مدونة يوسف أحمد محمد


مؤسس الصحوة في الصومال

د.يوسف أحمد محمد | Yusuf Ahmed


14/12/2020 القراءات: 414  


مؤسس الصحوة
(1)
حضرتُ بعض حلقات شيخنا محمد معلم حسن العلمية، واستمتعت بتفسيره، ووجدت لذتي من كلماته؛ وهزت وجداني تعبيراته ، ووجدت أنسا وطمأنينة في مجلسه، واستعذبت بصوته الهادئ المنساب بسهولة في سوداء القلوب، وارتحت لأسلوبه العبقريّ الهزّاز أركان النفس، وكنا نجلوا قلوبنا بتفسيره عن شبهاتِ الشيوعية، ووساوس الماركسية، و كنا نأوي إلى مسجد "المقام" قبل القفول إلى المربع عند العودة من المدرسة النظامية، وكنا نلتقي عنده غداء الأرواح قبل غداء البدن؛ لأن تفسيره كان يربي الأرواح، ويفرج الكربات، ويوسع المدارك، إذ جمع الشيخ – طيب الله ثراه - بين علم راسخ وحكمة موهوبة ربانية، وقلب رطب متعلق بخالقه، كان كلامه يخرج من قلبه صافيا طريا، فيرفرف طالبه فوق علياء السماء، إذ تدخل مقالته في الأفئدة بلا استئذان فتستقر فيها، فتفجر الطاقات، وتدفع السامع بالعمل الجاد، والثقة بالنفس، وحب المبادئ، واسترخاص المهج في سبيلها.
تقحم الشيخ في ساحات الوغى، وخاض حروبا ضروسا بمفرده، وتسلح بالمصحف بلا تفسير منظور ليخفي عن المناوئين مشرب فكره، ومرجع تفسيره؛ مما أبهر من مارس تفسير التنزيل قبله، وحير الناقمين والحاسدين لاكتشاف مصدره؛ ولم يكن من السهولة تخمين مورده؛ لأنه كان مجددا منشأ، ولم يك مقلدا حرفيا.
تستطيع بكل بساطة أن تكتشف أصل تفسير فضيلة الشيخ عمر فاروق رحمه الله تعالى، وكذلك تفسير فضيلة الشيخ محمد أمل – حفظه الله وغيرهما من المفسرين المترجمين القرآن الكريم بالصومالية، ولكن الشيخ محمد معلم له شأنه الخاص.
وكذلك  نحت لكمات القران تراجم جديدة، لم يعهدها المفسرون السابقون، واستفاد منها اللاحقون فنسجوا على منواله، وسلكوا بالترجمة سبيله، أهّلته معرفته العميقة باللغة العربية واشتقاقها، وأصول المفردات ومرامها، وإتقانه باللغة الصومالية بلهجاتها المختلفة باختيار الترجمة المناسبة؛ لأنه ولد في "هِيرَان" وترعرع في "بَيْدو" وجال ما بين "هرغيسا" "وهرر" في الشمال وفي الغرب، فجاء بتراجم عميقة مبهرة، كانت نقلة تجديدية للتفسير، وذللت صعوبات كانت تواجه المفسرين، فمثلا ترجم قوله تعالى " تَؤُزُّهُمۡ أَزࣰّا" " بُورِن، عُدَين، حُدْ حُدِنْ" ويُقال" جُقجُقن" وقال ويستعمل "الأز" عند نداء الأنعام لإغرائها بشرب الماء ، وكذلك الشيطان يهيج أصحابه بالمعاصي بصوته. ويلاحظ المستمع تفسير الشيخ فرقا واضحا بين تفسيره الأول وتفاسيره الأخيرة من حيث ترجمة بعض المفردات.
وأسلوب الشيخ في التفسير منساب رائع، وأداؤه للغة هادئ معجب وهو بين أقرانه يتقدم عليهم.  فرحمه الله تعالى رحمة واسعة ... تابعوا
يوسف أحمد محمد


مؤسس الصحوة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع