثمي : رجال الطبراني رجال الصحيح غير إبراهيم بن عبد العزيز المقوم وهو ثقة .
وأخرج أبو أحمد الحاكم عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال : مر رسول الله  بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذون في الله تعالى فقال لهم : « صبرا آل ياسر صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة » . رواه ابن الكلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه وزاد : وعبد الله بن ياسر . وزاد : وطعن أبو جهل سمية في قبلها فماتت ومات ياسر في العذاب ورمي عبد الله فسقط .

وعند أحمد عن مجاهد قال : أول شهيد في أول الإسلام استشهد أم عمار سمية طعنها أبو جهل بحربة في قبلها . وعن عمرو بن ميمون قال : أحرق المشركون عمار بن ياسر بالنار . قال : فكان رسول الله  يمر به ويمر يده على رأسه فيقول : يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت على إبراهيم عليه السلام ، تقتلك الفئة الباغية » . فقتله أحد المقاتلين مع معاوية .
شعرا :
ولا غرو بالأشراف إن ظفرت بهم كلاب الأعادي من فصيح وأعجمي

فحربة وحشي سقت حمزة الردى وموت علي من حسام ابن ملجم

وعند الحاكم في الكنى وابن عساكر عن عثمان رضي الله عنه قال : بينما أنا أمشي مع رسول الله  بالبطحاء إذ بعمار وأبيه وأمه يعذبون في الشمس ليرتدوا عن الإسلام . فقال أبو عمار : يا رسول الله الدهر هكذا ؟ فقال : « صبرا يا آل ياسر ، اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت » .
وأخرج أبو نعيم في الحلية ج (1) ص (140 ) عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار قال : أخذ المشركون عمارا رضي الله عنه فلم يتركوه حتى سب رسول الله  ، وذكر آلهتهم بخير ، فلما أتى رسول الله  قال : « ما وراءك ؟ قال : شر يا رسول الله  . ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير فقال رسول الله : « فكيف تجد قلبك ؟ قال : أجد قلبي مطمئن بالإيمان . قال : « فإن عادوا فعد » . وأخرج ابن سعد عن أبي عبيدة نحوه .
أخرج ابن سعد عن الشعبي قال : دخل خباب بن الآرت رضي الله عنه على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأجلسه على متكئه فقال : ما على الأرض أحد أحق بهذا المجلس من هذا إلا رجل واحد . قال له خباب : من هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : بلال . فقال خباب : ما هو أحق مني إن بلالا كان له في المشركين من يمنعه الله به ، ولم يكن لي أحد يمنعني ، فلقد رأيتني يوما ، أخذوني فأوقدوا لي نارا ، ثم سلقوني فيها ثم وضع رجل رجله على صدري

فما اتقيت الأرض – أو قال : برد الأرض - إلا بظهري ، ثم كشف عن ظهره فإذا هو قد برص ، أي من أثر التعذيب بالنار .
وأخرج أحمد عن خباب رضي الله عنه قال : كنت رجلا قينا وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه . فقال : لا والله لا أقضينك حتى تكفر بمحمد  . فقلت : لا والله لا أكفر بمحمد  حتى تموت ثم تبعث . قال : فإني إذا مت ثم جئتني ولي ثم مال وولد فأعطيك .
فأنزل الله : ﴿ أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا ﴾ إلى قوله : ﴿ ويأتينا فردا ﴾ . وعند أبي نعيم في الحلية عن الشعبي قال : سأل عمر رضي الله عنه بلالا عما لقي من المشركين . فقال خباب : يا أمير المؤمنين ! انظر إلى ظهري . فقال عمر : ما رأيت كاليوم . قال : أوقدوا لي نارا فما أطفأها إلا ودك ظهري .
شعرا :
إن الشدائد قد تغشى الكريم لأن تبين فضل سجياه وتوضحه

كمبرد القين إذ يعلو الحديد به وليس يأكله إلا ليصلحه


نماذج من صبر الصحابة على الأذى والشدائد(4)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع