مدونة أ.د حمود محسن قاسم المليكي


دور الإعلام في التنمية الاجتماعية

أ.د حمود محسن قاسم المليكي | Hamood Mohsen Gasem Almolukey


20/09/2021 القراءات: 10011  


أصبحت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة جزءا من حياة الناس مثل الماء والهواء, وغدت هذه الوسائل من تلفاز وإذاعة، وإنترنت، وصحافة، وفضائيات، وغيرها ذات تأثير قوي في صناعة الفرد والموجه الأول لفكره واعتقاداته ولان أثرها كبير على تربيتنا وثقافتنا، أصبح من الضروري أن نحمي أبناءنا من هذه الوسائل وأن ندافع عن قيمنا الثقافية الأصيلة والمتحضرة، وأن ندرب الناشئة على كيفية الاستخدام الصحيح لوسائل الإعلام المتاحة لديهم في البيوت وأي مكان آخر، حتى يصبحوا قادرين على التمييز وغربلة كل ما يقدم لهم عبر هذه الوسائل التي تتدفق عبرها المعلومات بصورة مذهلة، ولم يعد للمسافات حساب في هذا المجتمع، وأصبح كل شيء متاحا لكل إنسان في أي مكان وزمان، وهذا صعب التصدي له إلا من خلال استخدام الإعلام بشكل ايجابي وبما يخدم قيمنا واتجاهاتنا الإسلامية ولذلك فان للإعلام دور مهم في التنمية الاجتماعية ومعالجة قضايا المجتمعات ويتمثل هذا الدور بالآتي:
• توضيح القضايا الاجتماعية التي تؤثر على المجتمع بصفة عامة والمجتمع التعليمي بصفة خاصة كالعدالة الاجتماعية بين الأفراد، والرعاية الصحية وتدني مستويات التعليم وصعوبة توافر المسكن الملائم والنمو السريع في عدد السكان، وتعريف الناشئة ببعض المشاكل التي تعترضهم ومحاولة وضع الحلول لها, مثل تزايد مشكلة البطالة والأمية، والتوعية بضرورة الإسهام في أداء الخدمات الاجتماعية مثل نظافة الشوارع وتشجيرها وطلاء واجهات المصالح الحكومية والحدائق العامة وردم البرك والمستنقعات ومحاربة الشائعات ونشر الوعي بين المواطنين إلى جانب التوعية بقضايا ومشاكل المجتمع وأهم مشكلاته والمشاركة الإيجابية في حلها وتشجيع المواطن على اختيار العمل المناسب لقدراته.
• التوعية والإرشاد بأهمية تنظيم الأسرة من أجل توفير العيش الملائم وكذا العمل على خلق أسرة قوية تستطيع تأمين كل متطلباتها في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
• توعية الجماهير في المجتمع بالمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية الآنية وتحليلها من حيث الأسباب والنتائج والقوى الكامنة وراءها والإسهام في حل هذه المشكلات، وتقديم رؤى حولها وطرحها على المسئولين في قطاعات المجتمع ومؤسساته المختلفة، والتصدي للظواهر الاجتماعية المنتشرة في مجتمعنا مثل تعاطي المخدرات بين الشباب، وبيان أثرها النفسية والاجتماعية والصحية وكذلك ظاهرة العنف، والإرهاب وغيره من المشكلات التي تهدد الاستقرار، وتنشر الخوف والقلق بين أفراد المجتمع.
• تعريف الجمهور بشكل عام بفلسفاته التربوية وبرامجه وأنشطته والجهود التي يبذلها من أجل التربية والتعليم.
• إبراز مشكلة البطالة المقنعة وتشجيع المواطن على اختيار العمل المناسب لقدراته، وتأكيد مبادئ حماية المال العام والحرص على سلامة المرافق العامة وصيانتها وحسن استخدامها، وتقديم البرامج الخاصة بوقاية المجتمع من الانحراف والوقوع في الجريمة من خلال غرس الوازع الديني والأخلاقي في نفوس الناشئة وتناول الجرائم التي قد تقع في المجتمع بشكل يدعو إلى تجنبها وليس بصورة مثيرة.
وهناك عدد من المفردات والمضامين التي يمكن لبرامج الإعلام بكافة وسائلة أن تؤدي دورها في التنمية الاجتماعية بحيث تتضمن :الحث على الإتقان في العمل ,وعرض نماذج للشباب الناجح في مختلف المجالات الحياتية ,وتبصير المواطن بخطط التنمية ودوره فيها ,وبث روح التعاون والتكافل الاجتماعي , وترشيد عادات الاستهلاك الأسري ,وإقناع الفرد بمساندة جهود الدولة في خدمة البيئة ,ومحاربة الجريمة بشكل درامي ينفر منها الناشئة والشباب وأفراد المجتمع بعامة , وعرض أفلام وتمثيليات تعبر عن مشكلات المجتمع وواقعه ,وعرض أغاني بعيدة في كلماتها عن الإسفاف , وتأكيد احترام العمل اليدوي- وتقديم نماذج للسلوك الاجتماعي المقبول في الفلسفة المجتمعية ,وتقديم برامج للأمهات العاملات وغير العاملات عن طريق الإذاعة والتلفزيون وأن تبث في أوقات مناسبة، برامج لمحو الأمية وفي أوقات مناسبة، وبرامج لذوي الاحتياجات الخاصة في جانب الإعاقة (الكفيف-والمتخلف عقليا-والصم والبكم).


وسائل الإعلام - المعالجة - القضايا الاجتماعية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


نفع الله بك البلدان والعباد لما تفضلت به من نصائح وإرشادات غــــالية.