مدونة الدكتور/ مازن جهاد إسماعيل الشوبكى


رؤية مستقبلية لتطوير البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية

الدكتور/ مازن جهاد إسماعيل الشوبكى | Mazen J. Al Shobaki


30/09/2023 القراءات: 778  


اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ هو ﺳﻠﻮك ﻣﻨﻈﻢ ﻳﻬﺪف الى اﺳﺘﻘﺼﺎء ﺻﺤﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ أو ﻓﺮﺿﻴﺔ أو ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻟﻤﻮﻗﻒ أو ﻇﺎهرة وﻓﻬﻢ أﺳﺒﺎﺑﻬﺎ وﺁﻟﻴﺎت ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ أو إﻳﺠﺎد ﺣﻞ ﻧﺎﺟﺢ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻣﺤﺪدة ﺗﻬﻢ اﻟﻔﺮد واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، أو اﺧﺘﺒﺎر ﻣﺪى ﻧﺠﺎح ﺗﻘﻨﻴﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻹﻧﺘﺎج، ويمثل البحث العلمي في الجامعات إحدى الأهداف الحيوية لتعزيز القدرات الأكاديمية والبحثية في فلسطين، وتأتي هذه الرؤية من مدى إيماننا بأهمية البحث العلمي كمحرك رئيسي للتقدم والتنمية في مجتمعاتنا وللمساهمة في حل التحديات المعاصرة، ويجب أن تسعى هذه الرؤية إلى توفير البيئة والدعم اللازمين للباحثين وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات الفلسطينية لضمان استفادة الوطن من مواردها البشرية والمعرفية القيمة في ميدان البحث العلمي، من خلال تعزيز التمويل وتطوير البنية التحتية وتشجيع ثقافة البحث والابتكار، يمكن أن تساهم هذه الرؤية في رفع مستوى التعليم والبحث في فلسطين وتحقيق التقدم والتنمية المستدامة، وعليه اليك عزيزى القارىء جملة من الاقتراحات تمثل رؤية مستقبلية من شأنها أن تسهم في رفع مستوى البحث العلمي في جامعاتنا وتجعله هادفاً ومفيداً وعملياً.
 توفير الدعم المالي اللازم لأعضاء هيئة التدريس للقيام بالأبحاث المختلفة على أن تعطى الأبحاث المتميزة مكافآت سنوياً، ويمكن تطبيق ذلك من خلال إنشاء صناديق مشتركة لدعم البحث العلمي والإنفاق عليه.
 مطالبة الحكومه بفرض ضريبة خاصة على أصحاب الشركات والمصانع لدعم وتمويل البحث العلمي.
 العمل على توفير قواعد المعلومات البحثية كخدمات مكتبية جامعية إضافية، حتى يستفيد منها أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا على حد سواء.
 التعاون في إنشاء بنوك للمعلومات واستخدام التقنيات الحديثة في الوصول إليها.
 ينبغي أن يكون لعضو هيئة التدريس اهتمام بحثي خاص في مجال معين بحيث يتمكن من اكتساب المعرفة العلمية الضرورية لذلك المجال من ناحية، وحتى ينطلق في أبحاثه ودراساته ضمن حدود ذلك المجال.
 توفير الأجواء العلمية المناسبة على مستوى الكليات والأقسام العلمية.
 تشجيع أعضاء هيئة التدريس على تشكيل فرق العمل البحثى ودعم البحوث الجماعية.
 حث الجامعات على توفير متطلبات البحث العلمي من مستلزمات ضرورية، ولا سيما تحقيق الاستقرار الوظيفي والنفسي لعضو هيئة التدريس في مكان العمل، فالاستقرار الوظيفي والنفسي يهيئ لعضو هيئة التدريس المناخ المناسب لتركيز جهده وتفكيره على تطوير اهتماماته الأكاديمية.
 إنشاء جسم مركزي (هيئه، مجلس او مركز او ....) يسهم في إعداد مساعدي الباحثين لكل الجامعات الفلسطينية والهيئات البحثية الأخرى، حيث إن إعداد مساعدي الباحثين للعمل في مجال البحث العلمي لا يقل أهمية عن إعداد الباحثين، فهم من الكوادر اللازمة لنجاح البحث العلمي وتحقيق أهدافه، فالأبحاث العلمية تمر بخطوات طويلة في الوقت والجهد، تحتاج فيها إلى متابعة دائمة ورصد نتائجها أولاً بأول وعرضها على الباحثين لتحليل وتفسير هذه النتائج واستخلاص الحقائق والنظريات من خلال التحليل والتفسير وذلك يتطلب مساعدي باحثين يتوفر في إعدادهم الأمانة العلمية وتحمل المسؤولية والقدرة على الأداء.
 المطالبة بتكوين جسم مركزي (هيئه، مجلس او مركز او ....) للبحث العلمي مكون من عمداء البحث العلمي في كافة الجامعات الفلسطينية أو من ينوب عنهم، مهمتها رسم سياسة بحثية عامة وفقاً لخطة شاملة، تتحدد بموجبها الأولويات والضوابط التي يجب أن تحكم نشاط البحث العلمي، وفقاً لما تفرضه حاجة المجتمع واحتياجات تنميته من جهة، وما يتوفر للجامعات من موارد وطاقات من جهة أخرى.
 دعوة الجامعات الي توقيع شراكات واتفاقات ثنائية بين الجامعات الفلسطينية نفسها، وبينها وبين الجامعات العربية في الدول العربية الشقيقة لتبادل الأساتذة والطلاب وإجراء البحوث المشتركة.
 مطالبة الجامعات بإعداد برامج لتنشيط البحث العلمي كعقد الندوات وإلقاء المحاضرات المتخصصة دورياً.
 مطالبة الجامعات بتشجيع الإيفاد لحضور المؤتمرات والندوات المختلفة وإعادة النظر في المكافئات المالية لتوفير نفقات الإقامة والسفر.
 مطالبة الجامعات الفلسطينية أن تساهم فى تيسير عملية نشر بحوث أعضاء هيئة التدريس العاملين فيها عن طريق إعدادها لمجلات علمية خاصة بها، مع المحافظة طبعاً على المستوى والنوعية في حالة كل منها.
 مطالبة الجامعات الفلسطينية باحتساب العمل البحثي كجزء من نصاب عضو هيئة التدريس الجامعي، هذا مع الأخذ بالاعتبار أن يكون اهتمامها بالبحث العلمي ضمن معادلة تكفل أيضاً الاهتمام بعملية التدريس، وعليه يجب اعتماد التدريس أساساً رئيسياً لتقييم عمل أعضاء هيئات التدريس وتحديد ارتقائهم الوظيفي والأكاديمي، مع عدم إغفال دور البحث العلمي باعتماده عاملاً مسانداً في عملية التقييم، حيث أن اعتماد البحث العلمي كأساس رئيسي لتقييم أعضاء هيئات التدريس وارتقائهم الأكاديمي يحوّل اهتمام هؤلاء الأعضاء من التدريس إلى البحوث العلمية من جهة، ويضع عليهم ضغوطاً لإنتاج أبحاث قد لا تصل للمستوى المنشود من ناحية أخرى.
إذا تم تنفيذ هذه الرؤية، فإن البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية سيشهد تقدمًا كبيرًا وستزيد مشاركة الباحثين الفلسطينيين في الجهود العالمية لتطوير المعرفة وحل المشكلات العالمية.


رؤية مستقبلية، البحث العلمي، الجامعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع