مدونة ا.د.عبد المنعم محمد حسين حسانين


التفكير والتلاعب بالعقول فى العالم الإفتراضى اللا معقول

ا.د.عبد المنعم محمد حسين حسانين | Prof.dr.Abdelmonem Mohamed Hussien Hassaneen


14/11/2021 القراءات: 2766  


التفكير والتلاعب بالعقول فى العالم الإفتراضى اللا معقول
اعداد
أ.د. عبد المنعم محمد حسين حسانين
جامعة الوادى الجديد – كلية التربية
لعل ذلك – العنوان – لذلك المقال يدعو لإثارة العديد من التساؤلات المشروعة لاى فرد ومن اهم تلك الأسئلة : كيف يكون التفكير وسيلة للتلاعب بعقول الأفراد ؟ خاصة مع تزايد استخدام غالبية الأفراد لوسائل التواصل الاجتماعى المتعددة والاعتمادعليها – قد يكون اعتماد تام – على ما ينشر من معلومات ومعارف فى شتى المجالات المعرفية فى تكوين معارفهم وبناء بنياتهم المعرفية نظرا لانهم قد يقعون تحت تأثير الهالة التى تحيط بمرسل تلك المعلومات عبر تلك الوسائل ( مثلا قد يكون المرسل أحد المرموقين من رجال دين – سياسة – علم - ... الخ ) ويتلقى الفرد منهم تلك المعلومات وهو تحت تاثير مثل اولئك الافراد دون تحليل لما يقرأه لأن الفرد طبقا لما أظهرتة نتائج التعلم بالدماغ يميل إلى النمط العاطفى (السريع ) فى التعلم فى مقابل النمط التحليلى ( البطىء) ويصدق كل ما يصدر من افراد لهم قدر من التأثير على الأفراد إما بالهالة المحاطة بهم او بقدرتهم بتحويل طريقة تفكيرهم الى طريقة أخرى يرونها – من وجهة نظرهم – أنها الطريقة التى يريدونها والتى تتفق مع أهدافهم وتوجهاتهم الفكرية والتى يودون نشرها بين الأفراد وقد تكون تلك الأهداف محققة لتوجهات جماعات مناهضة للمجتمع سواء كانت تلك الجماعات تعمل على المستوى المحلى او المستوى العالمى ولتحقيق تلك الاهداف ( احيانا يطلق عليها المعايير الضرورية للعمل فى مجال ما ) لتحقيق تلك الاهداف يتم التلاعب بعقول الأفراد عن طريق تحويل مسارات تفكيرهم إلى المسارات التى تريدها تلك الجماعات ولذا هم يستخدمون : ما توصلت إلية نظرية المعرفة من اراء لكل من : الواقعيين – البراجماتيين – النقديين – التجريبيين – المثاليين – العقليين – المتصوفة – الإعتقاديين - الشكاك - ...الخ فى تغليف معلوماتهم كما انهم يستفيدون بما عليه الأفراد فى ذلك العصر من محن منها : محنة اللأأدرى – هاجس الوضوح للمعلومات عند كثير من الأفراد – اللغط بين الأفراد حول الجائز والمباح – بغى الكلام من الأراء والفتاوى المغرضة وتعدد الجهات التى تسعى لنشرها خاصة اذا ما كانت تتعلق بالأديان – لعل ذلك يفسر تعدد القنوات الفضائية التى تهاجم الأديان وتشكك علنا فيها وفى بعض الطوائف الدينية – وقد يكون السؤال الملح : لماذا الإصرار على التلاعب بعقول الأفراد وتحويل مسارات تفكيرهم ؟ قد يكون ذلك لتحقيق الهيمنة على الأفراد بل وعلى المجتمعات بل لتحقيق هدف العولمة بمعنى الهيمنة الغربية خاصة الأمريكية على كافة مجتمعات العالم بأسره بفرض معايير لكل شىء فى الحياة يؤمن بها ويدين بها كافة افراد العالم بأسره وتصبح تلك المعايير كبديل مثالى لكل ما تنادى به الأديان فى أى مجتمع ما يزال يحض افراده على الإيمان بالقيم الدينية وبذلك يمكن تفسير انتشار كثير من القنوات الفضائية او مواقع التواصل الإجتماعى التى تشكك فى الأديان وتشكك فى التراث الدينى بل وتدعو للإلحاد وظهور جماعات الإلحاد فى المجتمعات المتدينة الذين يفتخرون بتوجهاتهم بدعوى : العصرية– الحداثة – التفكير خارج الصندوق – حرية الإعتقاد والتعبير .. الى غير ذلك من المبررات .وفى ضوء ما سبق يبرز سؤال آخر اكثر أهمية من سابقه : كيف يمكن استغلال التفكير بالتلاعب فى العقول ؟ , انهم يفلسفون افكارهم فى ضوء نتائج بعض الدراسات التى قامت بتوليف وتوليد انماط جديدة للتفكيرمثل : التفكير العالمى فى مقابل التفكير المحلى بمعنى ضرورة النظر لكل مجالات الحياة من منظور عالمى بحجة ان العالم كله قرية صغيرة وتلك دعوة فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب لأنها قد تستهدف هدم الهوية الثقافية للمجتمعات وجعلها تابعة للقوة الأعظم فى العالم – كما ان من المحاولات توظيف مصطلحات أخرى للتفكير بغرض التلاعب بالعقول مثل مفهوم التفكير خارج الصندوق – التفكير البديل – التفكير الذاتى المستقل وهكذا يتم توظيف انماط للتفكير فى التلاعب بعقول الأفراد خاصة إن ذلك التلاعب يستخدم عن بعد باستخدام كافة وسائل التواصل الإجتماعى والقنوات الفضائية المتعددة وليس وجها لوجه وذلك بغرض خلق عالم افتراضى بديل عن العالم الواقعى الذى يعيشه الأفراد ومحاولة فرض ذلك العالم الإفتراضى ( اللأمعقول ) على كافة الأفراد بكافة المجتمعات وهو ما يسمى اليوم : التلاعب بالعقول عن بعد ويستخدمون بذلك عدة طرق من أهمها : التثبيت – التأثير – التأطير .. الى غير ذلك من أساليب تجعل الأفراد فى تعلق دائم قد يصل إلى حد الإدمان بذلك العالم الإفتراضى ( اللا معقول ) بغرض تحقيق أهداف التلاعب بالعقول .
بعد قراءتك لذلك المقال اسأل نفسك سؤال هام جدا لتعديل وتنمية مهارات التفكير الناقد لديك لتحليل كل ما تقرأة وتتلقاة من صور وفيديوهات على كافة وسائل التواصل الإجتماعى ذلك السؤال هو : لماذا غالبية وسائل التواصل الإجتماعى الإشتراك فيها مجانى ؟

لمزيد من المعلومات أنظر :
1- الجابرى , محمد عابد . (1989) , تكوين العقل العربى : نقد العقل العربى (1) , بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية .
2- دانيال كانمان" التفكير بسرعة وببطء Thinking Fast And Slow"
3- زكى نجيب محمود , نظرية المعرفة . مؤسسة هنداوى
4- نجيب الحصادى , آفاق المحتمل , منشورات جامعة قاريونس , بنغازى



التفكير- التلاعب بالعقول - العالم الإفتراضى


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


لعل ذلك المقال يستهدف الكاتب منه : توعية الأفراد بما ينشر اويذاع فى القنوات الفضائية وضرورة تحليل ونقد المعلومات الواردة فيها لانها قد تكون تلك المعلومات هدفها التلاعب بعقول الأفراد وتحويل مسارات تفكيرهم إلى مسارات تفكير غير مرغوب فيها تضر بهم كافراد كما تضر بمجتمعاتهم .