مدونة وسام نعمت ابراهيم السعدي


الحق في السلام في منظور الأمم المتحدة

د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi


25/07/2022 القراءات: 929  


الحق في السلام في منظور الأمم المتحدة
في المقابل تصف منظمة الأمم المتحدة الحق في السلام بأنه:
1. إن الحق في السلام حق عالمي غير قابل للقسمة وهو حق مترابط يعتمد بعضه على بعض. وكون هذا الحق عالمي فان هذا الأمر ينسجم مع سائر أصناف وفئات حقوق الإنسان التي حضيت باعتراف دولي وبموجب الوثائق الدولية المختلفة الصادرة عن المنظمات الدولية العالمية والإقليمية والتي تسلم بعالمية جميع فئات حقوق الإنسان وعلى اختلاف أجيالها.
2. يحق للأفراد والشعوب التمتع بالسلام، ويجب إعمال هذا الحق دون أي تفريق أو تمييز لأسباب تتعلق بالعرق أو النسب أو الأصل القومي أو الاثني أو الاجتماعي أو اللون أو نوع الجنس أو العمر أو اللغة أو الدين أو المعتقد أو الرأي السياسي أو غيره أو الوضع الاقتصادي أو الميراث أو القدرات الجسدية أو العقلية المختلفة أو الحالة المدنية أو الميلاد أو أي ظرف أخر.
3. إن هذا الحق بدأ مباشرة عن طريق القانون الدولي كما إن هذا الحق يهتم بالجماعات الإنسانية أي حقوق الإنسان داخل الجماعة، لأنه في حقيقته يخص الشعوب ككل.
4. انه من الحقوق الجديدة والمبتكرة، فهذا الحق لحداثته لم يأخذ الصياغة والتعميم الكافي الذي يتيح التعرف عليه أو إمكانية تحديد عناصره بشكل دقيق.
5. انه حق يتسم بالطبيعة المركبة فرغم كونه من الحقوق الجماعية التي تخاطب الدول والشعوب والأمم والجماعات، إلا انه يعود في النهاية بالنفع على الإنسان الفرد. وانه ليس بديلا عن الحقوق الفردية أو حق من تلك الحقوق بل هو مكمل لها.
2) تباين تعامل الاتفاقيات والمواثيق الدولية مع الحق في السلام ما بين نصوص تشير إلى السلام بشكل عام أو كهدف مباشر تسعى الدول إلى تحقيقه وكغاية عليا تحرص الدول على بلوغها، وبين نصوص تتعامل مع السلام كحق دولي يقع في اطار مجموعة حقوق الإنسان المعتمدة من قبل الأسرة الدولية في اطار جهودها المتواصلة لتطوير مسيرة تلك الحقوق ، والاعتراف بحقوق دولية جديدة تقع ضمن ما يسمى بحقوق الإنسان الجماعية أو التضامنية.
3) فقد أكدت ديباجة عهد العصبة على أهمية ضمان السلام حيث نصت على ما يأتي:( إن الأطراف المتعاقدة السامية ورغبة في تنمية التعاون الدولي وضمان السلام والأمن الدولي وما يفرضه ذلك من التزام بعدم الالتجاء إلى الحرب، وإقامة علاقات علنية وعادلة وشريفة بين الأمم...)
4) من هنا فان عصبة الأمم باعتبارها أول منظمة دولية عالمية تتشكل بإرادة الدول بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وبمقتضى اتفاقية للسلام، هذه المنظمة تشكل نموذج لمنظمة دولية حرصت منذ تأسيسها على الوصول إلى تحقيق مقتضيات السلام العالمي من خلال ما تضمنته تلك المنظمة من مبادئ وأهداف تعمل المنظمة جاهدة من اجل تحقيقها.
5) كما جعلت الأمم المتحدة من شروط العضوية فيها أن تكون الدولة الراغبة بالانضمام للمنظمة الدولية دولة محبة للسلام ، فنصت المادة (4) من الميثاق على ما يأتي:(‏العضوية في "الأمم المتحدة" مباحة لجميع الدول الأخرى المحبة للسلام ، والتي تأخذ نفسها بالالتزامات التي يتضمنها هذا الميثاق ، والتي ترى الهيئة أنها قادرة على تنفيذ هذه الالتزامات وراغبة فيه). ويسري الشرط أعلاه على جميع الدول الراغبة بالانضمام الى الوكالات الدولية الخاصة التابعة للأمم المتحدة.


الحق في السلام - القانون الدولي لحقوق الانسان - الأمم المتحدة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع